انطلق ماراثون الحزب الديمقراطي لاختيار مرشح واحد من بين أكثر من 20 شخصية لمواجهة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى عام 2020، رسخت خلاله اليزابيث وارن مكانتها بين المرشحين الأبرز، في حين نجح المنافسون الجدد في تسليط الأضواء عليهم عبر أدائهم في مسألة الهجرة.

ولم يوجه المرشحون انتقادات قاسية لترامب، حيث مازال أمامهم وقت طويل في المناظرات المقررة خلال الأشهر المقبلة. ولكنهم ركّزوا على توضيح برامجهم الانتخابية في محاولة لإبراز كفاءتهم.

Ad

وبدأ السباق مساء أمس الأول، إذ اختار الديمقراطيون إجراء مناظرتهم في مدينة ميامي بولاية فلوريدا.

ومن المقرر أن يجري الحزب الديمقراطي 12 مناظرة بين مرشحيه، منها 6 مناظرات خلال 2019، و6 أخرى عام 2020 على أن يكون منتصف أبريل العام المقبل موعد آخر مناظرة بين مرشحيه.

وقسّمت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي المناظرة بين المتنافسين على يومين يشارك في كل منهما عشرة مرشحين، بدأت الأولى في وقت متأخر من مساء أمس الأول، على أن يعقد الجزء الثاني لاحقاً فجر اليوم بتوقيت الكويت.

وشارك في الليلة الأولى للمناظرة التي استمرت نحو ساعتين، عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو، والنائب تيم ريان، ووزير التنمية الحضرية السابق جوليان كاسترو، والسيناتور كوري بوكر، والسيناتور إليزابيث وارن، والنائب الديمقراطي السابق عن ولاية تكساس بيتو أورورك، والسيناتور آمي كلوبوشار، والنائب تولسي غابارد، وحاكم ولاية واشنطن جاي إنسلي، والنائب السابق جون ديلاني.

أما الليلة الثانية من المناظرات فشارك فيها نائب الرئيس السابق جو بايدن، والسيناتور بيرني ساندرز، والناشطة ماريان ويليامسون، ومحافظ ولاية كولورادو السابق جون هيكنلوبر، والرائد في مجال الاعمال أندرو يانغ، والعمدة المثلي لساوث بيند في انديانا، بيت بوتيتجاج، والسيناتور عن ولاية كاليفورنيا كامالا هاريس، وسيناتور نيويورك كريستسن غيلبراند، وسيناتور كولورادو ميكاييل بينيت، والنائب ايريك سوالويل.

وواحدة من القضايا التي أظهرت الاختلافات بين المرشحين العشرة على المسرح كانت الرعاية الصحية، إذ تجادل المرشحون بين مؤيد ومعارض بشأن إلغاء التأمين الخاص والتحول إلى نظام الرعاية الصحية للجميع.

كما انتقد الديمقراطيون العشرة الاقتصاد الوطني واعتبروا أن الإجراءات الموجودة هي فقط لخدمة الأغنياء.

أما فيما يخص إيران فقد انتقد أحد المرشحين إدارة ترامب التي قال إنها «قادت البلاد إلى شفا الحرب مع إيران».

وتباينت آراء المرشحين إزاء السؤال ما هي أكبر التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة؟

إذ قال البعض إن «أكبر تهديد هو الصين»، في حين ذكر أوروركي أن «تغير المناخ» أيضا من أكبر التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة، كما أشار البعض إلى أن «إيران ومخاطر الحرب النووية» من أكبر التهديدات للبلاد.

ورغم التوتر بين المرشحين، تحكم بعضهم في غضبه بشأن ترامب. وقال العديد من المرشحين، إنه يجب أن يواجه اجراءات العزل.

ولدى سؤاله عن أكبر تهديد جيو- سياسي يواجه الولايات المتحدة، أجاب حاكم واشنطن جاي انسلي أن «أكبر تهديد لأمن الولايات المتحدة هو دونالد ترامب».

الهجرة

وتناولت المناظرة قضايا ساخنة بينها أزمة الحدود المتصاعدة واحتجاز المهاجرين الأطفال في ظروف سيئة، والصورة الصادمة للرجل السلفادوري وابنته اثناء غرقهما في نهر ريو غراند. وتسببت هذه القضايا في نقاش متوتر.

كاسترو

فكاسترو، الوحيد بين المرشحين الذي أصله من أميركا اللاتينية والذي يرغب في إزالة صفة الجريمة عن المهاجرين غير الشرعيين في إطار حملة اصلاحات واسعة للهجرة، وصف الصورة بأنها «محزنة جدا».

وتحول اوروركي وبوكر ولاحقا كاسترو الى التحدث بالاسبانية اثناء حديثهم عن أزمة الهجرة لجذب أصوات ذوي الأصول الأميركية اللاتينية الذين تتزايد قوتهم الانتخابية.

وقوبل دي بلاسيو بتصفيق مدو عندما خاطب الأميركيين الذين قالوا إن المهاجرين زادوا من مشاكلهم.

ورغم القيام بحملات مكثفة في الولايات التي تجري فيها الانتخابات مبكرا، تحول انتباه ملايين الأميركيين إلى سباق الرئاسة 2020 للمرة الاولى.

وما سمعوه من البداية هو ايديولوجية وارن التقدمية، وهي المرشحة الوحيدة التي حصلت على أعلى درجات في الاستطلاعات مساء أمس الأول، وانتقادها للنظام.

وقالت: «عندما تكون لديك حكومة واقتصاد عظيم للأغنياء وليس عظيما لمن سواهم، فهذا يعتبر ببساطة ووضوح فسادا... يجب أن نسمي الأمور بأسمائها».

وأكثر من أي مرشح آخر قدمت وارن (70 عاما) صورة لأولوياتها الرئاسية مثل فرض ضريبة على الثروة، وتقسيم شركات التكنولوجيا الكبيرة وتأمين النظام الانتخابي الأميركي.

وبسبب عددهم الكبير، لم يتح للمرشحين الكثير من الوقت لإثارة إعجاب الحضور. وحرص كل من كاسترو ودي بلاسيو وإيمي كلوبشار، الذين لم يحصلوا على نسبة جيدة في الاستطلاعات، على الاستفادة من هذه الفرصة.

ترامب

ورغم توجه ترامب إلى آسيا للمشاركة في قمة مجموعة العشرين G20، فإنه شاهد المناظرة من طائرته الرئاسية، ولم يفوت فرصة مهاجمة منافسيه عبر «تويتر»، واصف الأمسية بـ «المملة». وسخرت حملة ترامب من المناظرة، وقالت إنها توفر «أفضل سبب» لإعادة انتخابه. مضيفة: «اقترح الديمقراطيون أن تستولي حكومة متطرّفة على المجتمع الأميركي وتدمر الحلم الأميركي».