نظمت منصة الفن المعاصر "كاب" في مقرها بالشويخ ندوة بعنوان "الفن المعاصر والأعمال المركبة" حاضر فيها الفنان التشكيلي أسعد بوناشي، وشهدت مشاركة جمع من الفنانين تقدمهم الفنان سامي محمد وعبدالعزيز آرتي وفواز الدويش.وتحدث بوناشي عن الفن المركّب "installation art"، وهو واحد من أساليب التعبير والأنواع في الفن المعاصر، وهو ذو قيمة كبيرة في العالم، مؤكدا أهمية نشر التوعية وتعريف الجميع بهذه الفنون لما تحتويه من قيمة كبيرة.
وأشار إلى أن الإنسان منذ القدم كان لديه وعي بالفنون والقدرة على الإنتاج من خلال دراسات علماء الآثار، فقد كان للفن أثر وتأثير هائلان على إثراء ثقافة الكثير من البلدان في العصور القديمة وبالوقت الحاضر.واستعرض من خلال الندوة نماذج من الفنون تعود إلى 35 ألف سنة من اكتشافات ومنحوتات، ومنها ما هو للإغريق الذين كان لهم باع طويل في الفن، وقدرة على تشريح جسم الإنسان، وصولا إلى الأعمال المركّبة الجديدة، لافتا إلى أن الإنسان وصل في تلك الفترات إلى الرسم والنحت والتلوين.
العصر الباروكي
من ناحية أخرى، استعرض بوناشي نماذج أيضا من العصر الباروكي، وهو مصطلح يطلق على أشكال كثيرة من الفن الذي ساد غربي أوروبا وأميركا اللاتينية. والعصر الباروكي بشكل عام هو الفترة الممتدة منذ أواخر القرن السادس عشر وحتى أوائل القرن الثامن عشر في تاريخ أوروبا.وأوضح في حديثه أنه في ذلك العصر أصبح للإنسان تحدّ ووعي أكثر بالأعمال الفنية، فدخلت الهندسة والتشريح وكثير من العناصر المهمة.القرن الثامن عشر
وانتقل بعد ذلك للحديث عن "الروكوكو"، حيث ظهر هذا الطراز من الفن في القرن الثامن عشر، ويعد امتدادا للباروك، لكن بمقاييس جمالية تتسم بالسلاسة والرقّة، إضافة إلى اهتماماتهم بالتفاصيل أكثر من الباروكية. أما في الحضارة الإسلامية فقد ركزت على دراسة عناصر معيّنة في تكوين أشكال زخرفية لنقل الفكر الفني، واستعرض بوناشي للحضور أحد المجسمات الموجودة في الأندلس.أمبرتو ومختار
ومن ناحية الفنانين، تحدث عن الفنان الإيطالي أمبرتو الذي اشتهر بالرسم والنحت، لكن أعماله كانت استثنائية، فقد خرج عن الطور الاعتيادي، وهو أحد الفنانين الذين توصلوا إلى التجريد بشكل كبير وقوي، وبعد ذلك بدأ العالم في اتباع أسلوب جديد في النحت. أما النحات المصري محمود مختار، فقد كان أحد أهم الفنانين المصريين على الإطلاق في تاريخ الحركة التشكيلية المصرية الحديثة، وكانت أعماله كلها ذات روعة خاصة، فقد حوّر الأعمال الفرعونية واستخداماتها، وبدأت النقلة الفكرية واستعرض بوناشي مجموعة من أعماله.عقلية جميلة
وأعطى بوناشي نماذج لفنانين من الكويت، فتحدث عن خزعل القفاص الذي بدأ في التجريد، إضافة إلى عيسى صقر اللذين عملا في تجريد العناصر والأستاذ الكبير سامي محمد، وهؤلاء قدموا أعمالا تنتمي إلى مدرسة التجريد.وذكر أن هناك مجموعة من الفنانين الكويتيين الذين اهتموا بـ installation art ومنهم بدر منصور، ويمتلك عقلية جميلة، وحاول أن ينتج أشياء بصورة مختلفة، وأيضا الفنانين علي العوض وسعد حمدان وفاضل العبار وفريدة البقصمي وفواز الدويش، وقام بوناشي باستعراض نماذج من أعمالهم.وتطرق بعد ذلك إلى الفن المفاهيمي Conceptual Art، الذي يُسمى أحيانًا بالمذهب التصوري، وهو فن تشترك فيه المفاهيم أو الأفكار في الأعمال التي تكون لها الأولوية على الاهتمامات المادية والجمالية التقليدية.من جانبه، أشاد الفنان القدير سامي محمد بالمحاضرة، واستعراض بوناشي الحركة التشكيلية العالمية، حيث أعطى شرحا مفصلا مطعما بالنماذج المختلفة وتطرق الجانب المفاهيمي.يذكر أن الفنان أسعد بوناشي ولد في عام 1975، وهو معلّم، وفنان تشكيلي ومصمم هندسي، ومخرج للأفلام القصيرة، وكاتب في مجال الفنون، وروائي.وبدأت قدراته الفنية تبرز تدريجيا، وشارك في عديد من المهرجانات والمعارض الفنية، ومن آخر مشاركاته لعامي 2018-2019: معرض "الإنسان" مع الفنانة مريم الملا، برعاية السفارة الكويتية في أنقرة/ تركيا، وورشة خاصة في أبوظبي مع مجموعة من فنانين العالم.