هناك وزارة من وزارات الدولة الكبيرة مشهورة في عرقلة المعاملات وطريقة سيرها وروتين تنقلها من قسم لآخر، ومن مكتب موظف إلى آخر، فكم من ورقة مهمة فقدها صاحبها بسبب إهمال الموظف وتسيبه في العمل، فلو كان هناك إجراء جاد لمحاسبة هذه التسيبات في العمل وتأخيرها لما أصبحت ظاهرة في هذه الوزارات، خصوصا إذا كانت هذه الأخطاء في الإدارات المالية والتدرجات الوظيفية وغيرها من الإدارات المهمة. ولي تجربة قبل أيام رأيت فيها العجب العجاب، فكم هو مزعج الذهاب لمراجعة معاملة لا تحتاج أكثر من يوم أو اثنين، يتولد لديك إحساس بالضجر واليأس من انتهائها وتخليصها، فتضطر للواسطة لإنجازها، ويرجع كثير من الناس الأمر إلى الوافدين، فلو طرحنا سؤالا بسيطا: إذا كنا منزعجين من كثرة وجود الوافدين فهل نستطيع تغطية أعمالهم؟! وهل يعمل الكويتي نجارا أو صباغا أو كهربائيا أو حتى يقوم بتنظيف الطرق ومخلفاتها؟
نحن بحاجة إلى توظيف الوافدين في البلد لأن المواطن لا يقبل بعمل كثير من المهن، فلماذا يتذمر البعض من الموظفين غير الكويتيين في الوزارات الحكومية ومؤسساتها؟ نعم هناك الزين والشين، والصالح والطالح، والمخلص والمتحايل، وكذلك يوجد موظفون مواطنون أكفاء وآخرون مهملون لا يعملون ولا يلتزمون بأعمالهم.وهناك من هو وجوده كعدمه في القسم أو الإدارة، فمن الذي سينهي هذه المعاملات المتكدسة؟! طبعاً الموظف الوافد، وينهيها فوراً لنا على أكمل وجه، وكم تكون بسيطة جداً، كما أن الوافد موجود دائما من بداية العمل حتى آخره على عكس بعض أعزائنا المواطنين الذين ينتظرون أقرب فرصة للهروب من العمل. لسنا ضد المواطن إن كانت ظروفه حقيقية، لكن يجب أن يكون هناك إجراءات مع من يتغيب أياما بل أسابيع وشهورا، وتصل إلى السنين، لأنه يعلم أنه عند عودته سيظل على رأس عمله ولا يتعرض للطرد أو إنهاء الخدمة.كما أن العقاب المادي لا يهتم له المواطن كثيرا، فهناك آلاف الإفادات والخصومات على التغيبات، ولكن لأنه يضمن الوظيفة الحكومية فلا يكثرث لهذا الإجراء، فهي الأمان والراحة، فالحرص إذاً لا يأتي إلا من الشخص نفسه وضميره وتربيته ودينه طبعاً. فأتمنى أن يكون هنالك إجراءات بشأن هذا الأمر أكثر جدية من المسؤولين، والمساواة بين الجميع في أداء الأعمال، والجزاء والعقاب، وحفظ الله بلادنا من الفساد وسوء الأخلاق وقلة الإخلاص، ورزقنا وإياكم التفاني في الأعمال وخدمة البلاد والعباد.
مقالات - اضافات
لماذا الوافدون؟
21-06-2019