ساحر أوز العجيب
ساحر أوز العجيب، رواية للكاتب الأميركي لمان فرانك بام، تعتبر من أهم وأعظم ثلاثة أعمال كلاسيكية، هي موبي ديك لهرمان مليفل، ومغامرات هكلبري فن لمارك توين.رواية ساحر أوز العجيب مكونة من سلسلة تمثّل 14 جزءا، كُتبت على مدى 20 عاما، وحققت نجاحات عالمية.رواية تسعد قراءتها الكبير والصغير، بسبب مخاطبتها للقلب الإنساني قبل العقل والإدراك الجامد الصلب، جمالها ينبع من هذه الرقة التي تسكنها، والتي تتسلل بدورها إلى وجدان القارئ فتذيب أحاسيسه ومشاعره بطوفان من الحنان، وتفتح بروحه ورود اللطف والرقة والمحبة.
الرواية مدرسة لتدريب الطفل بالتعليم الذكي، البعيد عن الإكراه والتلقين، عندما قرأتها فكرّت كم ستعمل هذه الرواية على تشغيل خيال الطفل وتحريكه، ففيها حرية مخيفة في الركض خلف الخيال، وصيد صور لا تخطر على بال أحد.وهي تبيّن السلوك الجيد والسيئ، والمحبب بلطف لا يشتمّ منه الوعظ والإرشاد اللذان يكرههما الطفل، أيضا تبين الرواية للطفل، من خلال المقارنات اللطيفة، أن يتقبل أوضاع الحياة ومصاعبها من دون تأفف أو تذمر، وأن يرى الجميل بكل المخلوقات.كتابة لا تفزع الطفل ولا تقوده نحو العنف والسلوك الرديء، كما يحدث الآن إثر مشاهدة أفلام الأطفال المليئة بالسلوك العنيف. كتابة تبيّن الروح الطيبة والأخلاق الحلوة من خلال سلوك تعامل أبطال الرواية، أربع شخصيات تقوم صداقة محبة بينهم، صداقة بطبيعة لا يمكن أن تقوم بينهم بالحقيقة، مثل الفزاعة الرجل القش، والحطاب الصفيح، والأسد المفترس، والفتاة الصغيرة بطلة الحكاية. الرواية تدور حول البنت الصغيرة دوروثي التي تعيش في كوخ صغير جدا، عبارة عن غرفة واحدة، مع خالها المزارع وزوجته، وسط سهوب ولاية كنساس، يتعرض الكوخ لإعصار شديد يفصله عن أرضيته، ليطير بالبنت التي لم تستطع اللحاق بخالتها لتختبئ في القبو بسبب محاولتها الإمساك بكلبها، فاستسلمت لقدرها ونامت، وحينما استيقظت وجدت أن الكوخ قد أنزله الإعصار وسط مروج بلاد ساحرة الجمال، عكس بلادها الناشفة الجافة الكئيبة، ومن هنا تبدأ رحلة مغامراتها للبحث عن طريقة تعيدها إلى أهلها وبلادها، ومن خلال رحلة البحث تتعرف إلى الفزاعة الرجل القش والحطاب الصفيح والأسد المفترس، ولكل منهم مطلب يريد أن يصل إليه حتى تتغير حاله، والمطلب هذا لن يتحقق إلا عبر المرور بتحقيق أوامر لطلبات متعددة من الذين سيوصلونهم لتحقيق رغباتهم، الرجل القش يريد عقلا ليفكر فيه، والرجل الصفيح يريد قلبا ليحس بالسعادة معه، والأسد الجبان يريد أن يصبح شجاعا، وطلبات الجميع لن تتحقق إلا بالوصول إلى الساحر أوز، كبير السحرة.وبعد مغامرات عديدة منها الصعب ومنها السهل الجميل تتحقق رغبات الجميع باكتشافهم لقوة ذواتهم، وتكتشف الفتاة الصغيرة الهدف الرئيسي من مجيئها إلى هذه البلاد ومرورها بكل هذا المغامرات، أن السبب الحقيقي وراءه كان لتحرير أصدقاء رحلتها من أوهامهم وإعادة الثقة إليهم، حيث كان بإمكانها العودة إلى بلادها منذ اليوم الأول لو اكتشفت قوة سحر الحذاء الفضي الذي ترتديه، وهذا ما أخبرتها به الساحرة الطيبة: الحقيقة «سيحملك حذاؤك الفضي ويعبر بك الصحراء» أجابت جليندا: لو كنت تعرفين قواه لعدت إلى خالتك منذ اليوم الأول الذي جئت فيه إلى هذه البلاد».وقال الفزاعة الرجل القش: ولكني لم أكن عندها لأحصل على عقلي الرائع، ولربما أمضيت حياتي كلها في حقل ذرة المزارع».وقال الحطاب الصفيح: ولم أكن لأحصل على قلبي الجميل، ولظللت واقفا صدئا في الغابة حتى نهاية العالم.وقال الأسد: ولعشت جبانا للأبد، ولن يكون لدى أي من السباع في الغابة كلمة طيبة يقولها لي.وقالت دورثي: هذا كله صحيح، أنا سعيدة أنني كنت ذات نفع لهؤلاء الأصدقاء الطيبين، ولكن الآن وقد حصل كل واحد منهم على ما تمناه، وكل واحد منهم سعيد بحصوله على مملكة يحكمها، فإنني أود العودة إلى كنساس». الساحر أوز لم يكن سوى قزم محتال لا يملك أي قوة سحرية، لكنه أوهم الجميع بامتلاكه قدرات خارقة: ابتسم أوز، بعد أن ظل وحيدا، وهو يفكر بنجاحه في منح الفزاعة والحطاب ورجل الصفيح والأسد ما ظنوا أنهم بحاجته، وقال في نفسه: كيف يمكن ألا أغدو محتالا وكل هؤلاء الناس يجعلونني أفعل أمورا يعرف الجميع أنها مستحيلة»؟