طبول الحرب تقرع في المنطقة، وحدّة التوتر في تزايد، والمعركة الأميركية- الإيرانية تزداد سخونة، والخطر يحدق من كل حدب وصوب، كل هذه التحذيرات كانت ولا تزال الشغل الشاغل للمتابعين والمراقبين، وكأننا أمام مسرحية لا نعلم متى سينهي المخرج مشاهدها، فلا يزال التصاعد مستمرا والأوضاع في تطور متباعد، والتهديدات مستمرة، وحالة الشد والجذب تأخذ وتيرة وخطى أخرى رغم محاولات التهدئة من بعض الأطراف في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وروسيا، التي نعرف أهداف بعضها جيدا بسبب مصالحها المشتركة سواء مع واشنطن أو مع طهران.والسؤالان اللذان يطرحان نفسهما أمام كل هذه التصريحات من الطرفين المتضادين: هل هناك عامل مشترك بينهما، وهدف يصب لوضع المنطقة والخليج خاصة في حالة عدم استقرار لجني بعض الأرباح من الرئيس ترامب، المعروف عنه جيدا أنه سمسار الصفقات الكبيرة، وشفط الأموال من بعض الدول الخليجية؟ وهل بعض الأنظمة تستفيد من كل ذلك خصوصا أن إسرائيل التي تنظر للعالم بعين واحدة؟
الإجابة تكمن فيما نشهده اليوم في عالمنا الصغير المنفتح على سياساته الخاصة وآفاقه المحدودة رغم قدرتنا على متابعة الأوضاع والتطورات، وفقا لمنظور بعض العقليات المحدودة التي ترحب في ازدياد الأمور سوءا لتحقيق نواياها الخفية ولتتحول من دويلات صغيرة إلى دول ذات كيان، رغم أن إدارتها لا تزال تخضع لعقول فارغة لا تملك سوى الأموال، دون أن تفكر جديا في ما ستؤول إليه الأمور مستقبلا، خصوصا مع اختراع السياسة الصهيونية دائما قضايا تثار جدلا من أجل إشغال العالم العربي والإسلامي في أمور جانبية تدار بأصابعهم، متى أرادوا لتنفيذ الأجندة والمشروع الذي يهدف إلى تغيير خريطة الشرق الأوسط، وتحويل المسار نحو ما يصبو إليه المشروع الصهيوني في المنطقة بالتعاون مع بعض الأنظمة الخاضعة والمتواطئة رغم شعاراتها الإسلامية.فقضية السلام الذي كان العالم ينادي به من أجل فلسطين أصبحت على الرف، ولا تشكل سوى تصريحات فارغة لا تلتفت إليها واشنطن ولا الكيان الصهيوني، لأنهما ينظران إلى عالمنا نظرة نفط ومليارات، ويعرفان جيدا كيف يستفيدان منها في تنفيذ مشاريعهما الاستعمارية، وتفكيك بعض الدول وتحويلها إلى صراع دائم، وتناحر مستمر لا ينتهي، واختراع بعض الحركات التي تنطوي تحت شعارات دينية زائفة، أو خلق فجوة بين بعض الدول العربية والإسلامية التي مع الأسف الشديد لا تزال مستمرة.الكل بانتظار المشهد الأخير من الصراع الأميركي- الإيراني وما سيحمله من مفاجآت جديدة وتهديدات ووعود وتصريحات وتوتر متزايد حتى تستمر عملية الدفع وجني الأموال وإبرام الصفقات.أما عملية السلام والوضع في فلسطين واستمرار تدهور الشعوب العربية والإسلامية وموجات القتال وتصفية الحسابات وتحويل بعض الشعوب إلى مجرد أدوات فلا تزال في خبر كان، بانتظار اجتماعات جامعة الدول العربية أو المنظمات الإسلامية التي تتفاخر بإصدار البيانات فضلا عن مؤتمرات الترويج لصفقة القرن، وهي فضيحة من العيار الثقيل بعد أن أصبحت بعض الدول العربية هي من تروج للاتفاق مع إسرائيل، ولكن وفق كل ذلك لابد من الإشادة بموقف الكويت الحريص على التصدي لأي تحركات للتطبيع مع إسرائيل لأن القضية الفلسطينية هي الشغل الشاغل لقائد الإنسانية.
مقالات - اضافات
شوشرة: البعبع
28-06-2019