جورجيا: تظاهرات ضد «البوتينية» لليوم الخامس
تظاهر الآلاف في العاصمة الجورجية تبيليسي أمس لليوم الخامس على التوالي وسط توتر العلاقات بين الجمهورية السوفياتية السابقة وجارتها روسيا.وكانت التظاهرات اندلعت في تبيليسي بعد إلقاء نائب روسي كلمة من كرسي رئيس البرلمان الجورجي الأسبوع الماضي، في خطوة ذات حساسية بالغة بين بلدين سبق أن تواجها في حرب قصيرة عام 2008. لكنّ التظاهرات سرعان ما تحوّلت إلى حركة أوسع ضدّ السلطات الجورجية والملياردير والسياسي بدزينا ايفانيشفيلي الذي يعتقد أنّه يدير الدفة من وراء الستار كرئيس لـ "حزب الحلم الجورجي" الحاكم الذي أسّسه.
ومساء أمس الاول، تجمّع المتظاهرون أمام مقرّ البرلمان، وتقاطروا إلى جادة روستافي الرئيسية في العاصمة، وعطّلوا حركة المرور فيها.وحمل المتظاهرون لافتات تنتقد إيفانيشفيلي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ردّ على الاحتجاجات بمنع شركات الطيران الروسية من تسيير رحلات إلى جورجيا اعتباراً من 8 يوليو.وكُتب على إحدى اللافتات "روسيا لن تستعبد بلدي مرة أخرى". وتوجّه المتظاهرون منتصف ليل الأحد ـ الاثنين إلى مقرّ الحكومة الذي كانت تحيط به الشرطة، وهم يلوّحون بالاعلام الحمراء والبيضاء ويهتفون "استقيلوا".وفي إشارة إلى الأجواء المتوتّرة، أظهرت لقطات بثّتها قناة "روستافي" المؤيدة للمعارضة نشر عناصر شرطة مكافحة الشغب أمام مقرّ إقامة إيفانيشفيلي على قمّة تلّة تطلّ على تبيليسي. وندّدت روسيا بهذه التظاهرات، واعتبرت أنّها "استفزاز ينمّ عن مشاعر كراهية للروس"، لكنّ المتظاهرين قالوا إنّهم ضدّ بوتين لا ضد المواطنين الروس العاديين.وقال الروائي الجورجي الشهير لاشا بوغادزي الذي شارك في التظاهرات أمس الأول: "نحن نحارب ضدّ البوتينية"، لافتاً إلى أنّه "ليست لدينا أي مشاكل مع الشعب الروسي، ولا نعاني كراهية الأجانب".وقال كاخا فاسادجي وهو موسيقي يبلغ من العمر 28 عاماً "لقد سئمنا، قام الدمية الروسية إيفانيشفيلي بالاستيلاء على السلطة في جورجيا".وشهد اليوم الأول من الاحتجاجات حملة عنف من الشرطة أسفرت عن إصابة 240 من المتظاهرين وضباط الشرطة بجروح.وقبل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها العام المقبل، تطالب المعارضة في جورجيا بإصلاحات وإجراء انتخابات مبكرة، على خلفية الاستياء من فشل "الحلم الجورجي" في إخراج البلاد من الركود الاقتصادي.وأعلن الحزب الحاكم أمس، أنه سيسعى لتحسين النظام الانتخابي. وقال رئيس الحزب بيدزينا ايفانيشفيلي، إنه يجب أن يكون هناك نظام أكثر تناسقا، من دون تحديد حد أدنى للأصوات للانضمام للبرلمان.وظلّت العلاقات بين جورجيا وسيّدتها السابقة روسيا متأزّمة وقتا طويلا بسبب محاولة تبيليسي الانضمام إلى كلّ من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.وبلغت المواجهة ذروتها في حرب شاملة على منطقتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين في جورجيا في أغسطس 2008.