كشف مصدر نفطي مطلع، لـ «الجريدة، أن هناك خططاً يتم رسمها حالياً لتغيير مسارات ناقلات النفط الكويتية بسبب الأحداث التي تجري حالياً في الخليج، لاسيما بعد حادث تفجير ناقلتي نفط في موانئ سلطنة عمان، أمس، إحداهما كانت ترفع علم جزر مارشال واسمها «فرنت ألتير»، والأخرى اسمها «كوكوكا كاريدغس» وترفع علم بنما.وقال المصدر إن شركة ناقلات النفط الكويتية لديها خبرة طويلة في عمليات تغيير مساراتها لمنع القرصنة على ناقلاتها تحسباً لأى طوارئ، لافتا إلى أن الناقلات الكويتية تعتمد بشكل غير رئيسي على مضيق هرمز، مما يعنى أن الإجراءات الاحترازية في مثل تلك الحالات تكون بسيطة ومعتادة.
اجراءات احترازية
وقالت الشركة، في بيان أمس، إن «ناقلاتنا تسير بشكل طبيعي، ومستعدون لأي طارئ، واتخذنا كل الإجراءات والتدابير الاحترازية الأمنية اللازمة لضمان التشغيل الآمن لأسطولنا البحري».من ناحيتها، ذكرت «البحرية» الأميركية، أمس، أن ناقلتي نفط أصيبتا بأضرار في حادث وقع بخليج عمان، موضحة أنها تقدم المساعدة لهما، في وقت كشفت مصادر في الشحن البحري والتجارة انه تم اخلاء الناقلتين بعد الحادث، وأن أفراد طاقميهما بخير.وكانت هيئة السلامة البحرية البريطانية ذكرت في وقت سابق أمس أن حادثا غير محدد وقع في بحر عمان، مطالبة بتوخي «الحذر الشديد» وسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.وأعربت بريطانيا عن قلقها البالغ إزاء التقارير الإعلامية حول الحادث، وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية، في بيان مقتضب: «نحن على اتصال بالسلطات المحلية والشركاء في منطقة الخليج لمعرفة تفاصيل هذا الحادث».في غضون ذلك صعدت العقود الآجلة لخام برنت دولارين أو 3.3 في المئة إلى 61.97 دولاراً للبرميل، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.41 دولار أو 2.7 في المئة إلى 52.55 دولاراً للبرميل.وكان سعر برميل النفط الكويتي انخفض 1.42 دولار في تداولات أمس الأول، ليبلغ 60.87 دولاراً مقابل 62.29 دولاراً للبرميل في تداولات الثلاثاء، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.وفي السياق، قالت مصادر لـ «الجريدة»، إنه إلى الان لا توجد طرق بديلة واضحة معلنة للناقلات الكويتية، وإلى حد العلم لم يتم تنفيذ أي خطط بديلة.اسعار النفط
وأضافت: في كل الأحوال ستتأثر اسعار النفط مع تكرار هذه الظواهر والتوترات السياسية في المنطقة، ومن المحتمل أن تخفض الكويت إنتاجها، بسبب صعوبة تصريف وتوصيل نفطها.من جانبه، أكد الخبير النفطي محمد الشطي أن أي حوادث تؤثر على حركة النقل التجارية من الخليج إلى الخارج ستؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط.وقال الشطي، لـ «العربية نت»، إن «العامل الرئيسي الذي يؤثر في السوق النفطي ويضغط على الأسعار هو العامل التجاري والمفاوضات بين أميركا والصين؛ لأن ذلك يؤثر على الانطباع بالنسبة للاقتصاد والطلب في نهاية الأمر، لكن عدم الاستقرار السياسي وتحديد حركة التجارة من الخليج إلى الأسواق المختلفة يعتبر أيضاً عاملاً قوياً لتذبذب الأسعار، وكلما تكررت هذه الحوادث سترتفع الأسعار».وأضاف: «عندما نتحدث عن منطقة الخليج نتحدث عن أكبر حركة تجارية للنفط بأنواعه، سواء كان خاماً أو بتروكيماويات أو غازاً، إلى أسواق العالم، لذلك فإن أي تأثر للتحميل الشهري للنفط الخام ومنتجاته لأسواق العالم سيؤثر سلباً على الأسعار ويغذي مسألة الخوف من تأثر الإمدادات، لأن أسواق العالم ككل تحتاج من 18 إلى 20 مليون برميل يومياً تخرج من المنطقة، ولا يستطيع أي مكان آخر في العالم تغطية هذا الطلب غيرنا».تهديدات
وزاد: «من الصعوبة التكهن بالأسعار؛ لأننا نقف بين العاملين الاقتصادي والسياسي، والأخير يطغى عند حدوث انقطاع فعلي ولكن حالياً، تبقى التهديدات غير مؤثرة على حركة التجارة بشكل كبير وعودة الأسعار للهدوء». وتابع «بلا شك حادثة الناقلات، وإن كنا لا نتحدث عن منتجات نفطية، تغذي المخاوف والقلق، لذلك سيبدأ التأثير في الازدياد لأننا تكلمنا في الماضي عن مضخات تم إصلاحها بالنسبة للسعودية وسفن تجارية في الإمارات، والآن نتكلم عن ناقلات، تكرار هذه العمليات بلا شك يرفع الأسعار». مالكتان لناقلات نفط تعلقان الحجوزات الجديدة إلى الخليج
قال ثلاثة وسطاء شحن إن شركتي «دي اتش تي هولدنجز» و«هيدمار»، المالكتين لناقلات نفط علقتا الحجوزات الجديدة إلى الخليج، عقب هجمات على ناقلتي نفط في خليج عمان أمس. وتملك «دي اتش تي» أسطولا كبيرا من الناقلات العملاقة، وتملك «هيدمار» مجموعة واسعة من ناقلات النفط، وقال مصدر إن الشركتين علقتا عروض سفنهما من فئة سويزماكس القادرة على نقل مليون برميل وعلى ناقلاتهما العملاقة أيضا.ولم ترد الشركتان حتى الآن على طلب للتعليق.