يحاول صناع السينما والدراما المصرية إحداث تنوع فني كبير في الفترة المقبلة، من خلال مناقشة أزمنة وأطروحات لم تجسدها أعمال فنية سابقة، رغم احتوائها على كثير من الدراما والأحداث المثيرة، كما يستخدم صناع السينما تقنيات متطورة في التصوير على غرار المستخدمة في «هوليوود»، وهو ما سيكشف عن صورة جديدة، ربما تغير شكل السينما والدراما المصرية.
محرقة الأرمن
ومن أبرز الأعمال التي تتناول قضايا تراثية مثيرة مسلسل «الأرمن» للمؤلف والمنتج تامر عبدالمنعم، ويناقش العمل فترة الحرب العالمية الأولى وما يليها، وما واكب ذلك من مذابح شهيرة ارتكبتها الدولة العثمانية تجاه الأرمن، ما أسفر عن مقتل نحو مليون ونصف أرمني، وتهجير الآلاف إلى دول عديدة منها مصر.يبرز المسلسل معاناة الأرمن في دول المهجر، واستقرارهم في مصر، وما واجههم من مصاعب حتى انصهروا في المجتمع المصري، وتطور حياتهم حتى الآن، وبقاء جالية أرمنية في مصر لم تستطع أن تعود إلى وطنها، لارتباطها الشديد بمصر على مر العصور.أزمة إنتاج
وينتظر تامر عبدالمنعم تسويق مسلسله المؤجل «الضاهر» من بطولة الفنان محمد فؤاد، للبدء في تصوير «الأرمن»، بعد الحصول على مستحقاته المالية، حتى يستطيع الإنفاق على العمل الجديد، الذي يحتاج إلى نفقات عالية، نظرا لما يقدمه من ديكورات تاريخية غير متوافرة للظهور، في شكل منافس للدراما التاريخية التركية التي حققت مشاهدات عالية.وتعاقدت الشركة المنتجة للعمل مع عدد من الفنانين منهم الفنان طلعت زكريا، وانتصار، وعبدالله مشرف، وتستمر في اختيار باقي أفراد العمل.الدراما الصعيدية
وخروجا من الشكل التقليدي للدراما الصعيدية، يستعد صناع مسلسل «بنت القبايل»، لتصوير المسلسل الجديد الذي يناقش فئة معينة من صعيد مصر، هي القبائل في منطقة الجنوب، وهو موضوع حساس لم يتطرق إليه عمل درامي من قبل، نتيجة لانغلاق هذه المجتمعات على نفسها، وتمسكها الشديد بالعادات والتقاليد، وهي ما تعد مغامرة كبيرة لصناع المسلسل، ومن المقرر عرضه فضائيا خلال الموسم الشتوي القادم.يشارك في بطولة هذا المسلسل عدد كبير من الفنانين الذين اختارهم المخرج حسني صالح، ومنهم سمية الخشاب، ونضال الشافعي، وباسم سمرة، ونبيل الحلفاوي، ومحمود عبدالمغني، وأنوشكا، وسهر الصايغ، وراندا البحيري، ومدحت تيخا، وسميرة عبدالعزيز، وأشرف عبدالغفور، ومفيد عاشور، ومحمود البزاوي، المسلسل من تأليف شاذلي فرح.3D محمد رمضان
وخلال الأيام القادمة، يبدأ النجم محمد رمضان تصوير فيلم جديد بعنوان «شبح النيل» الذي يصور ويعرض بتقنية ثلاثية الأبعاد لأول مرة في فيلم عربي، كما يقدم موضوعا لم تناقشه أعمال سابقة، في فترة فرض الحماية البريطانية على مصر، حيث يجسد رمضان دور مفتش مباحث جنائية يتجه للتخفي بحثاً عن الدلائل والقرائن التي تكشف إحدى الجرائم، وهي بداية استخدام فكرة البحث الجنائي في مصر والمنطقة.الفيلم للمؤلف محمد ناير، والمخرج الشاب ياسر الياسري، والمنتج سيف عريبي، الذي وعد أن توفر شركته المنتجة للعمل إمكانات كبيرة غير مسبوقة لخروج الفيلم بالشكل اللائق والانتهاء منه في أقرب، لعرضه في موسم رأس السنة 2020. وتعد هذه التجربة الثانية لكل من المخرج ياسر الياسري بشكل عام، والنجم محمد رمضان على مستوى أعماله التراثية، بعد فيلم «الكنز» الذي ينتظر عرض الجزء الثاني منه خلال هذه الأيام.كينج سايز
ويستخدم المخرج إسلام خيري تقنية جديدة لم تقدم قبل ذلك في السينما المصرية، من خلال الجرافيك والمؤثرات البصرية، التي تظهر الفنان محمد هنيدي في دور عقلة الإصبع، بفيلمه الجديد، الذي يصوره حاليا باسم «كينج سايز»، للعرض خلال رأس السنة القادمة.الفكرة جديدة وتعتمد على تصوير الفنان على «كروما»، ومن ثم وضع الخلفيات المراد التصوير فيها كخلفية له بحجم كبير فيظهر الأبطال بأحجام مصغرة جداً، ومن المقرر الانتهاء من تصوير الفيلم خلال شهر من الآن، ويعتمد المخرج عمرو صلاح على تقنية مقاربة من هذه الفكرة من خلال فيلمه الذي يصوره حاليا باسم «ديدو» من بطولة الفنان الشاب كريم فهمي، وإنتاج أحمد السبكي، للعرض خلال عيد الأضحى القادم.