في حالة من التنوع الفني الفريد ضمت الفرقة الموسيقية "كونكورديا" ،اثنين من العازفين هما الموسيقي البحريني أحمد الغانم، عازف الفلوت، وجيين يوو عازفة البيانو من كوريا الجنوبية، والصوت الأوبرالي المبدع إيما بوراتو مطربة سوبرانو من انكلترا .وبدأ الحفل بتكريم د. بدر الدويش رئيس المهرجان للفنان أحمد الغانم وسلمه درع تكريمه من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، تشجيعًا لفريق "كونكورديا" واحتفالا بمشاركتهم في المهرجان.
طبقة الأوكتاف
وقدمت المجموعة عروضا موسيقية متنوعة بين العزف المنفرد والثنائي، مع أداء صوتي أبهر الحضور طوال مدة العرض المغنية "إيما" التي حرصت على غناء أغنية عربية رغم عدم إجادتها اللغة العربية وغياب الكثير من مخارج الحروف التي تميز لغة "الضاد"، وعلى الرغم من ذلك فقد أدت أداءا رائعًا بإحساس مرهف وأداء متميز وحضور طاغي، جعل الجمهور لا يتوقف عن التصفيق اعجابا بصوتها ذي طبقة الأوكتاف الأعلى بين أصوات النساء.وتغنت "إيما بوراتي" بكلمات أغنية "أعطني الناي وغني" للمطربة الكبيرة فيروز، والملحن القدير نجيب حنكش، والمقتبسة من كلمات جبران خليل جبران من قصيدته المواكب على عزف رائع وغير معتاد حيث توافق فلوت مع البيانو عازفا أجمل المقطوعات العربية.نحو الحرية
كما قدمت المجموعة لحنا من تأليف الموسيقي أحمد الغانم بعنوان "نحو الحرية" على مقام "سماعي"، والذي عبر عنه بأنه لحن مختلف جدا وجديد، لأن الفلوت كآلة موسيقية غربية يصعب عليها عزف مقامات عربية صعبة كمقام "سماعي" الذي يبدأ بمستوى وينتهي عند مستوى آخر يصعب على أي آلة غير عربية أن تؤديه، ومع ذلك حرص غانم من خلال مقطوعته على خوض تلك التجربة بالتعاون مع آلة غربية أخرى وهي البيانو، لتحقيق رؤيته في أن الفن والموسيقى عابر للحدود والثقافات واللغات وأنه بإمكان الموسيقيين الغربيين عزف موسيقى عربية باستخدام أدواتهم التي اعتادوا عليها والعكس صحيح للمزيد من التواص والتقارب بين الشعوب.تجربة فريدة
وفي تصريح خاص لـ"الجريدة" قال الغانم إنه استلهم اسم الفرقة "كونكورديا" من اللغة اللاتينية ويحمل معنى الانسجام والتآلف تعبيرا عن طبيعة الموسيقى التي تؤلف قلوب الناس بمختلف أصولهم وعروقهم، ورغم أن الفرقة تنتمي إلى جذور مختلفة فإن أفرادها يتواءمون لتقديم موسيقى من مختلف الأمم ليكونوا نموذجا لمعنى (كونكورديا).وأوضح أنها المشاركة الأولى للفرقة بمهرجانات دولية، ولذلك تعد تجربة فريدة ومهمة جدا في مشوار المجموعة التي تحمل رسالة وتريد أن تعبير بها كل الدول العربية والعالم، ولذلك فقد تم الاستعداد لمدة 5 شهور متواصلة على برنامج الحفل الذي جرى تقديمه بالمهرجان ليخرج بهذا الشكل الذي يرضي الجمهور.3 مشاركات
وأضاف أنه على المستوى الشخصي شارك في مهرجان الموسيقى الدولي 3 مرات، الأولى كانت عام 1999 في الدورة الثانية للمهرجان مع عازف البيانو البولندي الشهير سيزاري، وفي العام التالي تم دعوتي للمهرجان وقدمت تجربة مختلفة وهي ثنائي فلوت وعود كدمج بين آلة غربية وأخرى شرقية، وهو من ألوان الأداء الصعبة والمختلفة، وتعد هذه الدورة هي المشاركة الثالثة ولكن ضمن مجموعة "كونكورديا".وأشار إلى أنه لديه عيد من المؤلفات الموسيقية داخل مملكة البحرين، يشارك من خلالها في المهرجانات والفاعليات الثقافية، وآخر تجربة كانت مع أحد الموسيقيين الإلكترونيين بالدمج مع عزف "الفلوت" وهي أيضا تجربة جديدة جدا وحملت عنوان "Colorful Dreams" أو أحلام ملونة، وكان لها أصداء جميلة وتقبلها الجمهور الذي يحب ويرحب دائما بالأعمال الجديدة والمختلفة.مارسيل خليفة
ولفت إلى أنه تلقى خبرته على يد الكثير من الفنانين والموسيقيين الكبار أمثال الفنان والموسيقار اللبناني مارسيل خليفة الذي تشرفت بالتعاون معه ضمن فرقته الموسيقية في العام 2000 واستمر هذا التعاون لفترة طويلة، والمعروف عن هذا الفنان أن أغانيه تأخُذ الطابع الوطني، كما أنه معروف بأسلوب دمجه بين الموسيقى العربية والآلات الغربية كالبيانو والفلوت، وهو سبب التقائنا في العديد من الأعمال والتعاون الذي أضاف لي الكثير.شرقي وغربي
عزفت المجموعة عددا من الألحان الغربية مثل «أندلسية» للملحن إيميل بيسارد، و«فالس الزهور» من متتابعة كسارة البندق للموسيقي «تشاكوفسكي»، و«دروب الحب» لـ«فرانسيس بولنك»، و«كارديشي» رقصة مجرية لـ«ماونتي»، ورقصات تانغو لـ«أستور بياتزولا»، أحدها بعنوان «أوبليفيون»، والثانية بعنوان «ليبرتانغو» أو «تانغو الحرية»، ومقطوعة «أرابيسك» لـ «كلود ديبوسي».ومن الأجواء الشرقية عزفت المجموعة ألحان «تشيتارا رومانا» لـ«إلدو دي لازارو»، و«نانا» تهويدة لـ«مانويل دي فايا»، وكونشيرتو دي أرنجوز لـ«غواكيم ريدريغو».