أميركا تعبث... وتورطنا أكثر!
يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية تتخبط وتعبث بالمنطقة، وستورطنا في محرقة سيكون ثمنها بالغ الخطورة، وكذلك إيران من جانبها تلعب على حافة الهاوية وتجرب حظوظها، خاصة أنها كسبت كل رهاناتها في الأربعين عاماً الماضية، وصارت تمتلك محاور فاعلة، وتهيمن على عدة عواصم عربية، بل تحكمها فعلياً، فيما أميركا تسلم لها بلداً عربياً تلو الآخر، وتلعب معها لعبة محسوبة النتائج لمصلحة اقتصادها عبر مبيعات السلاح، ولضمان تفوق إسرائيل من خلال تدمير الأغلبية السنية.واشنطن كانت تعلم تمام العلم، من خلال تهديدات الحرس الثوري الإيراني، أن تشديد العقوبات على طهران سيؤدي إلى تهديد ممرات نقل النفط العالمية، وأهمها مضيق هرمز، لكنها لم تضع خططاً لتأمين تلك الممرات قبل أن تتخذ تلك القرارات، وهو بالطبع ما ينم عن أحد أمرين: إما غباء الإدارة الأميركية، أو أمر مقصود لسبب ما، وهو في النهاية عبث من أميركا بأمن المنطقة وأمن حلفائها.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحاقد على المسلمين والعرب، ويطالبهم منذ اليوم الأول لحملته الانتخاببة وحتى اليوم بدفع الإتاوات، ويضع أقسى الشروط التي تتعارض مع حقوق الإنسان لمنحهم تأشيرة دخول لبلاده، ذلك الـ "ترامب" لن يهمه أن تحترق المنطقة، ثم يطلب بعد ذلك فواتير "تريليونية" لإعادة إعمارها، والاستيلاء على الصناديق الاستثمارية السيادية الخليجية مقابل ذلك، فلا تأمنوا لوعود الرئيس ترامب ومستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي تلاعب باللبنانيين مع السفير جفري فيلتمان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وعندما احتل حزب الله بيروت في 7 أيار 2008 تركوا قوى 14 آذار لمصيرهم، وأغلقوا خطوط هواتفهم ورحلوا.النظام الإيراني يعلم أنه حاجة ملحة لمصالح أميركا وإسرائيل، وأنه نفذ المطلوب منه بتمزيق سورية والعراق وتفتيت الصف الإسلامي بالدعوات الطائفية، وأنهم، أي واشنطن وتل أبيب، يريدون تحجيمه بعد أن أدى مهامه، ولذلك سيلعب معهم "الروليت الروسي" حتى آخر "دعسة زناد"، لربما يتراجعون أو تقع الحرب الكبرى المقدسة التي لا يخشاها زعيم ديني في الثمانين من العمر، مثل المرشد الأعلى علي خامنئي، وربما يريد أن يشهدها قبل رحيله.ليس من المنطق أن دولة كبرى كأميركا تتخذ قرارات خطيرة، مثل إحكام الحصار على دولة كبيرة كإيران، دون أن تكون لديها خطط لحماية أمن المنطقة والملاحة الدولية، وربما تفعل واشنطن ذلك عن عمد بعد أن أصبح لديها شبه اكتفاء ذاتي من الإمدادات النفطية من النفط الصخري الأميركي والرملي الكندي، وربما كذلك اشتعال حريق في منطقة الخليج العربي، وانقطاع الإمدادات النفطية عن أوروبا والصين، رسالة أميركية لهما بأنها من يسيطر ويؤمن الممرات الدولية، ولديها النفس الأطول في العالم، لذا ستكون دول الخليج العربي في صالة عرض فيلم رعب خلال الأيام والأسابيع المقبلة.