هل اختفت أفلام المقاولات والقليلة التكلفة؟
وجهة الجمهور تغيرت وأجبرت المنتجين على تقديم عمل واحد ضخم
شهدت المواسم السينمائية الماضية والمواسم التي تنتج أفلامها حالياً، ظاهرة مقلقة بين الاختفاء أو البقاء لقلة الإنتاج، عبر أفلام المقاولات، أو الأفلام القليلة التكلفة التي كانت تصنع خصيصا ليستخدمها بعض المنتجين لحجز قاعات لمصلحة أفلام ضخمة كانت من إنتاجهم أيضا، وأصبحت الظاهرة الآن وجود أفلام كبيرة أو متوسطة جيدة الصنع فقط، وأصبحت المنافسة شرسة.
تعرض في دور السينما المصرية 5 أفلام أضخمها "الممر"، الذي تخطت تكلفته 100 مليون جنيه من بطولة الفنان أحمد عز وعدد من النجوم، وحقق إيرادات مرتفعة في أيام عرضه الأولى، وأيضا فيلم "كازابلانكا" الضخم إنتاجيا الذي وصلت تكلفته إلى 35 مليون جنيه، وكان من المفترض أن تزيد، لكن إرضاء النجوم بالحصول على أجر أقل مما يحصلون عليه قلل التكلفة شيئا ما، لكنها تظل مرتفعة، وتربع عليها أمير كرارة وأبطال العمل، (شباك التذاكر المصري)، بما يقرب من 60 مليونا، خلال أقل من 3 أسابيع، بينما وجود المنتج محمد السبكي للمرة الثالثة على التوالي بفيلم من إنتاج كبير بعد "هروب اضطراري"، و"حرب كرموز"، كان له السبق في عودة هذه الأفلام، وحقق أعلى الإيرادات فيهما.
«حملة فرعون»
وهذه الأيام ينافس بفيلم "حملة فرعون" من بطولة عمرو سعد على غرار أفلامه السابقة، ولكن أقل قليلا، ولم يستطع تحقيق الإيرادات الكبيرة لكنها جاءت مرضية إلى حد كبير، حتى الأفلام الكوميدية هذه الأيام أصبحت أكبر من فكرة أفلام متوسطة الإنتاج، و"سبع البرمبة" للفنان رامز جلال، و"محمد حسين" للفنان محمد سعد تخطت تكلفتهما الإنتاجية حاجز 25 مليونا لكل منهما.
«الفيل الأزرق»
ويشهد الموسم القادم، الذي يتزامن مع عيد الأضحى، وجود أفلام ضخمة، منها "الفيل الأزرق" للفنان كريم عبدالعزيز، وهو من الأفلام الضخمة، وتصل تكلفته إلى 50 مليونا، نظرا للغرافيك وأجور الفنانين، وينافس النجم أحمد عز بفيلم آخر هو "ولاد رزق 2"، إذ وصلت تكلفته إلى 40 ملونا، بينما يتواجد الفنان محمد إمام بفيلم يصوره حاليا هو "لص بغداد" ستصل تكلفته إلى ما يقرب من 45 مليونا، ويوجد النجم الكوميدي أحمد حلمي بفيلم يصوره حاليا باسم "خيال مآتة"، إذ تبلغ تكلفته 40 مليونا، وينتظر النجم الكوميدي محمد هنيدي تحديد موقفه من المشاركة في الموسم بفيلمه "كينج سايز" أم سيتم تأجيله، وتكلفته ستصل إلى 30 مليونا.اختفاء منتجين
يلاحظ اختفاء الأفلام التي انتقدها الكثير خلال الفترة الماضية، التي كانت تكلفتها لا تتخطى 3 ملايين جنيه، وتعتمد على قصة الحي الشعبي والراقصة والبلطجي، والتي نسبت إلى بعض المنتجين مثل أحمد ومحمد السبكي، ونيوسينشري وبعض المنتجين الصغار، واختفى الكثير منهم، وتحولت وجهة بعضهم مثل محمد السبكي إلى الأفلام الضخمة فقط، حتى إن كان سيقدم فيلما واحدا سنويا، بينما أحمد السبكي يقدم حاليا أفلاما متوسطة، حيث يعد فيلما من بطولة كريم فهمي باسم "ديدو"، ويعرض له حاليا "محمد حسين"، وهي أفلام متوسطة التكلفة.رأي النقد
ورأت الناقدة السينمائية ناهد صلاح أن فكرة المنافسة هي من فرضت خروج أي فيلم ضعيف، وأصبح المنتجون يفكرون في تقديم عمل واحد في الموسم بدلا من عملين، والتركيز فيه بشدة، من أجل منافسة الأفلام الأخرى؛ ولم يعد هناك مجال لتقديم عمل لحجز قاعة من القاعات، وأصبح بالكاد هناك فيلم لكل منتج حتى لو كان موزعا ولديه دور عرض في الوقت نفسه، ودور العرض تعرض الأفلام الخاصة بها، بالإضافة إلى استقبال الأفلام القوية الأخرى الخاصة بشركات أخرى، لضمان الحصول على نسبة من توزيعها وإيراداتها.إيرادات الأفلام
يقول الناقد حسين إسماعيل، "بالنظر إلى المواسم الماضية وإيرادات هذه الأفلام يلاحظ أنها ضعيفة ولم تتخط المليون جنيه في بعض الأوقات، بما يشير إلى تغير نوعي في نظرة الجمهور تجاه هذه الأعمال، والاتجاه نحو المحتوية على عناصر الإبهار، لذلك أصبحت نلك الأفلام عبئا على المنتجين، وليست ميزة مثل سابق عهدها حين كانت تحصد ٤ أضعاف تكلفتها".وأضاف أن خريطة الإنتاج والتوزيع السينمائي تغيرت بدخول إحدى الشركات المسيطرة على الإنتاج الدرامي في التوزيع، ولم تقتصر المنافسة على منتجين أو ٣ فقط بل زادت شركات التوزيع نفسها، واصبح كل منتج وموزع يحارب من أجل فيلمه، وهو ما أحدث طفرة في الإيرادات، فأصبح أكثر من فيلم يحقق الأرقام العالية في الموسم نفسه".
الأفلام المنتقدة تكلفتها لا تتخطى 3 ملايين جنيه
فكرة المنافسة فرضت خروج أي فيلم ضعيف ناهد صلاح
فكرة المنافسة فرضت خروج أي فيلم ضعيف ناهد صلاح