العيدية والميزانية الأسرية
![سناء راشد السليطين](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1543417442796908200/1543417448000/1280x960.jpg)
كما نشير إلى أنه عند استقطاع تلك المبالغ من عيادي الصغار للادخار يجب أن تكون بعلمهم ليحرصوا على تلك القيمة الادخارية، وتصبح جزءاً من حياتهم، وأيضا فرصة لغرس معنى الرحمة والعطف على الآخرين، بأن يقتطعوا جزءاً من العيدية التي حصلوا عليها لطفل فقير أو شخص محتاج. فالعيد فرصة لتدريبهم على تحمل المسؤولية، واكتساب بعض الحرية من خلال نقود العيدية التي يتصرفون فيها كيفما يشاؤون، لذا يجب توجيههم لإنفاقها في كل ما هو مفيد ليتعلموا ضبط أولويات حياتهم. إن تدريب الأبناء على كيفية التعامل مع المال وخصوصاً حين تتدفق العيادي بأيديهم وبعد منحهم الحرية في صرف أموالهم وإدارتهم لها يجعلهم أكثر تحملاً للمسؤولية، وإدارة ميزانيتهم الخاصة مستقبلاً، وخصوصاً الميزانية الأسرية.العيدية من العادات الجميلة والمحببة في نفوسنا وخصوصاً الصغار، فهي فرحة العيد، ولابد من حصول الصغار على العيادي، لكن المؤلم في هذا الأمر أن العيدية اليوم لم تعد كالسابق، فقد أصبحت ثقلاً على الميزانية لدى البعض، حيث التباهي بمن يدفع أكثر فهو الأكرم، مما يجعل الكثير يهرب خارج البلد خشية أن يُتهم بالبخل أو الفقر لتواضع عيديته، فهو يفضل الاستمتاع بمبلغ العيدية من دفعها. كما أن عاداتنا الاجتماعية حلوة ببساطتها، وبتطورها أصبحت عبئاً على الأسر وعلى ميزانيتهم، فلا بد من الاتفاق مع الأقارب على تحديد مبلغ معين للعيادي لا يرهق الجميع، وذلك للمحافظة على تلك العادة التراثية الجميلة، وتبقى العيدية مرتبطة ومتأصلة بالعيد.