تزامناً مع الذكرى الثالثة للهجوم الدامي الذي استهدف المنطقة السياحية في مدينة سوسة وخلّف 40 قتيلاً في 26 يونيو 2015، شهدت العاصمة التونسية أمس تفجيرين انتحاريين متتاليين أسفرا عن مقتل رجل أمن، مما رفع حالة التأهب في هذا البلد الذي يفرض حالة الطوارئ منذ سنوات مع انطلاق الموسم السياحي والاستعدادات للانتخابات التشريعية المقررة في 6 أكتوبر المقبل والرئاسية في 10 نوفمبر.

واستهدف الهجوم الأول دورية شرطة بشارع ديغول قرب السفارة الفرنسية على تقاطع الجادة الرئيسية لشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، وأسفر، بحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق، عن مقتل عنصر أمن وإصابة 5 مدنيين.

Ad

وأشار المتحدث إلى أنه «بعد 10 دقائق أقدم انتحاري آخر على تفجير نفسه قبالة الباب الخلفي لإدارة الشرطة العدلية بثكنة القرجاني، وأسفر ذلك عن إصابة أربعة من أعوان الأمن و3 مدنيين بجروح»، مضيفاً أن الانتحاريين اللذين نفذا الهجومين قُتِلا.

وأكدت قوات الأمن أن جميع الوحدات على أهبة الاستعداد التام للتصدي لكل ما من شأنه أن يمس أمن واستقرار تونس، في حين أغلقت الطريق المؤدي لقصر قرطاج الرئاسي، وفرضت إجراءات أمنية ووقائية مشددة في مطار قرطاج، وسط أنباء عن دعوة رئيس البرلمان محمد الناصر رؤساء الكتل إلى جلسة طارئة لمناقشة الوضع.

وتحدث القيادي السابق بحركة النهضة منار السكندراني عن وقوع هجومين آخرين في منطقة فوشانة وآخر في منطقة قفصة.

ومن مكان التفجير الأول في شارع ديغول، أكد رئيس الحكومة يوسف الشاهد أن الهجومين «دليل على يأس الإرهاب والإرهابيين»، متعهداً بالتخلص من آخر إرهابي على أرض تونس.

وحذر الشاهد من أن «الإرهابيين يريدون إرباك الاقتصاد مع انطلاق الموسم السياحي والانتقال الديمقراطي أثناء مرحلة التحضير للانتخابات»، مؤكداً أن «عقيدتنا راسخة، ولا مكان لهذه المجموعات في تونس، وحربنا معهم حرب وجود».

في غضون ذلك، تعرّض الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي (92 عاماً) صباح أمس لوعكة صحية حادة استوجبت نقله إلى المستشفى العسكري.

وبعد شائعات عن وفاته، أكدت الرئاسة أن حالة السبسي استقرت بعد أن كانت حرجة في وقت سابق من النهار، مضيفة أن الرئيس كان قد دخل المستشفى العسكري يوم الجمعة الماضي «لإجراء تحاليل من جراء وعكة صحية خفيفة»، ثم غادره بصحة جيدة.