خاص

أمل زيادة لـ الجريدة•: الخلطة السحرية لأدب الخيال العلمي... دراما وعِلم وتشويق

«الروايات المسموعة سهَّلت على البعض متابعة الجديد من الأعمال الأدبية»

نشر في 28-06-2019
آخر تحديث 28-06-2019 | 00:02
استطاعت الأديبة المصرية أمل زيادة أن تلفت إليها الأنظار منذ صدور روايتها الأشهر "الكهف" عام 2011، لكونها واحدة من اللواتي يكتبن في أدب الخيال العلمي على مستوى العالم العربي، وشجعها حصدها جائزة رائد أدب الخيال العلمي نهاد شريف على مواصلة تقديم أعمال شائقة في هذا اللون الأدبي... حول تجربتها مع الكتابة والمواصفات الواجب توافرها في أديب الخيال العلمي وجديدها عموماً، كان لنا مع زيادة الحوار التالي، فإلى التفاصيل:
● كيف تنامت تجربتك مع الكتابة؟ وهل كل إصداراتك في أدب الخيال العلمي فقط؟

- كانت البداية مع رواية "الكهف" الحائزة جائزة نهاد شريف رائد أدب الخيال العلمي في مصر والعالم العربي، ورغم النجاح الذي حققته الرواية فإنني نوّعت في أعمالي التالية، مثل رواية "خذلان" المقتبسة من قصة شهيد الحدود المصري سليمان خاطر، وتُدرس حالياً في جامعة بسكرة بالجزائر، ثم رواية "دماء في الغربة" التي تُدرس أيضاً بجامعة قاصدي مرباح، وهي محطة درامية رغبت دوماً في خوضها عبر قصة حب رقيقة بين البطل وسام وأماني عالمة الذرة، التي اعتبرها القراء إسقاطاً على حادثة اغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى، ثم رواية "صهر الحديد" التي أعادت القارئ إلى الواقع والحب والحرب، فهي رواية وثائقية تتحدث عن قطاع غزة.

ثم خضت أخيراً تجربة الكتابة الساخرة من خلال كتاب "كوكب الهلس... أنا وشمس"، ويضم مواقف ساخرة بيني وبين ابني شمس.

● برأيك، ما العوامل الواجب توافرها في كاتب الخيال العلمي؟

- يجب على كاتب الخيال العلمي ألا يغفل الجانب الدرامي والمعلومة العلمية، وعنصري الخيال والتشويق، وإذا استطاع توفير هذه الخلطة السحرية فسيخرج نِتاجاً أدبياً فارقاً، وأقصد بالمعلومة العلمية هنا أن يكون بمقدوره إطلاق العنان لخياله، متخطياً آخر الاكتشافات العلمية التي توصل العلماء إليها.

● ما سبب قلة روايات الخيال العلمي في مصر والعالم العربي عموماً؟

- لا أظن أن هناك ندرة في روايات الخيال العلمي، فثمة جيل جديد من الكُتَّاب الشباب تربوا على كتب نهاد شريف، وراجي عنايت، ونبيل فاروق. الفارق بين جيلنا وجيل هؤلاء العمالقة أن القارئ في الماضي لم يكن أمامه ما يشتت تركيزه، فكان كل اهتمامه موجه للكتاب الورقي، بخلاف قارئ اليوم الذي يقع فريسة للتقدم العلمي والتكنولوجي، أضف إلى ذلك ازدحام الساحة الأدبية بالإصدارات المختلفة، ما أدى إلى تراجع معدلات الإقبال على مختلف الألوان الأدبية بما فيها الخيال العلمي، كما أن اهتمام دور النشر بأدب الرعب أسهم في تنحية مختلف الألوان الأخرى رغم تميز الأعمال المُقدمة.

● لكن المؤكد أن ثمة ندرة في الكاتبات اللواتي يبدعن في هذا اللون الأدبي؟

- أتفق معك في أن من يكتبن في أدب الخيال العلمي قلة... لست أدري السبب. ربما لأن المرأة تسخر قلمها لخدمة المجتمع وتعريته أمام الجميع من خلال مناقشة القضايا الحساسة التي يتجاهلها الكُتاب الرجال، وربما لأن الرواية هي ما تكتبنا ولسنا مَنْ نكتبها، فربما أقلام حواء تقودها إلى مناطق أخرى أكثر واقعية.

● بمناسبة صدور طبعات جديدة من روايتك "الشاردة" هل يستطيع الحب تغيير مسار حياتنا؟

- الحب يمكنه أن يتخطى المستحيل، وأن يذيب أشد جبال الجليد صلابة، فقط إذا كان صادقاً وموجهاً للشخص الملائم، لذا هو معجزة الله في الأرض، فليس كل ما نشعر به من عواطف تجاه الطرف الآخر يعد حباً ربما ألفة، الاعتياد، رغبة في الونس لكنه ليس حباً، وهذا ما حدث مع رنا بطلة رواية "الشاردة"، حيث استطاعت أن تغيِّر من طباع البطل كلياً، فرغم تعدد علاقاته ومغامراته، لم يقع إلا في حب رنا التي بحبها قوَّمته وهذّبت أخلاقه.

● حدثينا عن تجربة ترويجك لأعمالك الروائية إلكترونيا عبر مقاطع صوتية؟

- يجب على الكاتب أن يواكب التطور، وهذا ما حدث مع رواية "الشاردة". وقع اختياري عليها لترويجها إلكترونياً بهذه الطريقة الصوتية، لأن كل قارئ وقارئة وجد نفسه في جزء منها، فرأيت إتاحتها عبر بعض المقاطع الصوتية، وتوافر الأعمال الروائية مسموعة سهَّل كثيراً على البعض متابعة الجديد من الأعمال الأدبية، لذا اتخذت هذه الخطوة.

● ما مشروعك الأدبي الذي تعكفين عليه حالياً وربما يخرج للنور قريباً؟

- أعكف حالياً على كتابة سلسلة روايات في الخيال العلمي، وهذا بعد إلحاح كبير من بعض الناشرين والقراء، وأما ما هو مكتوب بالفعل وربما يخرج إلى النور قريباً فهو رواية بعنوان مؤقت "دُنيا"، وهي رواية مختلفة تماماً عما اعتاده القراء مني، لكونها مختلفة من حيث المضمون والعمق الفلسفي والديني والمجتمعي.

رصيد الجوائز

فازت أمل زيادة في مسابقة "ديوان العرب" الدورة الثامنة للقصة القصيرة لعام 2019 دورة الأديب الراحل إبراهيم سعدالدين، وحصدت روايتها "الكهف" جائزة نهاد شريف لأدب الخيال العلمي، وحصلت قصتها القصيرة "بعد الفراق" على المركز الأول في فئة الأعمال المميزة بـ"مسابقة الإبداع الكبرى" عام 2013 على مستوى الوطن العربي.

الحب يمكنه أن يتخطى المستحيل وأن يذيب أشد جبال الجليد

المرأة المبدعة تسخِّر قلمها لخدمة المجتمع وتعريته
back to top