مع اتساع الهوة بين المجلس العسكري الحاكم في السودان وقوى «الحرية والتغيير» التي قادت الانتفاضة ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير، عاد التوتر إلى الشارع مجدداً أمس.

وتظاهر عشرات الآلاف من السودانيين بالخرطوم والمحافظات في ذكرى الانقلاب الذي سيطر خلاله البشير على السلطة، ملبّين دعوة «الحرية والتغيير»، تحت عنوان سرعة تسليم السلطة للمدنيين، بينما لا يزال الجيش يعارض إعطاء المدنيين حصة أكبر في المجلس الانتقالي الذي يُفترَض أن يُسيّر شؤون البلاد إلى حين إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة.

Ad

ووسط تبادل التحذيرات والتهديدات، بين الطرفين كان التوتر سيد الموقف. وقمعت قوات الأمن تظاهرات في الخرطوم لمنع المتظاهرين من الوصول إلى القصر الرئاسي.

ورفع المتظاهرون شعارات منددة بالمجلس العسكري الانتقالي، خلال التظاهرات التي أُطلق عليها «مليونية مواكب الشهداء وتحقيق السلطة المدنية».

وكان انتشار الجيش واضحاً، خصوصاً «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية التي توزع عناصرها على متن شاحنات صغيرة في مقدمها أسلحة رشاشة في الكثير من ميادين الخرطوم.

وبينما كانت التظاهرات متواصلة، أعلن «العسكري» أنه سلّم رده على المبادرة الإفريقية التي دمجت مع «الإثيوبية» واقترحت تشكيل مجلس انتقالي من 15 عضواً، 7 يرشحهم «العسكري» ومثلهم ترشحهم «قوى الحرية»، على أن يرشح الطرفان عضواً مدنياً إضافياً بالتراضي لضمان وجود أغلبية مدنية بالمجلس السيادي.

لكن «العسكري» احتفظ بهامش للمناورة مؤكداً أنه جاهز للتفاوض حول المبادرة بدل قبولها، داعياً إلى حل سياسي بمشاركة الجميع.