انتصار «العمال» في بيتربورو يجب أن يخيف المحافظين
قد ترى أن نتائج حزب العمال محزنة حقاً إلى أن تدرك أن حصة المحافظين تراجعت من 46% إلى 21%، ويستطيع كوربين الوثوق تماماً أننا سنشهد عشرات الحالات مثل بيتربورو في مختلف أرجاء البلد إذا عُقدت انتخابات عامة قبل إتمام عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
يبدو عالم السياسة محيراً جداً في الوقت الراهن، ولكن ثمة خلاصة قاتمة يمكننا أن نستنتجها من انتخابات بيتربورو الفرعية: مع أن حزبَي العمال والمحافظين يفتقران إلى الشعبية، فإن أصوات العمال ما زالت أكثر ولاء، مقارنة بالمحافظين، وستصمد بشكل أفضل في الانتخابات العامة.ولكن من الصعب بالتأكيد أن ترى الوجه الإيجابي عندما تتراجع حصة حزبك من الأصوات من 48% إلى 31%، إذ تُعتبر بيتربورو إلى حد ما انتصاراً صامتاً لجيرمي كوربين.قد ترى أن نتائج حزب العمال محزنة حقاً إلى أن تدرك أن حصة المحافظين تراجعت من 46% إلى 21%، ويستطيع كوربين الوثوق تماماً أننا سنشهد عشرات الحالات مثل بيتربورو في مختلف أرجاء البلد إذا عُقدت انتخابات عامة قبل إتمام عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي: تقسيمات انتخابية حيث تراجعت حصة العمال من الأصوات، بيد أنها لم تنخفض بقدر حصة المحافظين.
فاز نواب حزب العمال النائب تلو الآخر بفضل حصص صغيرة من المجموع العام للأصوات، في حين تنافس المحافظون وحزب "بريكست" على المرتبة الثانية.لنواجه الواقع: ما كان حزب العمال يستطيع أن ينطلق في حملة الانتخابات الفرعية هذه في موضع أسوأ، فقد دخل نائبه السابق، الذي انتُخب بأكثرية 607 أصوات فقط قبل سنتين، السجن. فضلاً عن ذلك، لهذا الحزب زعيم شعبيته أكثر انخفاضاً من شعبية تيريزا ماي نفسها، أما حزبه البرلماني، فيخضع لسيطرة نواب يبذلون قصارى جهدهم لعرقلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع أنهم كانوا ينافسون ضمن قاعدة شعبية صوتت بقوة للخروج في عام 2016. رغم ذلك، تمكن من الفوز. لماذا؟ لأنه عانى خسارة أصوات أقل لمصلحة نايجل فاراج مقارنةً بالمحافظين. قد لا يبدو هذا منصفاً، فرغم كل محاولات تيريزا ماي الفاشلة لتمرير مشروع قانونها، يبقى المحافظون أكثر قدرة على ما يبدو على تنفيذ عملية خروج ذات معنى، مقارنة بحزب العمال.ولكن يبدو أن حزب العمال يتمتع بدعم أعداد كبيرة من الأشخاص المستعدين للتصويت له، مهما ارتكب من هفوات، لأن هذا ما قاموا به دوماً ولأنهم لا يستطيعون تخيل أنهم قد يفعلون ما يخالف ذلك. بصريح العبارة يقوم سلاح العمال السري على واقع أن ناخبيه أكثر تحفظاً عاطفياً من المحافظين أنفسهم، ربما على هذين الحزبين تبادل اسميهما.من المستحيل أن تكون الرسالة أكثر وضوحاً بالنسبة إلى المحافظين: يعتمد استمرارهم على إرجاء الانتخابات العامة إلى ما بعد إنجاز عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي والانتهاء منها تماماً. لذلك يبقى خيارهم الوحيد اليوم انتخاب قائد ملتزم بالمضي قدماً بعملية الخروج من الاتحاد الأوروبي في الحادي والثلاثين من أكتوبر مع صفقة أو بدونها، وعلى كل نائب محافظ لا يستطيع تحمل ذلك التنحي والعودة إلى منزله أو الانضمام إلى الديمقراطيين الليبراليين.* روس كلارك*«سبكتايتور»