العنصرية كالفساد بل هي جزء منه وتظهر معه، فكلما ازداد الفساد ازدادت وانتشرت العنصرية، لذلك هي غريزة في نفوس الضعفاء متى ما أصبحت الأجواء مهيأة لها في الظهور برزت بشكل أو بآخر لتهدم ما تبقى من قيم الوحدة الوطنية والإيمان بالمواطنة الحقيقية.حين يرى ضعاف النفوس ما تحظى به المجاميع العنصرية من تأييد ودعم من الشخصيات القيادية والعامة فذلك حتماً سيشجع على ظهور مجاميع أخرى تحمل الفكر ذاته المفتت للوحدة الوطنية، وهو أمر خطير شاهدنا عواقبه في الدول التي شجعت وجود مجاميع طائفية وقبلية وفئوية كانت سبباً في دمار أوطانها.
قد لا يعي أعضاء هذه المجاميع خطورة طرحهم لأنهم لا يفهمون سوى مصالحهم، ولكن ألا يعي من يدعمهم أو يضفي عليهم الشرعية الاجتماعية من مسؤولين وقياديين وشخصيات عامة ذلك؟ فهنا الخطر الحقيقي والمدمر، بل المشجع لظهور مجاميع أخرى، تبحث عن الهدف ذاته، فيصبح الوطن مجاميع تتنافس في تقسيمه وتدميره دون إدراك وحس وطني يحمي وحدته وتآلف شعبه. وهنا تقع المسؤولية على من يضفي عليهم الشرعية الاجتماعية سواء من أبناء الأسرة أو أعضاء الحكومة أو المجلس ممن يفترض بهم أن يدحضوا هذا الطرح ويحاربوه لخطورته على الوطن والمواطنين في ظل إقليم ملتهب، وأن يحاسبوا هذه المجاميع بل ينبذوها حتى لا تظهر مجاميع أخرى غيرها فاقدة الأهلية والمسؤولية، لتتكسب من طرح كهذا يفتت الوطنية ويقضي على روح المواطنة.يعني بالعربي المشرمح: ما نراه اليوم من دعم ورعاية لحاملي الفكر العنصري المدمر للوحدة الوطنية سيشجع قيام مجاميع قد تحمل فكراً طائفياً أو قبلياً أو فئوياً لتحقق لنفسها ما حققته هذه المجاميع على حساب الوطن ووحدته الوطنية وتلاحم شعبه في فترة نحن في أمس الحاجة للتوحد ونبذ الخلافات، خصوصا أننا في إقليم أنهكته الصراعات الطائفية، الأمر الذي يجب على الجميع أن يتحملوا مسؤوليتهم الوطنية في الإعلان صراحةً عن نبذ كل من تسوّل له نفسه أن يطرح طرحاً من شأنه أن يزرع الفتنة في المجتمع، ويقوض وحدته وصلابة لحمته الوطنية، فالوطن للجميع وليس لفئة دون غيرها، ومن واجبنا حمايته حتى لا يتعرض لأي استغلال من أعدائه ليزعزع وحدته وتلاحم شعبه.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: لا تشجعوهم فيكثروا وغيرهم؟
14-06-2019