غداة يوم قتل فيه 4 أشخاص نتيجة أعمال عنف، وبعد أسبوع من فض اعتصام المحتجين أمام مقر القيادة العامة للجيش بالقوة، دخل العصيان المدني المعلن في السودان، أمس، يومه الثاني، في وقت حمّل المجلس العسكري الانتقالي الحاكم تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير" الذي يقود الاحتجاج، "المسؤولية الكاملة لكل الأحداث المؤسفة".وعاد عدد من المحال التجارية ومحطات تزويد الوقود للعمل في العاصمة، في حين شوهدت حافلات المواصلات العامة تنقل ركابا في الشوارع، في ثاني أيام حملة العصيان المدني الذي دعا إليه المحتجون للضغط على "المجلس العسكري" الحاكم لتسليم السلطة إلى المدنيين.
وتأتي العودة الخجولة إلى الحياة الطبيعية في وقت أعلن "العسكري" تعزيز قوات الأمن المنتشرة في الشوارع وتأكيد فتح الطرق.وقتل أمس الأول، 4 أشخاص، اثنان منهم في الخرطوم واثنان في أم درمان، المدينة التوأم للعاصمة والقريبة من نهر النيل.وجاءت الدعوة إلى العصيان المدني بعد أسبوع على فض دام للاعتصام في الخرطوم أوقع عشرات القتلى، وبعد قرابة الشهرين على الإطاحة بالبشير عقب أشهر من الاحتجاجات.لكن عددا من المتاجر ومحطات الوقود وبعض فروع مصارف خاصة فتحت أبوابها، أمس، في الخرطوم.وقامت حافلات المواصلات العامة بنقل ركاب، في حين شوهدت سيارات وحركة مارة في شوارع العاصمة.في المقابل، أصدر "المجلس العسكري" بيانا مساء أمس الأول، حمّل فيه "الحرية والتغيير"، "المسؤولية الكاملة لكل الأحداث التي تسببت فيها الممارسات غير الرشيدة التي تقوم بها ما تسمّى بلجان المقاومة بالأحياء".وأعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع، عضو المجلس العسكري، الفريق أول الركن جمال عمر في بيان، تعزيز الوجود الأمني لفتح الطرقات وحماية المرافق الاستراتيجية.وقال إن "أسلوب إغلاق الطرق وبناء الحواجز الذي تمارسه قوى إعلان الحرية والتغيير عمل يتعارض مع القانون والأعراف والدين، ويتعدى حدود ممارسة العمل السياسي، ويمثل جريمة كاملة الأركان بالتعدي على حرية المواطنين وحرمانهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي".وأكد أن "كل الروايات المتداولة حول انشقاقات في مكون المنظومة الأمنية أو مواجهات محتملة بين القوات المسلحة والدعم السريع، أو نداءات متكررة عبر مكبرات الصوت بالمساجد في غير أوقات الصلوات إنما هي إشاعات متعمدة مقصود منها إثارة الذعر بين المواطنين وإشاعة عدم الطمأنينة داخل الأحياء".وأضاف عمر أن "المعلومات المتداولة عن وجود جثامين ملقاة في النيل بعطبرة والخرطوم، وما تعلنه ما تسمى لجنة الأطباء المركزية المزعومة من أرقام بشأن ضحايا عملية فض الاعتصام كلها معلومات مغلوطة".ورغم اللهجة القوية التي استخدمها "المجلس العسكري" في بيانه، فإن "تجمّع المهنيين السودانيين"، المحرك الرئيسي للاحتجاجات، أعلن أمس، استمرار العصيان المدني الشامل لليوم الثاني على التوالي.وأكد في بيان أن "مشاركة الجماهير في العصيان المدني الشامل والإضراب السياسي العام، مستمرة من دون تراجع حتى إسقاط مجلس القتلة والمجرمين وميليشيات الجنجويد، ونقل مقاليد الحكم لسلطة مدنية انتقالية"، مشيراً الى أن "الحل في الشلّ".من ناحية أخرى، أطلقت السلطات، أمس، كلا من ياسر عرمان وخميس جلاب ومبارك أردول، القياديين في "الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال"، وذلك بعد 5 أيام من اعتقالهم عقب فض اعتصام القيادة العامة في العاصمة. وذكرت مصادر أن عملية إطلاق سراحهم جاءت في إطار مبادرة إثيوبية ومطالبات دولية، مشيرة الى أنه "تمّ ترحيلهم إلى جوبا بعد الإفراج عنهم".في غضون ذلك، وفي ثاني خطوة من نوعها منذ سقوط البشير، ذكر موقع "التيار أون لاين"، أن رئيس المجلس العسكري الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أجرى تعديلات واسعة في جهاز الأمن والمخابرات تضمنت إحالة قيادات بارزة للتقاعد. وأكد جهاز الأمن والمخابرات الوطني، أن ما تم من إحالات وإجراءات لتقاعد ضباط بجهاز الأمن "كان في إطار الأداء الإداري الدوري للجهاز".
دوليات
السودان: «العسكري» يلوّح بالقوة ويرحّل 3 معارضين إلى جوبا
11-06-2019