شوشرة: وهم نيابي وتخاذل شعبي
التسابق النيابي على تسجيل الإنجازات والبطولات من بعض الممثلين في مجلس الأمة، ممن يعملون على قدم وساق لإجادة أدوار البطولة أمام الناخبين في تقديم بعض مشاريع القوانين والاقتراحات، وغيرها التي تصاغ تحت شعار القرارات الشعبية الهادفة لكسب العديد من المؤيدين أصبح وساماً لبعض النواب الذين لا يفقهون أساسا في مثل هذه الأمور. أمام تصفيق المطبلين والمستفيدين لهذه القضايا التي تصب في مصلحتهم لا تجد تلك المتابعة الجادة من هؤلاء النواب لمقترحاتهم ولمشاريع القوانين وغيرها، لأن الهدف منها مجرد وهم وسراب سرعان ما يتبخر كلما اقتربت منه، والناخب أو المستفيد من هذه الأمور لا يكلف نفسه متابعة هؤلاء الأبطال.
والسؤال هو: أين سترسو هذه الاقتراحات أو المشاريع بقوانين وغيرها؟ الواضح أن الناخب هو أول من يدخل الموجة وأول من ينسى ذلك، لأن هذه هي حال العديد منهم ممن أصبحت محاسبة النواب المتخاذلين غائبة عنهم. وفي المقابل هناك اقتراحات نيابية أو مشاريع قوانين لو طبقت لعالجت العديد من المثالب في القطاعين الحكومي أو الخاص، ولكن تبقى المتابعة غائبة في خضم موجة المعاملات وغيرها من الانشغالات التي يبررها بعض النواب بالعلاقة غير المستقرة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. إن البطولات الزائفة أصبحت اليوم هي من تتصدى لأخطاء البعض والمعاملات المشبوهة وغير المستحقة، والمخالفة للقوانين صارت هي من تشفع لهؤلاء، لأن ثقافة العديد من الناخبين عن دور النائب الحقيقي أصبحت بالهاوية، وكل ذلك بفضل حكمة وتكتيك وتخطيط العقلية الحكومية التي أجبرت بعض الناخبين على التعاون مع المحسوبين عليها تحت وطأة نوابها المناديب.الأنكى من ذلك الفضائح التي أصبحت أمام العلن لمواقف بعض النواب بشأن بعض الاستجوابات عبر تأييد للوزير وفقا لتبريرات تحت عنوان الضحك على ذقون الآخرين، سواء من الجانب الشرعي أو العنصري أو الطائفي أو القبلي، فكل هؤلاء يكون موقفه حسب تصنيفه من هذه العناصر.عموما نتمنى من هؤلاء النواب الجلوس ظهراً تحت أشعة الشمس الساقطة، فقد تساعدهم في إعادة برمجتهم لأنهم أصبحوا يعملون وفقا للطاقة الحكومية.