أكدت الرئاسات الثلاث في العراق تمسكها بإقامة «علاقات متوازنة» مع المحيط العربي والإقليمي، وضرورة حماية البعثات الدبلوماسية وحصر السلاح بيد الدولة، تعليقا على قيام متظاهرين يعتقد أن تنظيمات موالية لإيران تحركهم، باقتحام سفارة البحرين في بغداد قبل أيام، احتجاجا على استضافة المنامة ورشة اقتصادية تعتبر الشق الاقتصادي من الخطة الاميركية للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل التي تعرف بـ«صفقة القرن».

وجاء بيان رئاسي بعد لقاء جمع رئيس العراق برهم صالح، ورئيس الحكومة عادل عبدالمهدي، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، في قصر السلام ب‍بغداد مساء أمس الأول، أن «المجتمعين شددوا على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، والعمل على حماية تعزيز السيادة الوطنية، والتصدي بكل قوة لكل من يريد الزج ب‍العراق في صراعات وتنازعات خارجة عن مصلحة شعبه». وشدد المجتمعون، بحسب البيان، على «ضرورة اقامة علاقات متوازنة مع المحيط العربي والإقليمي والدولي وفقا للمصلحة الوطنية».

Ad

وجددت الرئاسات الثلاث تأكيدها «أهمية حماية البعثات الدبلوماسية في العراق، واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق من يحاول العبث بأمن وسلامة تلك البعثات وتواجدها في العراق».

جاء ذلك، بينما أعلن المدير العام لحماية المنشآت والشخصيات اللواء الركن عامر صدام، أمس الأول، المباشرة بإجراءات أمنية مشددة على السفارات، مؤكدا أنه «تم وضع خطط لمكافحة أي فعاليات مشابهة لما حصل قبل أيام ضمن السفارة البحرينية تزعزع امن واستقرار هذه السفارات، وتفويت الفرصة على اي محاولة للعبث بأمنها».

واعتبر فادي الشمري، القيادي في تيار «الحكمة الوطني»، بزعامة عمار الحكيم، ان اقتحام سفارة البحرين في بغداد «عمل مستهجن وغير أخلاقي، يعبر عن حالة الانفلات والفوضى في التعامل مع ملفات تخص سيادة الدولة ومكتسباتها القومية والوطنية». وأعلن وزير الداخلية اعتقال 54 شخصا ممن اعتدوا على السفارة، وإحالة آمر قوة الحماية المسؤولة عن تأمين السفارة إلى التحقيق.

في المقابل، اعتبرت «كتائب حزب الله - العراق» ما جرى محاولة «لرفض صفقات الذل والخيانة والتآمر على المقدسات العربية والإسلامية».

في غضون ذلك، رحبت وزارة الخارجية السعودية، أمس، بموقف الحكومة العراقية ازاء ما جرى في سفارة البحرين، مستنكرة «الاعتداء الذي يتنافى مع أبسط قواعد الأعراف الدبلوماسية، ويخالف كل المواثيق والمعاهدات الدولية»، وأهابت «بقدرة البحرين والعراق على تجاوز تلك الحادثة».

كما دانت سلطنة عمان بشدة أمس الحادث، وقالت وزارة الخارجية العمانية، في بيان، انه «يعد مخالفة للقانون وحصانة البعثات الدبلوماسية المتعارف عليها دولياً».

في سياق، أقدم متظاهرون غاضبون على تردي الخدمات أمس على محاصرة مبنى المجلس المحلي لقضاء الإصلاح في محافظة ذي قار، وأحرقوا إطارات بجواره. وأمس الأول فرقت قوات الأمن العراقية بالقوة تظاهرة في محافظة البصرة جنوبي البلاد حاول خلالها محتجون اقتحام منزل محافظ البصرة اسعد العيداني صباح البزوني.

وأعلنت قيادة عمليات الأنبار للحشد الشعبي، أمس، انطلاق عملية عسكرية واسعة بإسناد طيران الجيش في مناطق تشهد تحركات لـ»الجماعات الإرهابية» غرب محافظة الأنبار، بينما أدانت وزارة الخارجية العراقية قصف طائرتين حربيتين من سلاح الجو التركي إحدى القرى، مما أدى إلى مقتل 4 مدنيين وإصابة 4 آخرين بمحافظة السليمانية.