تجاهلت ايران تحذيرات الولايات المتحدة وأوروبا وأعلنت الأربعاء أنها ستنفذ تهديدها بتخصيب اليورانيوم بدرجات تتجاوز الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي، اعتبارا من الاحد.

وأعلن الرئيس الايراني حسن روحاني هذا الاجراء خلال جلسة مجلس الوزراء مكررا التعبير عن امتعاضه من مواقف الولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا، محملا هذه الدول مسؤولية المأزق الحالي الذي وصل اليه الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

Ad

ويأتي هذا الاعلان على خلفية توتر بين الولايات المتحدة وايران، وصل الى ذروته في 20 حزيران/يونيو حين أسقطت ايران طائرة اميركية بدون طيار قائلة إنها انتهكت مجالها الجوي وهو ما نفته واشنطن.

وأوضح الرئيس الايراني أن قرار طهران مرتبط بواقع أن الاطراف الاخرى الموقعة على الاتفاق لا تحترم، بحسب قوله، التزاماتها بشكل كامل حيال ايران.

وقال روحاني خلال جلسة مجلس الوزراء بحسب شريط فيديو بثه التلفزيون الايراني "في 7 تموز/يوليو، درجة التخصيب لن تبقى 3,67%. سنضع هذا الالتزام جانبا، وسنرفع الدرجة الى أعلى من 3,67% بأي نسبة نشاء، وبقدر ما يلزم وبحسب ما تتطلب احتياجاتنا".

وحذر روحاني أيضا من انه اعتبارا من 7 تموز/يوليو يمكن أن تستأنف ايران مشروعها الاساسي لمفاعل أراك (وسط البلاد) الذي يعمل بالمياه الثقيلة والذي أوقف بموجب الاتفاق.

وكانت ايران تعهدت بموجب الاتفاق النووي المبرم في فيينا بعدم السعي لامتلاك السلاح الذري والحد من أنشطتها النووية مقابل رفع قسم من العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.

لكن الاتفاق بات مهددا بعدما انسحبت منه الولايات المتحدة بشكل احادي في ايار/مايو 2018 وأعادت فرض عقوبات اقتصادية ومالية على الجمهورية الاسلامية ما حرم ايران من الفوائد التي كانت تتوقعها من الاتفاق.

وكانت طهران أعلنت في 8 أيار/مايو أنها لن تعود ملزمة بالحدّ من مخزونها من اليورانيوم المخصّب والمياه الثقيلة بموجب الاتفاق وأمهلت الدول الاخرى الموقعة "60 يوما" لمساعدتها على الالتفاف على العقوبات الاميركية.

وحذرت طهران من أن الجمهورية الإسلامية ستستأنف أنشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة تفوق الحد المسموح به بموجب الاتفاق (3,67%) والعمل في مفاعل أراك.

وقال روحاني متوجها الى الدول الاخرى التي لا تزال موقعة على الاتفاق (المانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا)، "اذا اردتم التعبير عن أسف، فقد فات الاوان واذا اردتم نشر بيان فافعلوا ذلك الان".

وأضاف الرئيس الايراني أيضا "سنبقى ملتزمين (بالاتفاق) طالما أن الأطراف الاخرى ملتزمة به. سنطبق بنسبة مئة بالمئة الاتفاق حين تتصرف الاطراف الاخرى بنسبة مئة بالمئة" بموجب بنوده.

وتابع أن ايران تطبق "98%" من الاتفاق والاطراف الاخرى "لا تطبق سوى 10%" مضيفا "انتقلوا الى نسبة 98% وسنعود الى الالتزام بنسبة مئة بالمئة".

وكانت ايران تجاوزت الاثنين حد 300 كلغ من احتياطها من اليورانيوم الضعيف التخصيب والوارد في الاتفاق. وردا على هذا التطور اتهم الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاثنين ايران "باللعب بالنار".

وقال البيت الابيض إن "الولايات المتحدة وحلفاءها لن يسمحوا أبدا لايران بتطوير اسلحة نووية" مؤكدا مرة جديدة الرغبة الاميركية في مواصلة حملة "الضغوط القصوى" على طهران طالما ان "قادتها لم يغيروا سلوكهم".

عبّر وزراء خارجية كل من الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا مساء الثلاثاء عن "قلقهم الشديد" وطالبوا طهران ب"إعادة النظر في قرارها" تجاوز سقف مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب المنصوص عليه في اتفاق عام 2015 بشأن برنامجها النووي.

وقال المسؤولون الأربعة في بيان مشترك في بروكسل "نناشد إيران التراجع عن قرارها والامتناع عن اتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها إضعاف" اتفاق العام 2015.

وأضاف الوزراء الأربعة وهم الفرنسي جان-إيف لو دريان والألماني هايكو ماس والبريطاني جيريمي هانت ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني "كنا واضحين ومتماسكين بأنّ التزامنا بالاتفاق النووي يعتمد على احترام إيران الكامل (لالتزاماتها)".

وتابع البيان "نأسف لهذا القرار الذي اتّخذته إيران والذي يشكك في أداة أساسية لمنع الانتشار النووي".