عقب تحذير أطلقته منتصف يونيو الماضي في حال لم تتلق رداً من الدول الأوروبية للمحافظة على الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة، أفاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، بأنّ طهران تخطت مستوى اليورانيوم منخفض التخصيب المقدر بـ 300 كيلوغرام المنصوص عليه في المعاهدة المبرمة عام 2015.

إلا أن الوزير أكد أن خطوات بلاده، التي تبدو حذرة في الاحتفاظ بالاتفاق الدولي، تأتي في سياق شفاف وضمن حقوقها المنصوص عليها في المعاهدة الدولية.

Ad

ونقلت وكالة أنباء «فارس» عن المصدر، الذي لم تسمه، قوله: «مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية قاموا اليوم، بتوزين المواد المخصبة، اليورانيوم المخصب، المنتجة من قبل إيران، ووجدوا أنها تجاوزت حاجز الـ 300 كيلوغرام». وأشار إلى أن آخر توزين قام به مفتشو الوكالة لليورانيوم المخصب من قبل طهران كان الأربعاء الماضي.

وتزامن الإعلان الإيراني الذي تأخر 3 أيام عن الموعد الذي حددته لتجاوز كمية التخصيب، مع تجديد الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة، ماجد تخت روانجي، التأكيد على أن بلاده ستبدأ الخطوة الثانية المتمثلة في زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى أكثر من الحد الذي التزمت به منذ التوقيع على الاتفاق.

وقال: «ستبدأ إيران المرحلة الثانية لزيادة مخزوناتها من اليورانيوم منخفض التخصيب إذا لم يحدث شيء خلال الأيام العشرة المقبلة».

لكن الإجراء الإيراني صاحبه تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي أن خطوات إيران لتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي «يمكن التراجع عنها» في حال أوفت الدول الأوروبية بتعهدتها الاقتصادية.

وأعرب موسوي عن أمله في أن يتخذ الأوروبيون خطوة ملموسة وعملية لتنفيذ الآلية المالية «إينستكس» خلال الأيام العشرة المتبقية من مهلة الـ 60 يوماً التي منحتها طهران لهم وإلا فإن إيران ستتخذ الخطوة الثانية في السابع من يوليو.

وتابع موسوي: «كما هو الواضح لدينا وفي ضوء الأنباء المتداولة حالياً حول هذه الآلية المالية، فهي لا ترتقي الى مطالب الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني»، مضيفاً أن «المشاورات متواصلة وتم نقل رسالتنا إلى الأطراف الأوروبية وبقيت 10 أيام لهم على أمل في أن يتمكنوا من إتخاذ خطوة مهمة وعملية إزاء تنفيذ إنستكس».

وتصر طهران على أن تشمل آلية «إينستكس»، التي تقتصر حالياً على الدواء والغذاء، معاملات تجارية ضخمة تشمل صادرتها النفطية في وقت تشترط الدول الأوروبية انضمام الجمهورية الإسلامية إلى معاهدة دولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

في غضون ذلك، أعرب وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت عن قلق بلاده من «سياسة الانسحاب» الإيرانية تجاه الاتفاق النووي، ودعاها إلى ضرورة تفادي مخالفة بنوده.

ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن طهران تقترب من صنع سلاح نووي، مضيفاً أن إسرائيل ستنشر قريباً أدلة تؤكد ذلك.

شرط ظريف

وفي تصريح منفصل، جدد وزير الخارجية الإيراني، أمس، تأكيد بلاده أنها لن تخضع أبداً للضغوط الأميركية وأن على واشنطن إبداء الاحترام لطهران إذا أرادت إجراء محادثات معها.

وقال ظريف: «إن أميركا لجأت إلى السلاح الاقتصادي بعد أن فشلت العام الماضي في عقد 4 اجتماعات لمجلس الأمن الدولي لإدانة إيران».

وبخصوص تطبيق «إينستكس»، قال ظريف، إن «القيمة الاستراتيجية للقناة التجارية الأوروبية هي ابتعاد أقرب حلفاء أميركا عنها وسيكون لهذا بالتأكيد آثار طويلة المدى».

إلى ذلك تساءلت وسائل أعلام أميركية عن مرور عطلة الأسبوع من دون أن تعلن وزارة الخزانة عقوبات على ظريف كما توعدت.

في هذه الأثناء، أكد رئيس مجلس «الشورى» علي لاريجاني أن الأميركيين فشلوا في «تصفير صادرات النفط وواردات إيران من السلع».

وقال لاريجاني في تصريحات، أمس: «إننا نرحب بأي مقترح بناء يمكنه حل مشاكل البلاد ويصون المصالح الوطنية لكننا لن نصبح ألعوبة».

وأضاف إن «الكثير من الدول، الكبرى والجارة، تسعى في الوقت الحاضر لكسر سد العقوبات ضد ايران لكننا لا يمكننا الإفصاح عن أسمائها». من جانب آخر، قال وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي إن العقوبات و«الحرب الاقتصادية» عرقلت البرامج الإنسانية والخدمات التي يتم تقديمها للاجئين.

وأوضح أن العقوبات حدت من قدرة بلاده على مكافحة تهريب المخدرات وتهريب البشر والهجرة غير الشرعية إلى الدول الأخرى خاصة الأوروبية.

الموساد والدمار

وفي وقت لايزال احتمال اندلاع مواجهة عسكرية بين طهران واشنطن، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني مجتبى ذو النور أمس: «إذا هاجمتنا أميركا فلن يتبقى في عمر إسرائيل سوى نصف ساعة فقط».

في المقابل، اتهم رئيس المخابرات الإسرائيلية الخارجية «الموساد»، يوسي كوهين، إيران بالوقوف خلف الهجمات الأخيرة على ناقلات النفط، في الخليج.

قصف وربط

من جهة أخرى، قصفت وحدات من «الحرس الثوري» الإيراني بالمدفعية مقراً للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض، في الجبال الواقعة عبر الحدود الإيرانية العراقية وداخل أراضي إقليم كردستان العراق ليل الأحد الاثنين، عقب اشتباكات حصلت بين المقاتلين الأكراد و«الحرس» الذي استهدف مهربين عبر الحدود.