وحوش صنعتهم الظروف
![د. نبيلة شهاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1561655694216414500/1561655924000/1280x960.jpg)
قبل فترة حدث أن وقفت سيارة أمام إحدى الجمعيات التعاونية وانهالت امرأة بالضرب المبرح على طفل على مرأى من الجميع!! مما دفع بعض الموجودين للتدخل ومحاولة إيقافها، فلماذا الاعتداء بهذه القسوة؟ ولماذا يوثق بالتصوير أو يحدث أمام الجميع؟ دون الدخول بتفاصيل هذه الحالات التي قد تكون لا سوية نجد أن قلة الثقة بالنفس والشعور بالنقص الى جانب الغضب المكبوت داخلهم لسبب ما كون لديهم شخصية عدائية وهي المحرك الأساسي لهذه الأحداث المؤلمة المؤسفة، وللحقيقة فإن ضعف شخصية المعتدي طبعا الى جانب ضعف وازعه الديني الروحاني.تكون قد تشكلت من فترة طويلة وغالباً في مرحلة الطفولة، وأن هذه الأحداث قد لا تكون تحدث لأول مرة سواء مع الضحية نفسها أو ضحايا آخرين، حيث تستعرض الشخصية العدائية قوتها بشراسة قبيحة وتحاول إثبات ذاتها ووجودها من خلال هذه السلوكيات المريضة. وعليه لو بحثنا في أسباب تشكيل هذه الشخصيات المرفوضة اجتماعياً نجد أنه من أكثر أنواع التنشئة التي قد تؤدي إلى ذلك هي أسلوب التربية العنيفة، والتي يستخدم فيها العقاب البدني مع النفسي على الطفل، الى جانب أسلوب التدليل الزائد والقيام بأعمال الطفل نيابة عنه، وإن كان غالباً هذا الأسلوب لا يؤدي الى العنف كسابقه لكنه يخلق شخصية مهزوزة غير واثقة من نفسها تحاول إثبات ذاتها بأي طريقة كانت ومنها العنف.والأهم من كل ما سبق هو مشاهدة الطفل للعنف المنزلي خاصة من قبل الأب على الأم (الحلقة الأضعف)، ولا ننسى تأثير مشاهدة وممارسة العنف سواء من خلال الألعاب الإلكترونية أو مشاهدة الأفلام العنيفة.كما لا يخفينا دور تشجيع بعض الآباء لأطفالهم على ممارسة السلوك العدواني مع الآخرين حيث يعتبرونه دليل قوة، وما ذكرناه محاولات سريعة مختصرة لفهم أهم أسباب ظهور بعض الشخصيات العدوانية وأسباب تكوينها، وذلك كمساهمة في غرس المبادئ والأساليب الصحية الصحيحة للتنشئة السليمة والتي تخلق لنا أفراداً أسوياء في مختلف المجالات.