بغداد: الكويت الطرف الأكثر تفهماً لوضع العراق
أفاد مصدر سياسي مقرب من الحكومة العراقية بأن بغداد مهتمة اهتماماً فوق العادة بزيارة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد؛ لأنه الطرف «الأكثر تفهماً» للوضع العراقي، وخصوصاً في ظل الأزمة المتصاعدة بين طهران وواشنطن، وتأثيرها المباشر على أمن الخليج والمنطقة.وقال المصدر، لـ «الجريدة»، إن مباحثات سمو الأمير مع رئيسَي الجمهورية برهم صالح، والحكومة عادل عبدالمهدي، اتسمت بجو نادر من التفهم المتبادل لمدى الوضع الحرج في العراق والخليج، وضرورة الابتعاد عن أنواع التصعيد، والتمسك بخيارات التهدئة والحوار، مؤكداً أن سموه هو رجل الدولة الأكثر إدراكاً لتوجهات بغداد في هذه الأزمة، مقارنة بمعظم الشركاء الإقليميين والدوليين، وخصوصاً الرغبة في ألا يكون العراق جزءاً من التوتر في المنطقة سياسياً واقتصادياً وأمنياً.
وأضاف أن من أهم القضايا التي جرى تناولها خلال الزيارة: التعاون بين الكويت والعراق لدعم الاتجاهات المعتدلة فكرياً وسياسياً في مجتمعات المنطقة، ومكافحة خطابات الحرب والكراهية، والتركيز على مبدأ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، إلى جانب دعم ظهور نظام استقرار عربي يحمي استقرار المنطقة ويكون شريكاً مسؤولاً في الأمن الدولي.وأوضح أن المباحثات بين الوفد الكويتي والمسؤولين العراقيين ركزت على التعاون الاقتصادي بين الجانبين في مجالات الاستثمار والتجارة البحرية والبرية وتطوير قطاع النفط والكهرباء، لافتاً إلى أنها خرجت بنتائج إيجابية ستساهم بنحو فاعل في بناء الاستقرار، ولا سيما في المناطق التي تعاني أزمات حادة مثل البصرة، وكذلك الموصل التي تعيش ويلات الحرب ضد تنظيم داعش.وقال إن المخرجات الإيجابية للمباحثات من شأنها تسهيل تحقيق تقدم في الحوار حول القضايا الأخرى بين الكويت والعراق، مشيراً إلى أن «الأزمات التي تعصف بالمنطقة تجعل الطرفين يدركان بشكل متزايد أهمية دخول مرحلة جديدة من التعاون».