في وقت لايزال احتمال اندلاع صدام مسلح بين الولايات المتحدة وإيران يخيم على المنطقة، نشرت واشنطن لأول مرة مقاتلات شبح من طراز "إف ـ 22" في قطر.

وأعلن الجيش الأميركي أن الخطوة تأتي في إطار تعزيز واشنطن وجودها العسكري في الخليج.

Ad

وأفادت القيادة العسكرية المركزية للقوات الجويّة الأميركية، في بيان مساء أمس الأول، أنه تم نشر مقاتلات "إف ـ 22 رابتور" لـ "الدفاع عن القوات والمصالح الأميركية"، من دون تحديد عدد الطائرات التي تم إرسالها. وأظهرت صورة موزعة 5 مقاتلات "إف-22"، وهي تحلّق فوق قاعدة العُديد الجوية في قطر.

وفي مايو، نشرت القوات الجوية الأميركية حاملة طائرة وعدة قاذفات قنابل من طراز "بي ـ 52 ستراتوفورتريس" في الخليج، رداً على ما وصفتها وزارة الدفاع الأميركية بأنها خطة محتملة من قبل إيران لمهاجمة القوات الأميركية في المنطقة التي شهدت لاحقاً عدة هجمات تخريبية استهدفت ناقلات نفط، ووصل التوتر إلى حد إسقاط طهران طائرة أميركية مسيّرة فوق الخليج منذ 10 أيام.

وعيد وصفقة

في غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه في حال نفذت طهران تهديدها وزادت من مستوى تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه في الاتفاق النووي فـ "سترون ردي".

وفي وقت يترقب العالم مصير الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى التي تسعى إلى الحفاظ عليه بعد انسحاب واشنطن منه، قال ترامب في مؤتمر بأوساكا اليابانية، أمس: "سترون ماذا سيكون ردي في حال نفذت طهران تهديدها. تأكدوا أننا لن نسمح لها بامتلاك سلاح نووي".

وأضاف أن طهران تريد التوصل لصفقة جديدة مع الولايات المتحدة، منتقداً ما وصفه بـ "أدائها البطيء".

ولفت الرئيس الأميركي إلى أنه تم تحديد العديد من الأهداف لضرب إيران بعد حادثة إسقاط الطائرة الأميركية المسيّرة، إلا أنه تراجع، في اللحظة الأخيرة، بسبب مخاوف من احتمال سقوط ضحايا، قائلا: "عندما اخترنا مناطق لمهاجمتها في إيران تراجعنا بعد الاحتمالات المتوقعة للضحايا، فقدّرنا في أحد الأهداف وقوع أكثر من 150 قتيلا في حال نفذنا هجوماً"، إلا أنه في الوقت ذاته لم يستبعد استخدامه القوة قائلا: "لدينا جيش من أقوى الجيوش في العالم، ونأمل ألا نضطر إلى استخدام قدراتنا العسكرية".

"شيوخ" أميركا

في السياق، أحبط مجلس الشيوخ الأميركي تشريعاً كان سيمنع ترامب من مهاجمة الجمهورية الإسلامية من دون الحصول على موافقة مسبقة من "الكونغرس"، إلا في حالة الدفاع عن النفس.

وجرى ذلك بعد تأييد 50 عضوا للمشروع ورفض 40 وامتناع 10 أعضاء عن التصويت، وهو ما ضمن عدم حصوله على الأصوات الـ60 اللازمة لإقراره من المجلس كتعديل لمشروع قانون سياسة الدفاع السنوية.

امتعاض إيراني

في هذه الأثناء، صرح المبعوث الإيراني للمحادثات الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي عباس عراقجي بأن الدول الأوروبية لم تقدم الكثير خلال الاجتماع الذي عقد أمس الأول لإقناع بلاده بالعدول عن تخطي الحدود المفروضة عليها بموجب الاتفاق الموقع مع القوى العالمية.

وقال عراقجي، وهو نائب وزير الخارجية الإيراني، عقب إعلان "الاتحاد الأوروبي" بدء تشغيل آلية التجارة "انيستكس": "إنها خطوة للأمام، لكنها لا تزال غير كافية ولا تفي بتطلعات إيران".

وأضاف: "قرار تقليص التزاماتنا اتخذ بالفعل، وسنمضي قدما فيه إلا إذا تم الوفاء بمطالبنا. لا أعتقد أن التقدم الذي أحرز اليوم سيكون كافيا لوقف عمليتنا. سأنقل ذلك إلى طهران، ولها القرار النهائي".

وتابع: "إن الأوروبيين قالوا خلال الاجتماع إن آلية إنستيكس للتجارة تم تفعيلها، وأنها متاحة أمام جميع الدول بالاتحاد الأوروبي للمساهمة فيها وإجراء معاملات مع طهران".

وأوضح أنه "من أجل أن تكون إنستيكس مفيدة لإيران يتعيّن على الأوروبيين شراء النفط أو بحث وجود خطوط ائتمانية لتلك الآلية، وإلا فإن إنستيكس لن تكون كما توقعوا ولا كما توقعنا".

والتقى مسؤولون من الدول التي لا تزال طرفا في الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة منه، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين بعراقجي ومسؤولين إيرانيين أمس الأول في فيينا، لعقد محادثات عاجلة على أمل إقناع طهران بالإحجام عن تخطي حاجز تخصيب اليورانيوم.

على الصعيد نفسه، أبدى المبعوث الصيني للمحادثات تحفّظه عندما سئل عما إذا كانت بلاده مستعدة لتحدي العقوبات الأميركية وشراء النفط الإيراني، لكنه قال إن الصين ترفض العقوبات.

تفعيل «إنستيكس»

ولم تنجح المقترحات الأوروبية المقدمة حتى الآن في حماية إيران من تأثير العقوبات الأميركية التي تسببت في إبعاد طهران عن أسواق النفط العالمية، ودفعت كل الشركات الكبرى لإلغاء خططها للاستثمار هناك خشية الوقوع تحت طائلة العقوبات.

وحجر الزاوية في الجهود الأوروبية لتهدئة الإيرانيين هو تأسيس آلية للتجارة عن طريق المقايضة تسمى "إنستيكس"، يمكن من خلالها للطرفين تحويل الأموال إلى أي منهما، وتجنّب العقوبات الأميركية.

وقال "الاتحاد الأوروبي" في بيان: "فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أبلغت المشاركين بأن إنستيكس تعمل حاليا ومتاحة لكل الدول الأعضاء في الاتحاد، وأنها تباشر حاليا أولى معاملاتها".

إضراب وإدمان

إلى ذلك، أنهت نازانين زاغاري- راتكليف، وهي امرأة بريطانية - إيرانية، مسجونة في طهران منذ عام 2016 بتهم العصيان، إضرابا عن الطعام بدأته منذ 15 يوما.

على صعيد آخر، كشف مدير مرکز زراعة الأعضاء وشؤون الأمراض في وزارة الصحة الإيرانية مهدي شادنوش عن "إلغاء ميزانية التأمين لعلاج الإدمان للعام الإيراني الجديد"، بعد أن كانت 80 مليار تومان العام الماضي.

ووصف شادنوش إلغاء ميزانية علاج الإدمان على وقع الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد جراء العقوبات بأنه "من أهم المشاكل الحالية التي تهدد استمرار عمل "7000 مركز علاج تخدم نحو مليون و200 ألف مدمن" على مستوى البلاد.