هل استفادت إيران نفطياً من التوتر؟
أكد مصدر في مركز التجارة الدولية للنفط التابع لوزارة النفط الايرانية أن تصدر النفط الايراني رسميا وصل الى ما دون 400 ألف برميل نفط يوميا، لكن إيران تعوّض بيع هذا النفط عبر بيع نفطها في عرض المحيطات بشكل غير رسمي.وقال المصدر إنه بعد سريان العقوبات الأميركية بشكل كامل من دون استثناءات بهدف تصفير صادرات النفط الإيراني وتحرّك الأساطيل الأميركية تجاه المنطقة، فإن العديد من عملاء إيران كانوا يتخوفون من شراء البترول الإيراني في أعالي البحار، بحجة أن البحرية الأميركية زادت من إجراءاتها ودورياتها، الأمر الذي من الممكن أن يؤدي الى كشف السفن التي تهرب النفط الإيراني.وقال المصدر إن إيران كانت تضطر إلى أن تبيع بترولها الى هؤلاء بأسعار مخفضة تصل الى 50%، لكن مطالبة البعض منهم بتخفيضات أكثر أغضبت الإيرانيين ودفعتهم الى رفض بيع البترول.
وأضاف أنه بعد حوادث الناقلات، فإن الطلبات لشراء النفط الايراني في أعالي البحار قد عادت بل زادت، مما مكّن إيران من تعويض ما لحق بها من خسائر.وقال إن مجمل هؤلاء العملاء هم من دول شرق آسيا، خاصة الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وإندونيسيا وماليزيا وحتى استراليا ونيوزيلندا، حيث إن السعر المغري والأرباح التي الممكن أن يحصلوا عليها عبر شراء النفط الايراني يشجعانهم على المغامرة وكسب الأرباح الضخمة. وأضاف أن هناك عددا من مصافي البترول في هذه الدول يعمل على تصفية البترول الإيراني فقط، وعليها تغيير أجهزتها إذا أرادت استخدام بترول دول أخرى، ويقوم المهربون بتغيير الوثائق كي تشير الى أن البترول الذي يحملونه في سفنهم هو بترول إماراتي أو سعودي او كويتي.وقال المصدر إن هناك ايضا شركات واسطة موجودة في العراق، وهي تدعي انها مرتبطة بأشخاص ذوي نفوذ في الولايات المتحدة تقوم بشراء البترول الايراني وتصديره باسم بترول عراقي، مؤكدا أن الإيرانيين مدوا أنابيب تصل الى الحدود العراقية، وهذه الشركات مدت بقية الأنابيب الى داخل العراق، ويتم التصدير على اتجاهين؛ أحداهما عبر الخليج على أساس أن الحمولة هي بترول عراقي، والثاني عبر تركيا على أساس أن البترول هو بترول منطقة كردستان العراق ايضا.وأكد المصدر أن الموضوع لا ينحصر بتصدير البترول بشكل خام، بل إن إيران تكرر البترول وتصدر منتجاته عبر العراق وتركيا وباكستان وأفغانستان.وقال إن الإيرانيين صنعوا مثلا التعليب الخاص بماركات مختلفة من زيوت السيارات أوروبية وأميركية جودتها (العلب) عالية، الى درجة أن وكلاء هذه الماركات لا يمكنهم كشف الزيت الأصلي من الزيت الإيراني، ويقومون بتعليب الزيوت المصنّعة في إيران بشكل زيوت لماركات أوروبية أو أمركية ويهربونها الى دول الجوار، وهناك سوق كبيرة لهذه الزيوت حتى في الدول الخليجية.وقال إن الهجمات الأخيرة على السفن في بحر عمان وميناء الفجيرة، إضافة الى خطوط الامداد في السعودية، كان لها تأثير إيجابي كبير، واستطاعت إخراج إيران من مصيبة كبرى.وأنهى كلامه قائلا إن أحد أسباب عدم الارتفاع الجنوني في أسعار النفط بعد هذه الهجمات كان لأن النفط الإيراني عاد عمليا الى الأسواق، وإن إيران تضطر إلى أن تصدّر كميات أكبر من النفط كي تعوّض التخفيضات بالأسعار.