* كيف تم الالتفات إلى أهمية إنشاء أكاديمية خاصة بالفنون والإعلام؟- الهيئة العامة للشباب هي الجهة الرسمية بالدولة المسؤولة عن تنمية مهارات وصقل خبرات وإيجاد الحواضن للشباب في كافة المجالات لرعايتهم وتنمية قدراتهم وتهيئتهم لسوق العمل والمستقبل، ومنها مجالات الفنون والإعلام، والفنون لغة العصر والقوة الناعمة التي تعبّر عن حضارة الشعوب وتقدم الأمم وتطورها في كثير من المجالات.
كما أن الإعلام يعتبر اللغة العصرية للتواصل حاليا، ولذلك وجب على الهيئة أن تبحث عن حاضنة للشباب في هذه المجالات، وهو ما انبثق عنه قرار إنشاء أكاديمية الفنون والإعلام للشباب، لمساعدتهم في التدريب والتعلم والبحث في مجالات الفنون والإعلام الحديث.
دور مرتقب
* ما هو دور الأكاديمية المرتقب لخدمة الشباب؟- دور الأكاديمية تكاملي مع كافة المؤسسات الرسمية والأهلية والقطاع الخاص بالدولة، التي تعمل على تنمية الشباب في مجالات الفن والإعلام، لكنها تتميز بأنها توحد جهود كل هذه الجهات لصقل مواهب الشباب.والأهم من ذلك هو أن الهيئة العامة للشباب هي الراعي المباشر لهذه الأكاديمية حتى تؤدي دورها المنوط بها، حيث يحمل مجلس الأمناء على عاتقه وضع السياسات اللازمة للوفاء بهذا الدور.* كيف تم اختيار أعضاء مجلس أمناء الأكاديمية؟- أهم معايير اختيار قائمة أعضاء مجلس الأمناء يتضح من استعراض أسمائهم، حيث تم الحرص على التنوع والخبرة والعطاء للمجال الفني والإعلامي العربي والمحلي، كما تضم القائمة فنانين إلى جانب أكاديميين، وهي توليفة غاية في الأهمية، ولا يمكن فصل الجانبين أو الاعتماد على أحدهما مع إغفال الآخر.وهذا التنوع بين الخبرات والقامات الفنية الكبيرة هو نوع من نقل الخبرات وتواصل الأجيال لبناء جيل جديد متطور على أسس ومعايير راسخة، عبر جيل الرواد فنيا وإعلاميا، ونحن كأعضاء مجلس الأمناء نتقدم بالشكر والامتنان لوزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري، ولرئيس الهيئة العامة للشباب رئيس مجلس الأمناء عبدالرحمن المطيري، على إيمانهم بالفكرة النوعية التخصصية، كما نشكر الفنانين والأكاديميين أعضاء مجلس الأمناء الذين تبنوا المشروع منذ ولادتها.كيفية الاستفادة
* كيف يستفيد الفنانون والشباب من خدمات الأكاديمية؟- الأكاديمية ستكون بمنزلة مركز تخصصي لتنمية مهارات الشباب في المجالين الإعلامي والفني، وهو مركز مدعوم من الدولة، لتقديم خدمات التدريب والتطوير، وهي تندرج تحت الدراسات الحرة، وهذه النوعية من المراكز المتخصصة، موجودة في كل دول العالم وعلى مستوى العديد من المهن والتخصصات، وهي تجربة موجودة في دول عربية كثيرة، لكنها لأول مرة في الكويت برعاية الدولة وبدعم كبير ماديا ومعنويا.وهي فرصة لمن لا يملك فرصة للدراسة الأكاديمية بالمعاهد النظامية، لكنه لديه موهبة وشغف بالمجال، فيستطيع الاستفادة من خدمات الأكاديمية لتحقيق حلمه وصقل خبراته بنوع من أنواع الدراسات الحرة.تضم الأكاديمية العديد من التخصصات، كالسينما والتلفزيون والمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية، وشتى مجالات الفنون، وفيما يخص الإعلام، توجد تخصصات للإعلام المرئي، والمسموع، والإلكتروني، وغيرها من سبل التواصل، فالفئة المستهدفة من المشروع هم الشباب، حيث سيتم التعاون مع كل الجهات الفنية والإعلامية لضمان وصول الاستفادة لكل من يرغب بها، والآن نحن في مرحلة وضع اللائحة الداخلية للأكاديمية، لتنظيم التعاون مع مختلف الجهات والأفراد، لنكون بحق مركزا إشعاعيا وتنويريا وتعليميا هادفا.وبالنسبة إلى شروط وقواعد الانتساب، فإن اللجان الفنية المنبثقة من مجلس الأمناء تعمل حاليا على تدوين وصياغة هذه الشروط للإعلان عنها قريبا.وضع المناهج
* كيف تم وضع المناهج ومتى تنطلق الدراسة بالأكاديمية؟- المناهج وضعها متخصصون في هذا المجال لموافقة أفضل سبل التعليم والتدريب، وفقا لبرامج محددة يختار المنتسب للأكاديمية البرنامج المفضل له والذي يحتاج إليه، وهم كثيرون حيث إن العديد من الشباب لديهم الموهبة والرغبة، لكنهم لا يجدون الحاضنة المناسبة، وهو ما تسعى الأكاديمية إلى تقديمه خلال السنوات القادمة.وسيتم افتتاح الأكاديمية خلال شهر أكتوبر المقبل بمجرد تسلّم المبنى وانتهاء كافة الإجراءات واللوائح التي تنظم العمل بها، وسيكون ذلك تزامنا مع إقامة الملتقى الإعلامي الخليجي للشباب، وانعقاد المؤتمر العلمي الشبابي الأول للفنون واتجاهات المستقبل الذي تستضيفه دولة الكويت، والهيئة تستعد لإقامة هذه الاحتفالية التي تتناسب مع حجم افتتاح أكاديمية الفنون والإعلام للشباب.* كيف ترى مستقبل الكويت فنيًا في ظل التوجه الحكومي لدعم الفن والموهوبين؟- أتوقع مستقبلا أفضل وأكثر حرفية ومهنية، استنادا للأسس العلمية القواعد الحديثة، وبصفتي فنانا في البداية، فإنني أتوقع استمرار ريادة الكويت في المجال الفني والمسرحي على وجه الخصوص، في ظل مستقبل متعاف جدا، ومتطور، وذي إمكانيات بشرية عصرية، بالاعتماد على جيل الشباب من الفنانين، كمخرجين ومؤلفين وممثلين، فالنجوم الشباب الذين يشغلون مسارحنا الآن هم مستقبلنا، بما لديهم من قدرات مهولة، ثقافيا وفنيا إلى جانب وعيهم، وتطورهم التكنولوجي، ولذلك أراهن على المستقبل المسرحي بهؤلاء الشباب الذين سيرفعون معدلات الإنتاج المسرحي، كما أن للحكومة توجها في التوسع الفني من خلال إنشاء المسارح والمراكز الفنية الجماهيرية والأكاديمية، وهي نقلة نوعية في توجه سياسات الحكومة تجاه الثقافة والفنون.وأوجه رسالة أبوية إلى الشباب: "أنتم مميزون وقادرون على الإبداع وصناعة الحدث والمشهد المسرحي، لكن عليكم الاهتمام بالأطروحات والفكر الذي تقدمونه من خلال موهبتكم الواعية والعميقة، لتعزيز مكانة ودور المسرح".* وما هو تقييمك لواقع المسرح الكويتي؟- واقع المسرح كما هي الحال في المنطقة العربية وحتى أوروبا، بشكل عام هو بين المد والجذر، المسرح الذي يراه المسرحيون وفقا لمقاييسهم الأصولية، وهو موجود فقط في المهرجانات المحلية والدولية، ولكن الحصان الرابح في القطاع المسرح هو القطاع الخاص، وهو يستحق التحية ورفع القبعة، لأنه قادر على الوصول إلى الجمهور، نختلف ونتفق مع أطروحاته، لكن الجمهور في صفه، وهو ما يعطيه ثقلا ووجودا وحياة، فالوصول إلى الجمهور له ثمن باهظ جدا، ولا يقدر على دفع هذا الثمن سوى القطاع الخاص.واقعنا المسرحي يحتاج إلى صياغة منظومة جديدة بأن يوجد المسرح الحقيقي الذي يقدم لنا الفكر بالأشكال المسرحية المتعددة ونصل بهد النوعية من المسرح إلى القواعد الجماهيرية بكل ثقة.الهيكل الإداري
يتولى المدير العام للهيئة العامة للشباب عبدالرحمن المطيري رئاسة مجلس أمناء أكاديمية الفنون والإعلام للشباب، ويتولى المخرج المسرحي عبدالله عبدالرسول منصب الأمين العام للأكاديمية، وأعضاء مجلس الأمناء هم الفنان القدير جاسم النبهان، والإعلامية القديرة أمل عبدالله، ود. محمد مبارك بلال، والفنان حسين المفيدي، والكاتب بدر محارب، والمخرج د. عبدالله العابر، ود. ابتسام الحمادي، ونوره القملاس.