سورية: إعادة تموضع لحزب الله وإيران... وإسرائيل تضرب

• «الموساد» رصد تغيراً في توجهات طهران
• واشنطن تستهدف اجتماعاً لـ «حراس الدين» في حلب

نشر في 02-07-2019
آخر تحديث 02-07-2019 | 00:05
موقع سقوط الصاروخ السوري بقبرص التركية أمس	 (إي بي إيه)
موقع سقوط الصاروخ السوري بقبرص التركية أمس (إي بي إيه)
مع دخول التصعيد الأعنف في إدلب شهره الثالث على التوالي، وجهت إسرائيل ليل الأحد- الاثنين ضربة شديدة لمواقع عسكرية في سورية، أغلبها تابعة لميليشيا «حزب الله» اللبناني، الذي أعاد تموضعه في مدينة الزبداني، بعد أن بات يسيطر عليها بشكل كامل.
على وقع عملية أميركية نادرة في محافظة حلب استهدفت اجتماعاً لقادة «حراس الدين»، تسببت ضربات إسرائيلية جديدة على سورية ليل الأحد- الاثنين في مقتل 15 شخصاً بينهم 6 مدنيين لم يعلم ما إذا كانوا قتلوا من جراء القصف أم بسبب الضغط الذي خلّفته الانفجارات.

وأحصى المرصد السوري، أمس، مقتل «تسعة مقاتلين من المسلحين الموالين لقوات النظام من جراء الضربات الإسرائيلية في محيط دمشق، وفي ريف حمص، واحد منهم فقط سوري الجنسية، بالإضافة إلى 6 مدنيين بينهم ثلاثة أطفال».

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن «الصواريخ الإسرائيلية شملت مركزاً للبحوث العلمية، ومطاراً عسكرياً غرب حمص ينتشر فيهما مقاتلون إيرانيون ومن حزب الله اللبناني»، مبيناً أنه تم استهداف مواقع عسكرية عدة، بينها مواقع لمقاتلين إيرانيين قرب منطقة صحنايا في ريف دمشق.

وذكر المرصد أن البوارج الحربية الإسرائيلية استهدفت أيضاً مواقع «حزب الله» وإيران في محيط العاصمة دمشق، بينها الفرقة الأولى بمنطقة الكسوة، ومقرات للحرس الثوري جنوبها، إضافة إلى مركز البحوث العلمية.

وأكدت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» مقتل أربعة مدنيين في ريف دمشق بينهم رضيع «جراء العدوان الإسرائيلي على ريف دمشق، وإصابة 21 آخرين بجروح»، مشيرة إلى تعرض منازل مدنيين لأضرار مادية وإصابة عدد منهم بجروح نتيجة تساقط زجاج منازلهم من جراء القصف في منطقة صحنايا.

وتصدت الدفاعات الجوية السورية، وفق مصدر عسكري، «لصواريخ معادية أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية من الأجواء اللبنانية باتجاه بعض مواقعنا العسكرية في حمص ومحيط دمشق».

انسحاب سري

وفي ظل تكثيف إسرائيل وتيرة قصفها له ولمواقع الجيش السوري وبعض الأهداف الإيرانية، سحب «حزب الله» مجموعات من عناصره من ريف دمشق والجنوب السوري ونقلهم إلى مدينة الزبداني في القلمون، التي بات يسيطر عليها بشكل كامل.

وبحسب المرصد، فإن «حزب الله» لايزال يتمركز في ثكنة عسكرية كبيرة عمد إلى إنشائها قبل سنوات غرب مدينة قارة في القلمون، مؤكداً أنه لم يشارك في المعارك الأخيرة بإدلب على عكس دوره الرئيس في المعارك السابقة مع الإيرانيين.

نقل قواعد

وأكد رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) يوسي كوهين أمس خططا لإيران و«حزب الله» لنقل جزء من قواعدهما العسكرية من جنوبي سورية إلى الشمال، معتبراً أن «التهديد الإيراني خلق فرصة للتوصل إلى تفاهمات إقليمية مع العديد من الدول العربية، من شأنها أن تفضي إلى تحقيق سلام شامل».

وقال كوهين، في مؤتمر أمني، «لا نرغب في الدخول في صراع مع سورية، ولا يمكننا السماح لها بأن تصبح ساحة للقوات الإيرانية لاستهدافنا أو ندعها تتحول لقاعدة لوجستية لنقل الأسلحة لحزب الله في لبنان»، مؤكداً أن «إسرائيل عملت سراً وعلانية على مدار الأعوام الأربعة الماضية من أجل الحيلولة دون المزيد من التموضع للقوات والأسلحة الدقيقة في سورية».

وأضاف أنه «بفضل هذه الخطوات الحاسمة، أعتقد أن الإيرانيين سيصلون في النهاية إلى استنتاج بأن الأمر لا يستحق»، مشيراً إلى أن الموساد «رصد تغيرا في الاتجاه وفي ضوء الجهود الإسرائيلية لإحباط وجود إيران وحزب الله في سورية، فإنهما «يرغبان في نقل بعض قواعدهم إلى الشمال السوري، حيث يعتقدون خطأ أننا سنواجه صعوبة في الوصول إليهم».

ونبه رئيس الموساد إلى أن إيران و«حزب الله» يركزان جهودهما أيضاً على شرق سورية، متحدثاً في الوقت نفسه عن تسوية سياسية وحل داخلي قريب.

ضربة أميركية

وفي تطور مفاجئ، استهدف التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أمس الأول، اجتماعاً لقياديي «حراس الدين» المرتبط بتنظيم «القاعدة» في محافظة حلب المحاذية لإدلب، وأسفرت الضربة، وفق المرصد، عن مقتل 8 عناصر بينهم ستة قياديين.

وقال التحالف الدولي، في بيان ليل الأحد- الإثنين، إنه شنّ غارة ضد «قيادة تنظيم القاعدة في سورية استهدفت منشأة تدريب قرب محافظة حلب»، مشيراً إلى أن «العملية استهدفت مسؤولين عن التخطيط لهجمات خارجية تهدد مواطنين أميركيين وشركاءنا ومدنيين أبرياء».

وأورد التحالف في بيانه أن «شمال غرب سورية لا يزال يُشكل ملجأ آمناً ينشط فيه قياديون من تنظيم القاعدة لتنسيق أنشطة إرهابية والتخطيط لاعتداءات في المنطقة وفي الغرب»، مؤكداً عزمه مواصلة «استهداف تنظيم داعش والقاعدة لمنع المجموعتين من استخدام سورية كملجئ آمن لهما».

وفي وقت سابق، أفاد المرصد بمقتل ثمانية عناصر، بينهم ستة قياديين من جنسيات عربية مختلفة، في تنظيم «حراس الدين» في قصف صاروخي استهدفهم في ريف حلب الغربي، موضحاً أن القياديين الستة هم اثنان تونسيان، واثنان جزائريان، ومصري، وسوري.

معركة إدلب

ومع دخول التصعيد شهره الثالث في إدلب، واستمرار طائرات النظام بالقصف، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، على هامش قمة العشرين في اليابان، عقد قمة ثلاثية مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني خلال الشهر الجاري، لمناقشة الأزمة السورية في إطار مسار أستانة، الذي ترعاه دولهم الثلاث.

المرصد السوري: «حزب الله» لايزال يحتفظ بثكنة كبيرة في القلمون
back to top