ما لنا وصفقة القرن؟!
شكراً بحجم السماء إلى حكومة وشعب الكويت الرافض لصفقة القرن، والذي يدل على تمسكهما وإيمانهما بقضية القدس وحق الشعب الفلسطيني بدولته، والتي وإن طال الزمن ستعود، وسيسقط جدار بني صهيون، كما سقط جدار برلين.
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
عندما يتكلم الأعراب عن العزة والكرامة ليتهم نظروا إلى تجربة الألمان بعد هزيمتهم من الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وإلى سياسة فرض الأمر الواقع التي مورست عليهم من خلال تقسيم ألمانيا إلى دولتين، وكيف استطاع الشعب الألماني في عام 1989 بمختلف مكوناته الطلابية والنقابية والشعبية تحدي جدار الرعب، جدار برلين الذي تم بناؤه في عام 1961 وراح على أسواره آلاف الضحايا لتعود ألمانيا موحدة مرة أخرى. على الجانب الآخر، وفي الوقت الذي يحاصر فيه الكيان الصهيوني الشعب الفلسطيني من الجهات الأربع، وبجدار بلغ طوله 670 كم، بما يعادل خمسة أضعاف جدار برلين، وفي حصار لم يسبق أن عرف التاريخ مثله، يتسابق العرب إلى التطبيع مع هذا الكيان المحتل بما يسمى صفقة القرن، رغم معرفتهم بغدر اليهود ونقضهم للعهود والمواثيق، وعدم التزامهم بالقرارات الصادرة من مجلس الأمن.إسرائيل غير جادة وليست صادقة في محادثات السلام، ولن تلتفت إلى أي عرض عادل ينال فيه الفلسطينيون حقوقهم، فهدفهم وحلمهم يتجاوز حدود فلسطين، والأيام شواهد، فإسرائيل ماضية في سياستها التوسعية ببناء المستوطنات وتجريف الأراضي الفلسطينية، وضمها للجولان، ونقل حكومتها إلى القدس، فعن أي صفقة تتحدث؟شكراً بحجم السماء إلى حكومة وشعب الكويت الرافض لصفقة القرن، والذي يدل على تمسكه وإيمانه بقضية القدس وحق الشعب الفلسطيني بدولته، والتي وإن طال الزمن ستعود، وسيسقط جدار بني صهيون، كما سقط جدار برلين بعد أن سقط قاموس الخوف من صدور أبطال المقاومة وأطفال الحجارة وقلوب الأمهات.ودمتم سالمين.