الكويت تؤكد ضرورة الحفاظ على مكتسبات «يوناميد» في السودان
دعت الكويت كافة الأطراف في السودان إلى الهدوء وضبط النفس ونبذ العنف مؤكدة ضرورة الحفاظ على ما حققته بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور «يوناميد» من مكتسبات وتشجيع الخطوات التي يتخذها السودان لبسط سلطته على كافة أراضي إقليم دارفور.جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي خلال جلسة الأمن حول إقليم دارفور مساء أمس الجمعة.وأشار العتيبي إلى تقرير بشأن تقييم مشترك عن الوضع في دارفور أظهر استمرار الاستقرار الأمني في الإقليم مع استبعاد تأثير استراتيجية خروج «يوناميد» على الأوضاع به.
وفيما يتعلق بـ «محركات النزاع»، أكد أنه من الممكن التعامل معها عبر وسائل غير حفظ السلام، موضحاً أن المسائل المتعلقة بالأراضي وملكيتها وتغير المناخ والعودة الطوعية الآمنة والكريمة للنازحين تعتبر أموراً تدخل في صلب مرحلة بناء السلام ما بعد النزاع.وأشار إلى أن حفظ السلام لم يعد كما كان سابقاً الوسيلة الأمثل للوضع في دارفور.وأضاف «وبناءً على ما سبق فإننا ندعو لاستمرار البعثة في المسار الحالي وفقاً لما تم الاتفاق عليه في القرار 2429 (2018) والبيان الرئاسي رقم 19 الصادر عن المجلس العام الماضي». وبشأن خروج بعثة «يوناميد»، أشاد السفير العتيبي بالأسلوب المبتكر للبعثة عبر عمل «مهام الاتصال في الولايات» التي تسهم في تحقيق خروج متدرج وسلس للبعثة عبر تعزيز التنسيق مع فريق الأمم المتحدة القطري في مجالات بناء السلام.وقال «لقد وجدنا في تقرير البعثة قبل شهرين وتقرير التقييم الأخير محل نقاشنا دعوة لتبسيط النقاط المرجعية والمؤشرات وتأكيداً لتحقق معظمها في دارفور وبما أن اتفاق الدوحة للسلام يظل مرجعية الحل السياسي في دارفور وبما أن معظم الأطر التشريعية المطلوبة في التقرير قد تحقق فإننا نرى أن أولوية الحل السياسي في دارفور تسير كما هو مطلوب لولا تلكؤ بعض الأطراف في الانضمام للعملية السياسية».وأضاف «لا يمكن أن تظل البعثة واستراتيجية خروجها رهينة لمدى استعداد تلك الأطراف للتعاون فلطالما تعاونت حكومة السودان في هذا المجال تعينها في ذلك يوناميد ممثلة بالممثل الخاص المشترك بالإضافة إلى الجهود المشكورة لدولة قطر وجمهورية ألمانيا الاتحادية».وبشأن الولاية القادمة قال «سنعمل خلال فترة الأسبوعين القادمين على ولاية جديدة للبعثة ونأمل أن تكون مختصرة وواضحة في تأكيدها على أحد خيارات الخروج ومحددة في المجالات التي يجب التركيز عليها كبناء القدرات ودعم سيادة القانون وتعزيز الملكية الوطنية وتوطيد التعاون والاتساق مع الفريق القُطري في دارفور».وأضاف «نشكر السودان الشقيق على تعاونه ونتطلع لمزيد من التعاون خلال مراحل تخفيض وانسحاب وتصفية البعثة بشكل سلس وآمن».وفي الختام أكد السفير العتيبي «أننا نتابع باهتمام وعن كثب التطورات في السودان وندعو كافة الأطراف إلى الهدوء وضبط النفس ونبذ العنف والاستمرار في الحوار من أجل ضمان نجاح العملية السلمية الانتقالية».وأضاف «نعرب عن أملنا في أن تسفر الإجراءات التي اتخذت لمعالجة تلك التطورات إلى ما يحقق الأمن والاستقرار للسودان وبما يلبي آمال وتطلعات أبناء شعبه الشقيق ونناشد أبناء الشعب السوداني بكافة فئاته تغليب المصلحة العليا للوطن ووضعها فوق كل اعتبار من أجل السودان ووحدته وسيادته واستقراره وسلامة أراضيه».وأضاف «نكرر تأكيدنا أن ما يجري في السودان شأن داخلي يجب عدم التدخل فيه عملاً بالميثاق ونجدد الدعوة إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالسودان وأن ينحصر نقاش كل بند في موضوعه بما في ذلك موضع يوناميد وألا تستخدم الظروف الحالية لتغيير مسارات اتفق عليها المجلس في قراراته».