الموريتانيون يصوّتون لانتقال غير مسبوق للسلطة

ولد عبدالعزيز يروج لرفيق دربه ويحذر من العودة إلى الوراء

نشر في 23-06-2019
آخر تحديث 23-06-2019 | 00:03
موريتانيات ينتظرن التصويت في نواكشوط أمس (إي بي إيه)
موريتانيات ينتظرن التصويت في نواكشوط أمس (إي بي إيه)
أدلى الموريتانيون، أمس، بأصواتهم لانتخاب رئيس لهم يترتب عليه حماية الاستقرار في هذا البلد الواسع الواقع في منطقة الساحل، وتحسين الوضع الاقتصادي والأداء في مجال حقوق الإنسان.

ويشكل هذا الاقتراع أول انتقال للسلطة من رئيس انتهت ولايته إلى آخر منتخب في موريتانيا، التي هزتها سلسلة انقلابات بين 1978 و2008، لكن الخصوم الخمسة لمرشح السلطة الضابط السابق محمد ولد شيخ محمد أحمد، الملقب ولد الغزواني، يتحدثون عن محاولة لإطالة أمد نظام الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، ويخشون حدوث عمليات تزوير.

وشهدت مراكز الاقتراع، التي أغلقت أبوابها بشكل عام الساعة السابعة مساء بتوقيت غرينتش، إقبالاً كبيراً من الناخبين، في وقت يتوقع أن تعلن النتائج الأولية مطلع الأسبوع المقبل.

وفي ملعب نواكشوط الأولمبي، الذي صوت فيه ولد الغزواني، تشكلت صفوف انتظار مع فتح المركز في مشهد غير معهود في هذا الحي الراقي.

ووصل ولد عبدالعزيز إلى السلطة على إثر انقلاب، ثم انتخب في 2009 وأعيد انتخابه في 2014 في اقتراع قاطعته أحزاب المعارضة الرئيسية، وقد أمن استقرار هذا البلد، الذي يبلغ عدد سكانه 4.5 ملايين نسمة، وشهد في بداية الألفية اعتداءات جهادية وعمليات خطف أجانب، عبر اتباع سياسة تقضي بتعزيز الجيش وتشديد مراقبة الأراضي وتنمية المناطق النائية.

ولخلافته بعد ولايتين دستوريتين على رأس الدولة، اختارت السلطة رفيق دربه الذي شغل منصب رئيس الأركان عشر سنوات ثم وزير الدفاع بضعة أشهر.

وأكد الرئيس المنتهية ولايته أن انتخاب أحد المنافسين الخمسة لرفيق دربه، من شأنه أن يشكّل "عودة إلى الوراء". لكن المرشح الذي يبدو المنافس الأكبر له، سيدي محمد ولد بوبكر، الذي ترأس حكومة انتقالية من 2005 إلى 2007، قال إن "أغلبية الموريتانيين يرغبون في طي صفحة السنوات العشر الأخيرة".

وجمع "المرشح المستقل" ولد بوبكر المدعوم من تحالف واسع يضم في صفوفه حزب تواصل الإسلامي أكبر حزب معارض، وكذلك رجل الأعمال الثري محمد ولد بوعماتو، الذي يتمتع بنفوذ كبير، آلافاً من أنصاره مساء الخميس في ملعب رياضي بنواكشوط.

وحذر من عمليات تزوير كغيره من مرشحي المعارضة الآخرين، ومنهم بيرام ولد الداه ولد عبيد، الناشط في مكافحة العبودية الذي رشح لانتخابات 2014. وقد اتفق هؤلاء جميعاً على دعم بعضهم في حال جرت دورة ثانية من الانتخابات في السادس من يوليو.

وتتركز الانتقادات لموريتانيا على عدم احترام الحقوق الأساسية في مجتمع يتسم بعدم المساواة، وبالتناقض بين أوضاع العرب البربر الحراطين (أحفاد العرب البربر الذين يقاسمونهم ثقافتهم) والمجتمعات الإفريقية الموريتانية التي تتحدث عموماً اللغة الأم لإثنيات جنوب الصحراء.

back to top