نظمت منصة الفن المعاصر "كاب" في مقرها بالشويخ في مجمع لايف سنتر أمسية شعرية بعنوان "أصوات جديدة"، شاركت فيها الشاعرتان آمنة أشكناني، ورؤى الخفاجي، إذ ألقت كل منهما عددا من القصائد تناثر فيها عذب الكلام والإبداع الشعري، أغلبها باللغة العربية، في حين قدمت الخفاجي قصائد باللغتين العربية والإنكليزية، وصاحب الأمسية عزف على العود لعبدالعزيز محمد، وقدم الأمسية الروائي إبراهيم فرغلي.

واستهلت الشاعرة أشكناني قصائدها التي اتسمت بالمضامين الحسية، والرمزية المتقنة، بقراءة قصيدة "صدى" و"أَوَ مَضينا قُدما؟"، ومن أجوائها: وهلَ أوجلَ بكَ الرحيلُ مُقلباً/ في حلكَ وترحالِك ثباتي/

Ad

أكاذيبُكَ ممزوجةٌ بنكهةٍ من عشقكَ وإحساسي/ قدْ لا أقْبَلُ دلائِلُكَ اللعوبةِ/ قدْ تكذبُ على ذاتي ولا تنطقُ من شفيتكَ سوى ذبل الكلماتِ/ أو صمتٍ موقرٍ قاسي

يتوجُ في ختاميَّةِ منكَ لكلامي في حياتي استحالة تكويني فيكَ يا أرعن مختزلاتي".

وتنوعت الرؤى الشعرية في قصائد أشكناني، وفق منظومة شعرية متنوعة لتقول في "طيف الاستفهام": ما أقبحَ الويل إن لامَ انتظاري/ وأنا في ذروةِ العارفِ عصفَ في مداري/ في كُل رعشةٍ من خافقي تدورُ الدما/ عن لوعة الفقدِ، عن عصرٍ جاري/ يا وحشةٌ في غيهب وجودي احتدم".

أسلوب إنساني

من جانبها، ألقت الشاعرة الخفاجي مجموعة من القصائد بالغتين العربية والإنكليزية الجميلة تجلّت فيها معاني الكلمات المعبرة، وحملت الكثير من الدلالات الجمالية، الامر الذي عكسه تفاعل الحضور مع قصائدها، فألقت قصيدة تحدثت فيها عن الصمت، ومن أجوائها "يرتد صمتي بأوهام صداها نفس عزيزة/ وهل في الصمت غير الوقار/ فلم ينسى الذئب عويله بسريرة/ ولم يطرب في الغاب إلا المار".

وفي قصيدة أخرى أفاضت الشاعرة بمشاعر الحب الدافئة لتقول: "عطائي ممتد بمداد السماء هل رأيت يوما النجوم؟/ هل شعرت بالكوكب تحت قدمك يوما؟ وقضبت من الأرض حفنة من طين؟".

الصوت الشجي

وعلى هامش الأمسية، سألت "الجريدة" الشاعرة أشكناني عن سبب اتجاهها للشعر، فقالت، إن بداية كل حضارة كانت الشعر كحضارة اليونانيين وبلاد الرافدين، ورأت في الشعر ذلك الصوت الشجي الذي يمكن الإنسان من التوصل إلى عواطفه، وأيضا يتضمن الأسلوب اللغوي الإنساني الذي يستطيع أن يركب ما بين اللغة والفكر فيسخر اللغة للفكر والعكس، فالشعر يستخدم فيه المرء وجدانه والعاطفة وليس مسألة سرد عاطفي فقط، لافتة الى أنها تأثرت بالمدرسة الصوفية، وأيضا بالفلسفة، إذ تجمعهما علاقة وطيدة وكبيرة.

أما عن رأيها في المشهد الثقافي، فأكدت أشكناني أنه "مازال يعاني ثغورا، وهو بحاجة إلى إعادة تنظير للواقع، فهو لا يشبع المواكبة الحضارية العالمية، فعلى سبيل المثال في أوروبا اتجهوا إلى الحداثة وما بعد الحداثة في الأدب، أما نحن فما زلنا نعيش الواقعية، ونحن لدينا الإمكانية أن نتطور للأفضل".