181 قطعة أثرية نُقلت إلى المتحف المصري الكبير
وزير الآثار المصري: متحف التحرير لن يموت وسيتم تطويره
يتساءل الكثيرون من عشاق الآثار والحضارة المصرية القديمة عن مصير المتحف المصري الموجود في ميدان التحرير (قلب القاهرة) الذي افتُتح قبل 117 عاماً ويضم أكثر من 180 قطعة أثرية، وذلك مع قُرب افتتاح "المتحف المصري الكبير" الذي يجري الانتهاء من أعماله الإنشائية استعداداً لافتتاحه رسمياً بتوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال 2020، لكن وزير الآثار خالد عناني قطع الطريق أمام التكهنات، وأعلن في مؤتمر صحافي أخيراً أن"متحف التحرير" لن يوصد أبوابه.
تنامت تكهنات في الشارع المصري أخيراً مفادها أن المتحف المصري بوسط القاهرة المعروف باسم "متحف التحرير" سيوصد أبوابه لمصلحة صرح عالمي جديد هو "المتحف المصري الكبير" الواقع قرب أهرامات الجيزة (إحدى عجائب الدنيا السبع)، بالتزامن من تزايد عمليات نقل قطع أثرية من المتحف الأول إلى المتحف الثاني الذي يجري إنشاؤه منذ سنوات، ومن المقرر افتتاحه نهاية العام المقبل.لكن وزير الآثار خالد العناني، قال إن المتحف المصري بالتحرير سيظل كما هو، وسيتم تطويره ودعمه بعد نقل العديد من التحف منه إلى المتحف المصري الكبير، مؤكدا أن "المتحف المصري بالتحرير لن يموت، وأطمئن الناس أنه سيظل موجوداً وسيتم تطويره".هذا التصريح المهم قاله الوزير أثناء لقائه لجنة الشؤون الإفريقية في البرلمان المصري، برئاسة النائب طارق رضوان، لاستعراض خطة الوزارة بشأن الترويج لمصر سياحياً في إفريقيا، خاصة بعد تخفيض تذاكر دخول الأفارقة إلى المتاحف والمناطق الأثرية، بالتزامن مع انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها مصر 21 يونيو الجاري.
وفي نهاية مايو الماضي، استقبل المتحف الكبير، الذي سبق أن وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بافتتاحه خلال العام المقبل، نحو 181 قطعة أثرية من المتحف المصري بالتحرير، وتنتمي هذه القطع إلى عصور تاريخية مختلفة، وتضم مجموعة من التماثيل المصنوعة من الخشب الملون والمراكب تعود للدولة الوسطى، إضافة إلى تمثال الملك إخناتون المصنوع من الحجر الرملي ويعود إلى الدولة الحديثة.وهذه القطع الأثرية ستكون من بين 100 ألف قطعة أثرية تمثل العصور الفرعونية، واليونانية والرومانية، متوقع أن يضمها المتحف المصري الكبير، مما يجعل مشروع المتحف الواقع قرب أهرامات الجيزة (غرب القاهرة)، من أهم المتاحف في الشرق الأوسط والعالم.
تاريخ متحف التحرير
يعد المتحف المصري بالتحرير أحد أكبر وأشهر المتاحف العالمية، ويقع في قلب القاهرة بالجهة الشمالية لميدان التحرير. وأنشئ عام 1835 وكان موقعه آنذاك في حديقة الأزبكية، وكان يضم عدداً كبيراً من الآثار المتنوعة، ثم نُقل بمحتوياته إلى قاعة العرض الثانية في قلعة صلاح الدين الأيوبي، حتى فكر عالم المصريات الفرنسي أوغوست مارييت الذي كان يعمل في متحف اللوفر بباريس في افتتاح متحفٍ يعرض فيه مجموعة من الآثار على شاطئ النيل عند منطقة "بولاق"، وعندما تعرضت هذه الآثار لخطر الفيضان نُقلت إلى ملحق خاص بقصر الخديوي إسماعيل في الجيزة، ثم جاء عالم المصريات جاستون ماسبيرو وافتتح عام 1902 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني مبنى المتحف الجديد في موقعه الحالي في قلب القاهرة.ويعتبر هذا المتحف من أوائل المتاحف في العالم التي أسست لتكون متحفاً عاماً على عكس المتاحف التي سبقته، ويضم المتحف أكثر من 180 ألف قطعة أثرية أهمها المجموعات الأثرية التي عثر عليها في مقابر الملوك والحاشية الملكية للأسرة الوسطى في منطقة "دهشور" عام 1894، ويضم المتحف الآن أعظم مجموعة أثرية في العالم تعبر عن جميع مراحل التاريخ المصري القديم.أكبر متاحف العالم
أما المتحف المصري الكبير فيقع على بعد أميال قليلة من غرب القاهرة قرب أهرامات الجيزة، ويتم بناؤه ليكون أكبر متحف في العالم للآثار، ليستوعب خمسة ملايين زائر سنوياً، إضافة إلى مباني الخدمات التجارية والترفيهية ومركز الترميم والحديقة المتحفية التي ستُزرع فيها الأشجار التي كانت معروفة عند المصريون القدماء.وأطلقت مصر حملة لتمويل المشروع الذي تقدر تكلفته بنحو 550 مليون دولار، تساهم فيها اليابان بـ300 مليون دولار (قرض ميسر)، لكن أول محاولة لجمع المال اللازم لبناء هذا الصرح العملاق، تمثلت في المعرض الجديد للآثار المصرية في متحف الفنون في مدينة لوس أنجلس بالولايات المتحدة، تحت شعار "توت عنخ أمون والعصر الذهبي الفرعوني".
يضم 180 ألف قطعة أهمها المجموعات الأثرية