في حفل ختام الدورة الـ22 من مهرجان الموسيقى الدولي تعانقت الألحان الموسيقية، وتسربت إيقاعاتها إلى القلوب والأسماع في الحفل الموسيقي المشترك الذي قدمة عازف القانون التركي أيتش دوغان وعازف الكمان الكويتي فيصل شاه بمصاحبة العازفين الكويتيين بدر الخريف على آلة الناي، خالد العروج على آلة العود، محمد أبوعوف آلة التشيللو، جاسم عبدالله على آلة الغيتار، محمد ياسر على آلة البيانو، عبدالحميد الصقر ومحمد العنزي إيقاع، الذي أقيم على خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا في السالمية، بحضور جمهور كبير امتلأت به القاعة وجنبات المسرح.

وحضر الحفل الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. عيسى الأنصاري، وشخصية المهرجان المكرمة الملحن أنور عبدالله، وأيضاً شخصيات دبلوماسية واجتماعية.

Ad

فكرة الحفل

وركزت فكرة الحفل في محاولة لدمج العزف الكويتي بثقافة أخرى، وإنتاج شكل جديد من الموسيقى يكون جامعاً بين أسلوب الموسيقي الكويتية، وأسلوب الموسيقى التركية وبذلك التقت الثقافة الموسيقية المحلية مع العالمية، وتقديم أعمال فنان عالمي للجمهور الكويتي بروح موسيقية جديدة.

ومع بداية دخول العازفين للمسرح صفق الجمهور كثيراً، وخلال الحفل استعرض العازفون مهاراتهم، وتناغم أداؤهم الفردي والجماعي، وحرص كل من دوغان وشاه على إضفاء روح التجديد على الشكل الفني المقدم، وعلى التميز والابتكار، فتم تقديم «ألف ليلة وليلة» لأم كلثوم، «إلي نساك» عبدالله الرويشد، و«Dilyasrai»،» قضية عم أحمد «عمر خيرت»، و«تحدوه البشر» لراشد الماجد «كل ده كان ليه» لمحمد عبدالوهاب.

كما عزفوا» Bella ciao «وتعني» وداعا أيتها الجميلة»، وعند عزف أغنية « a whole new world» تعالت التعليقات الجمهور بالإعجاب.

مسك الختام

وعلق شاه للجمهور قبل الانتقال إلى الوصلة الجديدة: «سنعزف أغنية الكل حافظها وهي «ليلة» لعبد الرب إدريس، واندمج الجمهور الكبير الذي احتشد به مسرح عبدالحسين عبدالرضا معهم ليغنى كلماتها «ليله لو باقي ليله، بعمري أبيه الليلة، واسهر في ليل عيونك، وهي ليله عمر».

أما مسك الختام «أول مرة» لعبدالحليم حافظ وعلق شاه قبل بدأ العزف «عبدالحليم سوف يكون ختام الأمسية» ليندمج الجمهور مرة أخرى ويتفاعل ويغنى بحماس كبير.

لوحة زيتية

وكرم د. الدويش ود.الأنصاري العازفان شاه ودوغان، وأهدت التشكيلية ابتسام العصفور إلى شخصية المهرجان المكرمة الملحن أنور عبدالله لوحة زيتية.

وعــلى هامش الحفل قال د. الدويش، إن المهرجان تخلل محطات جميلة ومعبرة عن مكانة الكويت الثقافية والفنية بتكريم الملحن القدير أنور عبدالله، لافتاً إلى توالي أنشطة المهرجان بالتنوع الفني في الوطن العربي والعالمي.

من جانبه أعرب دوغان عن سعادته بالحضور الكبير للحفل، لافتاً إلى أنه سنوياً يحضر إلى الكويت.

«أولاد عامر» تحيي أمسية جميلة في «كويت ماجيك»

أحيت فرقة «أولاد عامر» الشعبية أمسية جميلة بشكلها العام وأدائها حضرها جمهور مجمع «كويت ماجيك» في منطقة أبوحليفة، إذ قدموا مختلف أنواع الإيقاعات ومجموعة من أشهر أغنياتهم ورقصات العرضة التي يحبها الجمهور ويتفاعل معها، والمترسخة في وجدان الكويتيين.

ومع حماس الحضور وتصفيقهم قدمت الفرقة فن «العرضة» الذي يُعد من الفنون التي تستخدم لشحذ الهمم وتشجيع الجيش في القتال للذود عن الوطن وفي الوقت ذاته يعتبر وسيلة للتعبير عن الفرح والاحتفال بالانتصارات العسكرية.

ويعود تاريخ فرقة أولاد عامر للفنون الشعبية إلى أكثر من 100 عام، أي منذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ مبارك الصباح، وعرفت آنذاك بفرقة الحساوية، وقد تم تغيير اسم الفرقة إلى أولاد عامر نسبة إلى نخوة الجماعة أولاد عامر بعد استقلال الكويت في عام 1961، وكانت وقتها العرضة من دون طبول أو طارات مجرد صفوف فقط.

ولفرقة أولاد عامر مشاركات عدة في جميع الظروف القاسية فقد شاركت في بناء السور في عهد الشيخ سالم المبارك، إذ كانت الفرقة تسير بالعرضة إلى المكان المخصص لبناء السور، ولا ننسى أيضاً مشاركتها في الاحتفالات الوطنية والأعياد والمناسبات الرسمية في البلاد على مر السنين.

هذا وقامت الفرقة بالتعاون مع وزارة الإعلام بعمل العديد من التسجيلات التلفزيونية والإذاعية والمقابلات الشخصية للتحدث عن فن العرضة، وذلك لحفظ هذا التراث الشعبي الموروث.

كما امتازت فرقة أولاد عامر بوجود شعرائها الخاصين، مثل: المرحوم عبدالنبي القتم، والمرحوم عبدالله عيسى الدريع، والمرحوم حسين أحمد الحمد، وكذلك تميزت الفرقة باللعب بالسيوف بتشكيلة السلة أو السبحة، وأيضاً بحلقة البنادق، وبالزي الموحد منذ زمن طويل.

وفي هذا الصدد، نود أن نذكر أنه تعاقب على رئاسة الفرقة، منذ نشأتها، رجال عديدون، وهم: داود السلمان، وأحمد الخميس، وصالح حمادي، وعبد علي القتم، وعلي السلطان، وصالح الحمد، ومهدي الحمد، وأحمد مهدي الحمد، رحمهم الله جميعا. والآن يترأسها محمد أحمد الحمد، وكذلك لا ننسى أشهر شعراء الفرقة، وهم: صالح حمادي، وعبد الله عيسى الدريع، وعبدالنبي القتم، وحسين الحمد، رحمهم الله. وكان مقر الفرقة قديما في دروازة عبد الرزاق، وانتقلت بعد ذلك إلى الفنطاس، وحالياً في جنوب الصباحية، وهو مقر كبير مجهز بصالات للاحتفالات.