جاء افتتاح النسخة الأولى من "أيام السينما اللبنانية" بتحية للمخرج مارون بغدادي في الذكرى 25 لرحيله بعرض فيلمه "خارج الحياة" تلته ندوة عن الراحل وأعماله مع زوجته الفنانة ثريا بغدادي والروائي كاتب النص الياس خوري أدارها المخرج هادي زكاك وسط حضور متنوع كبير.

أما اليوم الثاني فخصص لعرض فيلم وثائقي هو "يوميات شهرزاد" لزينة دكاش، واليوم الثالث لفيلم روائي هو "ربيع" لفاتشيه بولغورجيان.

Ad

وتلا العرضين أيضاً نقاش أداره هادي زكاك مع المخرجين دكاش وبولغورجيان.

وأظهر الحضور اهتماماً كبيراً بالسينما اللبنانية وموضوعات الأفلام انعكست حيوية وانخراطاً في جلسات النقاش.

نسخ سنوية

وخلال الافتتاح أكدت مندوبة لبنان الدائمة لدى الأونسكو السفيرة سحر بعاصيري، أن "الهدف من هذه المبادرة هو نقل وجه مبدع آخر للبنان في نسخ سنوية نأمل أن تكبر وتتسع للجميع وتفتح نوافذ جديدة للسينما للبنانية على العالم"، وقالت: "أكثر وأكثر صارت الأفلام اللبنانية حاضرة في المهرجانات الدولية مثل كان والأوسكار. ونحن من خلال هذه "الأيام" نريد تقديم السينما اللبنانية إلى الأونسكو".

وبعدما وصفت هذه السينما بأنها "شابة ووفيرة ومتعددة ولا تزال متأثرة جداً بسنوات الحرب التي عانتها البلاد"، أعربت عن أملها أن "تسهم "أيام السينما اللبنانية" هذه السنة وفي المستقبل بالمهمة الثقافية للأونسكو وأن تعزز روح الحوار والتفاهم وتبادل الآراء".

واستهلت أزولي كلمتها بلفتة مميزة للبنان قالت فيها: "للسينما اللبنانية قصة طويلة بدأت في أواخر القرن الـ 19 إذ اتحدت مع تاريخ البلد وسائر المنطقة بفضل المنتجات اللبنانيات اللواتي لعبن دوراً أساسياً في ازدهار السنيما المصرية.

وفي بيروت، تتلخص هذه القصة بالقبة غير المنجزة والمنخورة بالرصاص التي كان يُفترض أن تكون أكبر صالة عرض في العالم العربي وتوقف تشييدها بسبب الحرب أواسط السبعينيات".

وتابعت: "لكن السينما اللبنانية اليوم لا تكافح للبقاء فقط بل تحمل مواهب مؤكدة مثل زياد الدويري وجوانا حجي توما وخليل جريج ونادين لبكي، الذين يقدمون رؤيتهم للعالم المعاصر في أكبر المهرجانات السينمائية.

وهناك أيضاً الشابان الصاعدان، إيلي داغر ومنية عقل، اللذان بحماسهما ورغبتهما بالتعبير يظهران أن السينما اللبنانية تتطلع إلى المستقبل. أو حتى من يمكن مشاهدة أفلامهم في أيام السينما اللبنانية هذه، زينة دكاش التي تعالج بالسينما علل المجتمع وفاتشيه بولغورجيان في بحثه عن الذاكرة في مجتمع يعيش أزمة هوية.

واعتبرت ان "اقتناع مارون بغدادي الراسخ بأنه "في السينما، يحق التدخل في شؤون العالم لا يزال حياً"، وأشارت إلى أن "هذا الاقتناع يتجلى أيضاً في حقيقة أن السينما في لبنان تعمل كجسر بين الغرب والعالم العربي، حيث بيروت بوابة لهذه التبادلات المثمرة، وذلك خصوصاً بفضل المنتجين، الذين يضطلعون بدور خفي إلى حد ما، لكنه أساسي في نسج هذه الشبكة العالمية وفي الدعم الذي يقدم للمؤلفين.

ورأت أنه "لكي تتطور السينما إلى أقصى طاقتها في بعديها الاقتصادي والاجتماعي وكذلك في المخيلة الجماعية، ولكي يتطور المجتمع، لا بد للسينما أن تلقى التشجيع والدعم. وفي لبنان، فإن مؤسسة سينما لبنان تضطلع بدور أساسي في هذا المجال وأشكر رئيستها السيدة مايا دو فريج على وجودها معنا الليلة».

وأعربت أزولي عن أملها أن "يتمكن هذا الدعم الشعبي من تعزيز ديناميكية صناعة الأفلام في لبنان" وتوجهت إلى مندوبة لبنان قائلة انها "في هذا الإطار يسعدني اننا نعمل معا من اجل ان يصادق لبنان على اتفاقية 2005 الخاصة بحماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي".

دو فريج :«سينما لبنان» تحفز للانصهار في المجتمع

تحدثت رئيسة مؤسسة "سينما لبنان" مايا دو فريج وقالت: "إن مؤسسة السينما اللبنانية هي مؤسسة غير حكومية أسست عام 2003 لدعم الأفلام السنيمائية والإبداع السنيمائي. وتلعب تلك المؤسسة دور المحفز للانصهار في المجتمع، وقد عقدت اتفاقاً مع وزارة الثقافة لتلقى الدعم الضروري لإبراز هذا الإبداع ونشره" وأكدت أن "المؤسسة تسعى عبر مبادراتها الى إلقاء الضوء على السنيما كمدرسة للتسامح والتلاقي والتآلف بين الشعوب لمستقبل أفضل".