أوبريت «أولاد العم»: 40 دقيقة من الإخاء بين الكويت والعراق
قدّم خصوصاً لمهرجان «الموسيقى الدولي» بلوحات درامية وغنائية استعراضية
أوبريت «أولاد العم» عبارة عن لوحات درامية وغنائية واستعراضية ذات إيقاع سريع وطرح مباشر في حكاية نعيشها بكل عصر، حكاية الوحدة والتكاتف والمبادئ.
في ثالث أيام فعاليات مهرجان "الموسيقى الدولي" بدورته الثانية والعشرين، قدمت الفرقة العراقية عرضها أوبريت "أولاد العم"، من تأليف داود الغنام وألحان د. ناصر هاشم وإخراج د. طالب هاشم، وذلك على خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة كامل العبدالجليل، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش، ونائب السفير العراقي محمد الحسيني وحشد من الجمهور.
هوية الأوبريت
بدأت الأمسية، التي قدمتها المذيعة الجازي الجاسر، بكلمة ترحيب منها، ثم قدمت نبذة عن هوية الأوبريت، لتنطلق بعدها الأحداث بالتوالي فوق خشبة المسرح طوال 40 دقيقة من الوقت، جسّد فيها الممثلون المشاركون بالأوبريت وكذلك الاستعراضيون روح المحبة والإخاء بين الكويت والعراق من خلال لوحات درامية وغنائية واستعراضية ذات إيقاع سريع وطرح مباشر.وهنا يمكن القول إن أوبريت "أولاد العم"، الذي صُنِع خصيصاً لهذا المهرجان هو حكاية نعيشها في كل عصر، حكاية الوحدة والتكاتف والمبادئ وعدم المساومة عليها، إذ دارت أحداثه حول رجل كبير له أولاد وأحفاد، يمتلك بيتاً كبيراً داخل بستان، أوصاهم بعد وفاته بأن يعيشوا إخوة، وألا يفترقوا رغم كل المغريات.لكن بعد وفاته يتدخل الأشرار، ويحاولون أن يفرقوا وحدتهم ويقسموا الأرض، فاستعملوا مع الأبناء سياسة الترغيب والترهيب، وقاوموا، لكن المغريات كانت أكبر، بعضهم استسلم وبعضهم قاوم.واشتد الصراع بين صوت الخير وصوت الشر، وبعد صراع مرير، اضطر الأبناء إلى أن يستنجدوا بأولاد عمتهم وأعمامهم الذين يسكنون بالقرب منهم، عن طريق ابنة الشيخ التي تربطها قصة حب منذ الطفولة مع ابن عمتها الكويتي، لكنهما بسبب خلافات افترقا ولم يتزوجا، مع ذلك بقيا متواصلين، وعندما اشتدت الأزمة استنجدت الفتاة بأبناء عمتها، فهبوا لمساعدتها ومد يد العون، لأن صلة الدم والرحم كانت أقوى من كل الخلافات، وفي النهاية انتصر صوت الخير واندحر صوت الشر.
تواصل وتلاق
وعلى هامش الحفل، قال العبدالجليل: "في الواقع، يحرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب دائما على التواصل والتلاقي مع الدول العربية التي لديها علاقات ثقافية معنا، مضيفا: ونقدم الفرص لعرض الكثير من الفنون الجميلة لجمهورنا الكريم".و"بمناسبة انعقاد المهرجان، قدّم المسرح العراقي من خلال مجموعة من الشباب الواعد المتميز أوبريت "أولاد العم"، الذي يحمل الكثير من القيم الاجتماعية الحميدة، التي ينادي بها كل إنسان، وهي التعايش بسلام، والتقارب والتآلف بين الناس، وكيف يستطيع الخير أن يقتل الشر ويكسره، وكيف نستطيع أن نعزز العلاقات العربية فيما بين الشعوب، ونلتقي على الحب والمودة، وعلى الإخاء، وعلى البناء".هاشم: النص تناول الجوانب الإنسانية
قال المخرج والممثل في الأوبريت د. طالب هاشم: اخترت هذا النص حتى يلائم الأجواء الجميلة والعلاقات المتينة والوطيدة بين الشعبين، إذ إننا نرتبط مع إخوتنا وأشقائنا الكويتيين بعلاقات أسرية في الوقت نفسه، لذلك قدمنا هذا الأوبريت، وحرصنا على تناول الجوانب الإيجابية والإنسانية ونبذ الشر والعنف".وأضاف أن الأغاني كتبت خصيصا له، وحرصنا على أن تكون في اللوحة والتمثيل والنص كلها مناسبة لهذا الجو، موضحا أنه صيغ حتى يبين العلاقات بين العراق والكويت.وعند سؤاله: هل من الممكن أن يعرض في دول أخرى قال: "في الحقيقة ان الأوبريت صيغ على أساس العلاقة العراقية - الكويتية، ولا بأس من طلبات الإخوة والأشقاء في بقية الدول، فنحن من الممكن أن نعمق العلاقة ونرسل هذه الرسالة الإيجابية رسالة المحبة من أجل إيصال صوتنا إننا أخوة وشعوب متحابة، ففي مصر والجزائر وتونس كلنا إخوة واشقاء تربطنا علاقة الدم والأخوة". ويرى د. هاشم أن للفن دورا في تعميق العلاقات وهو بمنزلة الرابط، لذلك حرصنا على أن تكون رسالتنا إنسانية، فمن خلال الفن من الممكن أن نبني الحياة، وفي الحياة حب، وفي الحب إنسانية، وفي الإنسانية أواصر إنسانية عريقة.
وتابع: "هذه الرؤية هي التي تنظر إليها الكويت والمجلس الوطني لفتح آفاق التعاون والتلاقي والمحبة والعمل البناء بين الكويت والعراق".واستطرد العبدالجليل، لا شك في أن "الجيرة" لها قيمة كبيرة في هذا الاعتبار، كذلك النسب والدم والتاريخ والمصير المشترك، واستشراف المستقبل الثقافي بين البلدين يعزز ما قمنا به في هذا العمل لإتاحة الفرصة لتقديم مادة فنية موسيقية قيمة للجمهور الكويتي، خاصة في هذا الوقت الذي يشهد تحسّن وتطور وتعزيز العلاقات الطيبة مع أشقائنا في العراق. وتابع: سنواصل دائما الانفتاح على الثقافات، وتقديم عروض الفرق الموسيقية، والمسرحية والفنية ذات التميز والقيمة العالية والمستوى الرفيع، وذلك منذ ريادة الكويت في هذا المجال، واتصالها مع شعوب العالم تفتح آفاق الثقافة والتعاون الذي لنا فيه بصمة تاريخية كبيرة، ومن خلال هذا التواصل نبين مكانة الكويت الحضارية في المجال الثقافي.بدوره، قال الدويش: أوبريت أولاد العم إحدى المحطات المهمة في مهرجان الموسيقى الدولي، ويعد فكرة جميلة ومعبّرة عن قضايا إنسانية، وهي قضية الصراع بين الخير والشر، وكذلك تآلف المجتمع على المحبة السلام والألفة والوحدة.الحسيني: سعيد بهذا الفن والأدب العراقي
أعرب نائب السفير العراقي محمد الحسيني عن سعادته بالمشاركة من خلال الأوبريت، وقال: "نحن موعودون مع المجلس الوطني ببداية لمهرجانات وفعاليات أخرى نقيمها كي تعكس الفن والأدب العراقي هنا في الكويت".وأضاف: كذلك من الجانب الآخر نستضيف بدورنا في العراق الأمسيات والفعاليات الكويتية كنوع من التبادل الثقافي والفني، وفعلياً بدأنا هذه الفعاليات في أبريل الماضي من خلال معرض عن حضارة وادي الرافدين، أقيم بمجمع الأفنيوز، وسط حضور ممتاز، وهو الأمر الذي شجعنا، وفي الفترة المقبلة ستشهدون فعاليات أكثر من شأنها أن تعكس عمق العلاقة بين البلدين.