* كيف بدأت المسيرة والجمع بين الكتابة والرسم؟
- البداية كانت في البيت وتشجيع الأسرة، ثم الدراسة، فقد درست اللغتين الإيطالية والإنجليزية في كلية الألسن جامعة عين شمس، وحصلت على الليسانس وبعده تمهيدي الماجستير في اللغويات الإيطالية، وعملت في مجال الترجمة الإيطالية والإنجليزية، ثم التحقت بقسم الدراسات الحرة بكلية الفنون الجميلة لدراسة الفن التشكيلي بشكل أكاديمي.* ما أهم الشخصيات والأعمال الإبداعية التي ساهمت في تكوينك الأدبي والفني؟
- يوجد الكثيرون وعلى رأسهم الدكتور يوسف إدريس، والدكتور نبيل فاروق، وكلاهما قدوتي في الأدب، ومعهما الدكتور مصطفى محمود بمؤلفاته وبرنامجه "العلم والإيمان"، والأستاذ أحمد بهجت بعموده اليومي في الأهرام "صندوق الدنيا"، وصلاح جاهين برباعياته ورسومه وسيناريوهاته، والفنانون التشكيليون صلاح طاهر ووليد ياسين وفان غوخ وسلفادور دالي.تناوب فكري
* كيف تقدمين عملا إبداعيا ضمن ما تعيشينه من تناوب فكري بين أجناس فنية مختلفة؟
- ببساطة، أرى أن الفنون تكمل بعضها البعض، ويمكن تنفيذها – مهما اختلفت في صيغتها النهائية – بنفس الأسلوب، فمثلا عندما أرى مشهدا ما في الحياة، يمكنني أن ألتقط له صورة فوتوغرافية بالكاميرا، أو اختزنه في رأسي، وأعبر عنه وعن وجهة نظري بشأنه بالكلمات في هيئة قصة قصيرة أو مقال، أو استخدام ريشتي للتعبير عنه بالرسم.وأحاول كثيرا تحقيق هذا التكامل بين الفنون، وطبقت هذا بالفعل من خلال رسم أغلفة كتبي بنفسي لأضمن التعبير عن فكرتها بالشكل المطلوب، كما قدمت مسابقة لقراء كتبي كانت جائزتها رسم "بورتريه" للفائزين بتوقيعي، ولاقت نجاحا طيبا، لدرجة تكرارها 3 دورات.هموم البسطاء
* في كتاباتك الأدبية خاصة "حكاياتنا" هل استطعت الوصول إلى إشكالية الحياة الواقعية التي تحمل هموم البسطاء؟
- حاولت واجتهدت كثيرا في ذلك، أما الحكم بالنجاح من عدمه فيرجع للقارئ أولا وأخيرا، وقد تلقيت العديد من ردود الفعل الإيجابية من القراء، وهو ما كان حافزا كبيرا لي للاستمرار، رغم كل العوائق والصعوبات التي تواجهني لإخراج ما أكتب للنور.وأنا يشغلني الإنسان أولا وأخيرا، فهو محور كتاباتي الأدبية، لذا تجدني دائما مهتمة بتأمل حياة الأشخاص من حولي، وتحليل تصرفاتهم، وردود أفعالهم إزاء ما يقابلهم في الحياة، وأهتم بالذات عندما أرى حالة تنطبق على الكثيرين من أهل بلدي، وتمثل قضية تهم العديد من الناس، فأتحمس لبلورتها وصياغتها بشكل أدبي.وحاولت في كتاب "حكاياتنا" عرض الكثير من القضايا التي تواجهنا في حياتنا اليومية، مثل المعاناة في المواصلات العامة، محترفي التسول في الشوارع، أطفال رضع مساكين يتم إلقاؤهم بمقالب القمامة، وحرمانهم حتى من فرصة الحياة بتركهم أمام مسجد أو كنيسة، كما كان يحدث في الماضي، تسلط الرؤساء على موظفيهم المجتهدين، جهود الأبناء، وكذلك معاناة الموظفين المؤقتين المحرومين من أبسط حقوقهم، إلى جانب إلقاء الضوء على إشكالية العلاقة بين الرجل والمرأة بين تسلط الرجل وعدم وفائه أحيانا، ومادية المرأة وطموحاتها في أحيان أخرى.وإذا انتقلنا للصورة الكبيرة، حاولت كذلك التنبيه لأمور وحماقات يرتكبها الإنسان، وقد يكون فيها دمار البشرية كلها في النهاية، لقد اجتهدت في دق أجراس الإنذار، والحكم في النهاية للمتلقي.الكتابة للأطفال
* ألم تفكري في الكتابة بأدب الطفل؟
- هو حلم يراودني بالتأكيد، لكن في ظل المتغيرات الكبيرة التي طرأت على حياة وعقلية أطفال اليوم، الأمر ليس سهلا على الإطلاق، ويجب تقديم أدب للطفل يبتعد عن السذاجة والمباشرة، ويحترم عقليته والتطور التكنولوجي الرهيب الذي يعيشه الآن، وأتمنى أن أستطيع عمل ذلك مستقبلا .انطلاقة إفريقية
* معرض "انطلاقة افريقية"، هل يمثل انطلاقة حقيقية لصياغة رؤية فنية لك؟
- هذا المعرض كان بالفعل بمنزلة "انطلاقة" حقيقية لي كرسامة بشكل رسمي، لذا سيظل محطة مهمة جدا لا يمكنني نسيانها، وكان معرضا جماعيا نظمته كلية الفنون الجميلة بالزمالك في أبريل 2018، للفنانين المتخرجين في قسم الدراسات الحرة بالكلية، وشاركت فيه بثلاث لوحات، الأولى كانت طبيعة صامتة بالألوان الزيتية، والثانية تمثل الخريف بنفس الخامة، أما الثالثة فكانت "بورتريه" بالفحم للفنانة ليلى مراد.وتلقيت رد الفعل الإيجابي من زوار هذا المعرض، وشجعني بعد ذلك للمشاركة خلال فبراير الماضي بمعرض "نجوم الفن" الذي نظمه قصر ثقافة دمياط، وكانت تجربة جميلة أيضا، وساعدتني على الوصول لشريحة جديدة من المتلقين خارج حدود القاهرة.وتلا ذلك مشاركتي خلال مايو الماضي في المعرض الفني الدولي الذي أقيم كجزء من فعاليات احتفالية "يوم افريقيا" التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة المصرية بمناسبة ذكرى تأسيس منظمة الاتحاد الافريقي، وهي تجربة مميزة جدا بالنسبة لي، حيث شاركت لأول مرة بمعرض دولي شارك فيه فنانون من 15 دولة افريقية.* انتقالك إلى المشاركة في معارض للفن التشكيلي، هل هو هروب من عالم الكتابة إلى عالم الفن؟
- ليس هروبا، بل هو انفتاح على آفاق جديدة وتغذية القلب والعين والروح بمعطيات إضافية تزيد الحصيلة الإبداعية لديّ، فكما ذكرت سابقا أنا أعتبر أن الفنون تكمل بعضها البعض، ومن هذا المنطلق استوحيت إحدى قصص كتابي "مدموزيل من فضلك"، وهي بعنوان "بعد النهاية"، من تأملي لشخصية أحد الفنانين الزملاء، وتخيلي للقصة التي تكمن خلف سعيه لدراسة الرسم في عمر تجاوز الستين.النقد والإبداع
* هل ترين أن النقد واكب إبداعاتك؟
- مع كامل احترامي وتقديري لكل النقاد في مجال الفن والأدب، فإنني لا أشغل بالي مطلقا بهذا الأمر، ولا أتوقف كثيرا أثناء الكتابة أو الرسم عند تطبيق المعايير النقدية بحذافيرها حتى لا يخرج إنتاجي مصطنعا، لأن ما يهمني أولا وأخيرا هو رأي المتلقي، القارئ العادي ومتذوق الفن التشكيلي فهذا من يمثلني، وهو من أكتب وأرسم من أجله.طقوس الكتابة وجديدها
عن طقوسها الخاصة بالكتابة، قالت الشربيني: «لا توجد طقوس بالمعنى الحرفي، لكنني أفضل الكتابة في المساء، وفي ظروف هادئة حتى يمكنني التركيز، ودون تناول أي طعام أو شراب، وأميل بشكل كبير لإنهاء العمل كله في جلسة واحدة، لذا انحاز بشكل أكبر لكتابة القصص القصيرة، وأعمل حاليا على ترويض نفسي لتغيير هذه العادة، حتى أتمكن من كتابة أصناف أدبية أخرى لا يمكن إنهاؤها في جلسة واحدة، كالرواية مثلا».وعن جديدها، أضافت: «أعمل حاليا على كتابي الثالث، الذي أتمنى أن يخرج للنور قبل نهاية الصيف الحالي، والذي سيكون مختلفا عما قدمته من قبل».