الجريدة. تنشر رواية طهران عن إسقاط «الدرون» الأميركية ورد واشنطن «المعلق»
الطائرة استهدفت بأمر من خامنئي نفسه بعد استخدامها معدات تصوير متطورة
طهران هددت بضرب مصالح اقتصادية في دول خليجية كانت القوات الأميركية ستنطلق منها
الإيرانيون تمكنوا من التصدي للهجوم السيبراني الذي كان هدفه تعطيل الدفاع الجوي قبل العملية
تضاربت الروايات والمعلومات حول الأحداث التي جرت الأسبوع الماضي في الخليج، وكادت أن تؤدي بالمنطقة إلى حرب بين واشنطن وطهران، لم يكن أحد يعرف إلى أين ستنتهي. ونشر الإعلام الأميركي معلومات غير متكاملة عن تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ضربة عسكرية قبل وقت وجيز من حدوثها؛ رداً على إسقاط طائرة درون أميركية متطورة في منطقة بين الأجواء الإقليمية الإيرانية والأجواء الدولية، ثم تبع ذلك معلومات عن هجوم سيبراني شنته واشنطن على أنظمة الصواريخ الإيرانية. «الجريدة» تمكنت من الوصول إلى رواية إيرانية للأحداث من مصدر رفيع المستوى في الحرس الثوري كشف وجهة النظر الإيرانية حول ملابسات ما جرى.
وفي التفاصيل، أكد المصدر أن قرار إسقاط الطائرة لم يتم اتخاذه بشكل عفوي، بل إن الإيرانيين كانوا يرصدون طائرة التجسس الأميركية من طراز «غلوبال هوك» مدة تزيد على 4 ساعات، وأن طائرة أميركية أخرى تحمل 36 ضابطاً أميركياً كانت تحلق أيضاً في المنطقة التي كانت طائرة التجسس فيها. وأضاف أنه تم إبلاغ القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، أي المرشد الأعلى علي خامنئي، بأن أجهزة الرصد الإلكتروني الإيرانية كشفت أن «الدرون» الأميركية كانت تصور أهدافاً عسكرية إيرانية ومواقع إخفاء بطاريات الصواريخ، وتحاول رصد مواقع الأسلحة والمعدات الإيرانية تحت الأرض باستخدام جهاز ليزر متطور جداً يستطيع اختراق الصخور والرمال حتى الأسمنت لحوالي 50 متراً تحت الأرض.وقال المصدر إن الطائرات الأميركية من دون طيار كثيراً ما كانت تخترق الأجواء الإيرانية بين الفينة والأخرى، وتخرج بعد تلقيها أول إنذار من دون أن تقوم بالتصوير، وكانت طهران تعتبر ذلك مجرد جس نبض فقط، لكن الطائرة التي أُسقطت كانت تقوم بالتصوير ولم تخرج من الأجواء الإيرانية رغم الإنذارات المتكررة.ولفت إلى أن السلطات المعنية حذرت الطائرة ودعتها إلى الابتعاد عن الأجواء الإيرانية وعدم استخدام جهاز الليزر الكاشف المركب فيها، لكنها استمرت في التحليق وأقفلت معدات الاتصال كي لا يستطيع الإيرانيون التواصل معها أو اختراق أجهزتها الإلكترونية، مؤكداً أنه عندما أُبلغت القيادة بكل هذه التفاصيل تم اتخاذ قرار إسقاط «الدرون» وتجنب الطائرة الأخرى التي كانت تحمل ضباطاً أميركيين. الكلام السابق يناقض تشكيك ترامب في أن القيادة الإيرانية العليا هي التي اتخذت القرار، الأمر الذي كرره نائبه مايك بنس في مقابلة مع CNN، إذ قال إن «الرئيس كانت لديه شكوك بشأن ما إذا كان القيادات الإيرانية الرفيعة المستوى هي التي اتخذت قرار إسقاط طائراتنا المسيرة. لا يمكنني الحديث عن المعلومات الاستخباراتية التي نمتلكها فيما يتعلق بذلك».مصدر الحرس الثوري أشار إلى أن الإيرانيين بطبيعة الحال كانوا يتوقعون رد فعل أميركياً على إسقاط «الدرون» يوم الخميس، وحصلوا على معلومات بأن القوات الأميركية في دول خليجية مجاورة لإيران في وضعية تأهب غير معتاد، وأن المؤشرات تظهر أن هناك تحضيراً لعملية عسكرية، وعليه فقد تم إعلان الاستنفار لجميع القوات داخل إيران وكل حلفاء طهران في المنطقة.وروى أن الروس استفسروا عن سبب تحرك القوات الموالية لإيران في سورية دون التنسيق معهم وتم إبلاغهم بأن إيران وحلفاءها يستعدون لمواجهة أي ضربة عسكرية أميركية على إيران بإشعال كل الجبهات، الأمر الذي دفع موسكو إلى البدء باتصالات مكثفة حول هذا الأمر.وحسب المصدر، فقد حذرت طهران الدول العربية الخليجية التي كان من المقرر أن تنطلق العمليات الأميركية من أراضيها، وعبر قنوات دبلوماسية، بأنها لن تعير العلاقات أي اهتمام وسوف تستهدف، لا القواعد الأميركية في هذه الدول فقط، بل مرافق هذه الدول الاقتصادية إذا جرى قصف مواقع في إيران.وأكد أنه في فجر الجمعة الماضي واجه الحرس الثوري هجمات إلكترونية غير مسبوقة على جميع اتصالاته وأجهزة مراقبته وأجهزة الرادار واتصالات بطاريات الصواريخ، مما كان ينبئ بأن الهجوم الأميركي كان وشيكاً، وعليه فإن القيادة العليا أصدرت الأوامر لجميع الوحدات الصاروخية بأن تقوم بضرب الأهداف التي كانت مقررة لها دون انتظار قرار القيادة إذا ما انقطعت اتصالاتها وبمجرد حصولها على تأكيد عبر الإذاعة والتلفزيون الإيراني أن الأميركيين قاموا بأي ضربة في إيران.وأضاف المصدر أن فريق الدفاع الإلكتروني استطاع صد الهجمات الأميركية لاختراق أنظمة الدفاع الجوي، وأنه عندما تبين للأميركيين أن أي هجوم على إيران من الممكن أن يكون خطيراً على طائراتهم، وأن الإيرانيين جاهزون لمواجهة الهجوم وقد خسروا عنصر المفاجأة بتعطيل الأنظمة الإيرانية، أوقفوا العملية وقامت السفارة الروسية في طهران بإبلاغ السلطات الإيرانية بأنه لم يكن هناك ضربة قبل أن يتسرب الخبر للإعلام في واشنطن.