برنامج «بريق» ينهض بمستوى طلبة المدارس الثانوية

نجاح باهر حققه برنامج "بريق" الذي ترأسه الشيخة انتصار سالم العلي، ويعمل معها فريق من نخبة التربويين على رأسهم مديرة البرنامج رقية حسين، والهادف إلى نشر وتعزيز التفكير الإيجابي النافع والرفاه النفسي المتكامل للطلبة والقضاء على الظواهر السلبية من خلال مجموعة من الأنشطة التفاعلية القصيرة والبسيطة والسهلة التنفيذ والمبنية بالأساس على نتائج الأبحاث العلمية.

ثمار البرنامج بدت واضحة في النجاح الكبير الذي حققه في أكثر من 36 مدرسة من مدارس وزارة التربية حتى الآن، أبرزها ثانوية سعاد بنت سلمة للبنات التي تغير فيها سلوك الطالبات بنسبة كبيرة تكاد تصل إلى 100 في المئة، إذ ارتفعت نسب النجاح من حوالي 85 في المئة إلى نحو 99 في المئة، بعد تطبيق البرنامج، إضافة إلى انخفاض كبير في نسبة المشكلات الطلابية والتي كانت تصل إلى 85 في المئة لتنخفض إلى أقل من 60 في المئة.

أنشطة تفاعلية

"الجريدة" سلطت الضوء على البرنامج لمعرفة أبرز أساليبه في تغيير سلوك الطلبة وتقويمهم بما يعود عليهم بالنفع، إذ أكدت مديرة البرنامج رقية حسين، أن البرنامج يهدف أساساً إلى نشر التفكير الإيجابي النافع والقضاء على الظواهر السلبية التي تتسلل إلى أبنائنا الطلبة، إضافة إلى تحسين البيئة التعليمية وتوفير البيئة الجاذبة للطلبة.

وقالت حسين لـ"الجريدة"، إن البرنامج يرتكز على مجموعة من الأنشطة التفاعلية القصيرة والبسيطة وسهلة التنفيذ والمبنية بالأساس على نتائج الأبحاث العلمية المثبته في مجال علم النفس الايجابي، مبينة أن الأنشطة والبرامج التي يتم تطبيقها في المدارس تعزز الكثير من القيم وتحبب الطلبة بالحضور إلى المدرسة.

وأضافت أن البرنامج يبدأ أولاً بالمعلمين المنتسبين بحيث يتم إعدادهم وتدريبهم جيداً في دورات متخصصة مدة 4 أيام متواصلة لتعريفهم بأدبيات علم النفس الإيجابي، ليصار إلى تطبيق هذه التمارين والأنشطة على المعلمين أنفسهم حتى يلعبوا دور الطالب ويشعروا بما يمكن أن يشعر به الطالب في حال تلقى هذه التمارين والأنشطة وليكونوا على اطلاع بالتغييرات النفسية التي تسببها حتى يكونوا أكثر تفاعلاً معهم.

تغيير التفكير لدى الطلبة

وذكرت أن الخطوة التالية تكون بمباشرة المعلمين والمعلمات بتطبيق هذه الأنشطة والتمارين التي تعلموها في مدارسهم وعلى طلبتهم، بحيث يتم عمل نشاط واحد مدة أسبوع كامل، لافتة إلى أن تكرار النشاط لمدة أسبوع مقصود منه ضمان تغيير التفكير لدى الطلبة إلى الإيجابية.

وأوضحت أنه من خلال متابعة أعضاء فريق البرنامج للنتائج رصدنا تغييراً كبيراً لدى الطلبة وزيادة الإقبال على الحياة وانخفاض كبير في التوتير لدى الطلبة وتعزيز قوة الشخصية والقدرة على التحدث أمام الجمهور، لافتة إلى أن بعض مديرات المدارس أبلغنها بأن البرنامج له تأثير السحر على الطالبات لديهن.

التزام الطلبة

وأشارت إلى أن ما يميز برنامج "بريق" هو البعد عن الأساليب التقلديدية في المحاضرات والندوات والتي دائما ما تصيب المتلقي بالملل، موضحة أن أغلب المدارس المنتسبة للبرنامج لاحظت انخفاضاً كبيراً في تأخر الطلبة عن الدوام المدرسي لاسيما طابور الصباح لوجود أنشطة "بريق" في الطابور ولهذا يحرص الطلبة على الحضور والاستمتاع بأنشطة البرنامج.

وأكدت أن الدراسات تشير إلى أن التغيير الإيجابي ظهر بوضوح على الطلبة الخاضعين للبرنامج، مثمنة جهود رئيسة البرنامج الشيخة انتصار العلي وجميع المدربين والمدربات الذين ساهموا في مسيرة البرنامج منذ تأسيسه.

وذكرت حسين أن بعض المدارس سجلت ارتفاعاً كبيراً في قيم مثل قيمة المحافظة على الممتلكات العامة لتصل إلى 100 في المئة، مؤكدة أن البرنامج بصدد التوسع ليصل عدد المدارس المنتسبة له إلى 48 مدرسة و500 معلم ومعلمة العام الدراسي المقبل 2019/2020.

ولفتت إلى أن برنامج بريق كان بمنزلة طوق نجاة للطلبة، وهذا ما أكده الطلبة أنفسهم أنه بعد مشاركتهم في البرنامج وبشهادة أولياء أمورهم ومعلميهم والإدارات المدرسية، وهذه النتائج الباهرة جعلت القائمين على الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط يدرجون البرنامج ضمن خطة التنمية تحت ركيزة رأس المال البشري الإبداعي.