«أوبك» تبدو عاجزة أمام نمو الإنتاج العالمي
تناول تقرير ميداني التطورات الأخيرة، التي شهدتها أسواق النفط خلال الأسابيع القليلة الماضية، وخلص إلى حصيلة مؤكدة تقول، إن منظمة "أوبك" تبدو عاجزة أمام نمو الإنتاج النفطي العالمي. ولفت التقرير، الذي أعدته مجموعة من الخبراء والمحللين، إلى أن أسواق الطاقة العالمية ستشهد في المستقبل القريب تطورات دراماتيكية، لعل أبرزها سيكون طفرة الزيت الصخري في الولايات المتحدة وكندا. لكن التأثيرات المحتملة، التي يمكن أن تسفر عنها هذه التطورات ليست واضحة بعد، ويمكن أن تكون ثنائية الحد إلى درجة معينة نتيجة عوامل جيوسياسية متعددة، إضافة إلى اعتبارات أخرى مثل العقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا، والاضطرابات الداخلية في ليبيا وشمال إفريقيا.
وعلى سبيل المثال، تقول تقارير ميدانية من ليبيا، إنه رغم التطورات القانونية الأخيرة فإن أسعار النفط هبطت بشدة في شهر مايو الماضي من نحو 69 دولاراً للبرميل في 28 مايو إلى أقل من 62 دولاراً دولاراً في 31 مايو.المخاوف الناجمة عن حدوث اضطرابات في الإمداد النفطي العالمي لم تتبلور عملياً حتى الآن، ولكن هذا لا يعني أنه يمكن استبعادها أو تجاهلها في أي حال. ويتم في الوقت الراهن توزيع عوائد النفط الليبي من قبل شركة النفط الوطنية الليبية، وهي الوحيدة المخولة لتصدير الخام والبنك المركزي، وكلاهما في العاصمة طرابلس.
مستقبل الطاقة العربية
الخلافات بين الدول العربية حول الطاقة وتداعياتها قد تؤثر على العلاقات العربية– العربية، ولكنها في حالة الروابط النفطية ربما تنعكس على النواحي المالية، والمشاريع الاستثمارية المختلفة، وخطط العمران، والبنى التحتية المتنوعة. ولا تنسحب هذه السمة التقليدية على الدول العربية فقط، فنحن نشهد مؤشرات حرب تجارية محتملة بين الصين والولايات المتحدة تشتد وتضعف، وفقاً لمواقف ومصالح رجال السياسة في البلدين.وعودة إلى الوضع الداخلي في ليبيا، وفيما يبدو أن الهدوء بدأ ينتشر في ذلك البلد، وغدت الحرب أكثر ميلاً الى الاستنزاف، قد يظهر أن السلاح الذي سيحسم المعركة يكمن في عوائد النفط لا في أي نوع آخر من الأسلحة التقليدية. وليس من الواضح على الإطلاق ما اذا كان تحالف المشير خليفة حفتر، وهو الجيش الوطني الليبي، سيصمد في وجه الخصوم، وكان أحد المسؤولين في الحكومة الليبية حذر في شهر مايو من أن 95 في المئة من انتاج النفط الليبي يمكن أن يفقد، أي ما يعادل كمية تقدر بمليون برميل في اليوم.ويبدو على أي حال أن أسواق النفط قد اتخذت منظوراً مختلفاً يعتمد على الانهيار في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو مسار سيئ بالنسبة إلى خط التجارة العالمي والاقتصاد الأميركي، رغم الأرقام التي تحدثت عن مستويات ثقة المستهلك في الولايات المتحدة، وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروربي.من جهة أخرى، قالت وكالة معلومات الطاقة الأميركية أخيراً، إنها تتوقع زيادة في إنتاج الدول من خارج منظمة "أوبك" بحلول عام 2020، وأن مصدر هذه الزيادة هو الولايات المتحدة، كما توقعت الوكالة أن يصل الاستهلاك الى 1.53 مليون برميل في اليوم، وهي أرقام عالية إذا استمر النمو التجاري العالمي في التباطؤ.