حقّقت السيناتور عن ولاية كاليفورنيا، كمالا هاريس، تقدماً ملحوظاً في استطلاعات الرأي التي أجريت عقب أولى المناظرات التلفزيونية التي جرت الأسبوع الماضي، بين المرشحين الديمقراطيين للانتخابات التمهيدية المقررة عام 2020.

وتوَّجت هاريس أداءها البارز في المناظرة بالحصول على المركز الثالث في استطلاع للرأي أجرته «مورنينغ كونسلت»، بعدما كانت متخلفة عن المراكز الأولى طوال الأسابيع الماضية.

Ad

ونجحت هاريس، التي تطمح إلى أن تكون أول امرأة سوداء تحكم البيت الأبيض والبالغة من العمر 54 عاماً، في تقديم أداء لافت، متسلحةً بماضيها كمدعية عامة دؤوبة وبتاريخ عائلي يشكل خير تمثيل لـ «الحلم الأميركي»، خصوصاً ضد أبرز المرشحين الديمقراطيين، نائب الرئيس السابق جو بايدن، وتحديداً في ملف الفصل العنصري.

وأبدى 12 في المئة ممن تم استطلاع آرائهم دعمهم لسيناتور كاليفورنيا، التي كانت حازت ستة في المئة فقط من دعم الناخبين، في الفترة الماضية، وتمكنت بفضل هذا الرقم من القفز إلى المرتبة الثالثة.

بايدن من جهته لا يزال متمسكاً بصدارة قائمة المرشحين الديمقراطيين، لكن المناظرة الرئاسية أفقدته دعم 5 في المئة من الناخبين، لتستقر شعبيته عند 33 في المئة.

في المقابل، فإن سيناتور فيرمونت بيرني ساندرز، الذي خسر سباق الانتخابات الماضية أمام هيلاري كلينتون، حافظ على موقعه خلف بايدن، مع حصوله على دعم 19 في المئة.

وتراجعت سيناتور ماساتشوستس، إليزابيث وورن، بشكل طفيف، لتستقر في المركز الثالث، إلى جانب زميلتها هاريس.

وكان عمدة ساوث بيند في إنديانا، بيت بوتيجيج، ثاني أبرز الخاسرين، بعد بايدن. فالمرشح الذي يتطلع إلى أن يكون أول مثلي للجنس يقود الولايات المتحدة، وضعته الاستطلاعات السابقة متقدما على هاريس، لكنه حصد 6 في المئة فقط من دعم الناخبين.

ويركز فريق هاريس على ماضيها كمدعية عامة، لتقديمها كالمرشح الأفضل لخوض المواجهة النهائية ضد دونالد ترامب، وهزيمة الجمهوري في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2020.

ومنذ بداية عملها المهني، نجحت هاريس في أن تكون رائدة بكل ما قامت به.

فبعد ولايتين كمدعية عامة في سان فرانسيسكو (2004-2011)، انتخبت مرتين مدعية عامة لكاليفورنيا (2011-2017). وباتت أول امرأة، بل أول شخص أسود، يقود المؤسسات القضائية في أكثر ولاية أميركية مأهولة.

وفي يناير 2017، أقسمت اليمين في مجلس الشيوخ في واشنطن كأول امرأة ذات أصول من جنوب آسيا وثاني امرأة سوداء تدخل مجلس الشيوخ في تاريخ الولايات المتحدة.

وبعد المناظرة وجد بايدن السياسي المخضرم نفسه ملاحقاً بمواقفه الماضية من الفصل العنصري، وهو موضوع شديد الحساسية قد يضر بفرصه في السباق الرئاسي.

وخلال المناظرة اتهمت هاريس بايدن خصوصاً بأنه عارض سياسة حكومية للنقل المدرسي تفرض نقل الأطفال من أحياء السود والأحياء الفقيرة بحافلات إلى مدارس البيض (معروفة باسم باسينغ)، كان الجدل حولها مستعراً في السبعينيات حين كان بايدن سيناتوراً شاباً عن ديلاوير.

ولم يقر بايدن بأنه قد يكون ارتكب خطأ برفضه لهذا النظام وأصر بعد المناظرة على انه كان يعارض فرضه من وزارة التعليم أي على مستوى فدرالي، وبحسب رأيه، كان يجب معالجته على مستوى الولاية.

كذلك في عام 1975 دعم بايدن اقتراح قانون لنائب مؤيد للفصل العنصري، يتضمن إلغاء إلزام المدارس الإشارة إلى عرق تلاميذها، مما يزيل خطر خسارة الإعانات العامة للمدارس التي تمارس الفصل العنصري. ورفض المقترح في نهاية الأمر.

وفي مذكراته التي نشرت عام 2007، اعتبر بايدن نظام النقل العام المدرسي «كارثة تقدمية». ورأى أن ذلك الإجراء «الذي قسم الناس» في ولايته ديلاوير أجبر أيضاً التلاميذ على التنقل لمسافات طويلة والمدرسين على قبول أجور منخفضة.

ومنذ مساء الخميس الماضي، يحاول فريق حملته الانتخابية تدارك الموقف، مع التأكيد أن تعليق هاريس «ضربة وضيعة».

ورأى أستاذ التاريخ في جامعة نيو هامبشير جايشون سوكول: «فوجئت بأنه لم يعترف بأنه كان مخطئاً... إنها هفوة خطيرة».