العراق يتحرك ضد مطلقي الصواريخ
«كاتيوشا» على مخيم نفطي بالبصرة... وإعلان عقود جديدة مع «إكسون»
على الرغم من استنكار الفصائل الشيعية الرئيسية في العراق، حتى تلك المحسوبة على طهران، لعمليات إطلاق صواريخ على قواعد أو مصالح أميركية، فإن هذه الظاهرة تتكرر بشكل متصاعد، مهددة بتحويل العراق إلى صندوق بريد إقليمي وسط التوتر المتصاعد بين طهران وواشطن، مما دفع الحكومة إلى التحرك في خطوة تثير مخاوف أمنية.وكلفت قيادة العمليات المشتركة العراقية أمس، جميع الأجهزة الاستخبارية والقوات الأمنية اتخاذ الإجراءات ضد مطلقي الصواريخ.وجاء في بيان عن خلية الإعلام الأمني: «كلفت قيادة العمليات المشتركة الأجهزة الاستخبارية بجمع المعلومات وتشخيص الجهات التي تقف خلف إطلاق الصواريخ والقذائف على عدد من المواقع العسكرية والمدنية في بغداد والمحافظات لتتخذ القوات الأمنية الاجراءات الرادعة ضدها أمنياً وقانونياً».
وأضاف البيان أن «القوات الأمنية بكل تشكيلاتها لن تسمح بالعبث بأمن العراق والتزاماته، وستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه إرباك الأمن وإشاعة الخوف والقلق وتنفيذ أجندة تتعارض مع مصالح العراق الوطنية».وكان رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة عادل عبدالمهدي منع أمس الأول، أي قوة أجنبية بالعمل أو الحركة على الأرض العراقية بدون إذن واتفاق وسيطرة من الحكومة العراقية، بما في ذلك الأعمال ضد أي دولة أخرى.وبالتزامن مع الإعلان عن نية توقيع العراق قريباً جداً عقداً بمليارات الدولارات مع شركة «إكسون موبيل» الأميركية لتطوير قطاعات الإنتاج والتصدير والغاز في محافظة البصرة الجنوبية على الحدود مع الكويت، سقطت قذيفة صاروخية «يتيمة» من نوع كاتيوشا على أحد مخيمات شركة حفر الآبار النفطية في منطقة البرجسية، مما أدى إلى وقوع 3 جرحى عراقيين من عمال الشركة. وقالت شركة «إكسون موبيل» أمس، إنها تخطط لإجلاء 20 من موظفيها الأجانب من البصرة بسب بالحادث. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية عراقية، أن المخيم الذي استهدف تابع لعدة شركات، بينها «إكسون موبيل» و»رويال داتش شل» البريطانية الهولندية، و«إيني» الإيطالية.وخلال الإعلان عن العقود الجديدة المرتقبة شدد وكيل وزارة النفط فياض نعمة أمس، في مؤتمر صحافي بمقر وزارة النفط، على أن الحادث لا يؤثر على عمل الشركات الأجنبية التي تتولى تطوير الحقول النفطية في محافظة البصرة.وأضاف:»لا يوجد اليوم قصف وإنما سقوط قذيفة واحدة على أحد مخيمات شركة الحفر العراقية أدت إلى إصابة ثلاثة من العاملين بجروح».وتابع :»لم تعرف الأسباب حتى الآن وتعمل الجهات الأمنية في قيادة عمليات البصرة واستخبارات شركة الطاقة لمعرفة مصدر هذه القذيفة». وأكد أنه:» لن تتكرر مثل هذه الأحداث ولم يسجل لدى الشركات الأجنبية في جنوبي البلاد أي حدث مماثل سابقاً في المنطقة».وقال نعمة، إن «القصف كان بعيداً عن منشآت الشركات النفطية الأجنبية ومنطقة البرجسية خالية فقط تضم مجمعاً سكنياً، ولم يؤثر القصف على عمل الشركات الأجنبية، وتم الاتصال بالشركات وطمأنتها من قائد العمليات في البصرة والمدير العام لشركة نفط البصرة والمدير العام لشركة الحفر العراقية».إلى ذلك، قالت مصادر أمنية، إن قذيفة صاروخية سقطت على مجمع القصور الرئاسية في الجانب الأيسر من مدينة الموصل يضم جنوداً أميركيين.وقال قائد عمليات نينوى اللواء نومان الزوبعي في بيان: «نطمئن أهلنا في مدينة الموصل أن الصاروخ الذي انطلق هو محلي الصنع»، مبيناً أنه «انطلق من محاذاة الجانب الأيمن وسقط على مسافة بعيدة من أحد المقار الأمنية في الجانب الأيسر».