فضّل ناخبو حزب العمل (يسار الوسط) في إسرائيل، الزعيم السياسي القديم والنقابي المخضرم، عمير بيريتس، على الجيل الجديد، لقيادة الحزب الى الانتخابات المبكرة المقررة في سبتمبر المقبل، في محاولة للخروج من سلسلة الهزائم التاريخية التي لحقت بأعرق حزب في تاريخ اسرائيل.

وفاز بيريتس برئاسة «العمل» في اقتراع جرى أمس الأول بـ 47 في المئة من الأصوات، مقابل 27 في المئة للنائبة ستاف شافير (34 عاماً)، المنخرطة في النضال ضد عدم المساواة الاجتماعية.

Ad

وقاد بيريتس، وهو من أصل مغربي، وشغل سابقاً منصبي وزير الدفاع ورئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية (هستدروت)، «العمل» بين عامي 2005 و2007.

وأولى مهام بيريتس ستكون محاولة تحسين نتائج الحزب في الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في سبتمبر.

ومن المتوقع أن يزيد انتخاب بيريتس سخونة المشهد قبل الانتخابات، خصوصاً بعد عودة رئيس الحكومة وزير الدفاع السابق إيهود باراك الى الساحة بحزب جديد يعتقد أن وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني ستنضم اليه، بهدف إنهاء حكم بنيامين نتنياهو.

وسيطر حزب «العمل» على الساحة السياسية الإسرائيلية في العقود التي أعقبت تأسيس الدولة العبرية في 1948، لكنه حاول جاهدا في السنوات الأخيرة المحافظة على وجوده في البرلمان، وحصل في انتخابات أبريل على 6 مقاعد فقط من أصل 120 مقعداً.

في غضون ذلك، شهدت اسرائيل، أمس، لليوم الثالث على التوالي، موجة من الاحتجاجات، إثر مقتل شاب من أصل إثيوبي على يد شرطي خارج أوقات عمله، في حين دعا القادة الإسرائيليون إلى التهدئة، وسط اتهامات بالعنصرية.

ومنذ الاثنين، أغلق متظاهرون يهود من أصول إثيوبية (فلاشا) طرقات رئيسية في كافة أنحاء البلاد، وأشعلوا إطارات السيارات، ونددوا بما يرون أنه تمييز ضد الإسرائيليين من أصول إثيوبية.

وتقول الشرطة إنها اعتقلت 136 شخصا، وأن 111 ضابطا أصيبوا بجروح وألقيت عليهم الحجارة والزجاجات والقنابل الحارقة.

وقتل سلمون تيكا (الذي يرجّح أن عمره 18 عاما) مساء الأحد في بلدة كريات حاييم شمال مدينة حيفا الساحلية.

وأثار مقتله غضبا في أوساط اليهود الإثيوبيين الذين يقولون إنهم يعيشون في خوف دائم من مضايقات الشرطة، لأنهم من ذوي البشرة السوداء.

وتصدّرت صور إغلاق الطرق الرئيسة في المدن الإسرائيلية وحرق الإطارات وعدد من السيارات عناوين نشرات الأخبار. وسببت الاحتجاجات اختناقات مرورية واسعة.

وسمحت الشرطة للمتظاهرين بإغلاق الطرق في بعض المواقع، لمنع اندلاع مواجهات مباشرة، وتعمدت عدم تصعيد الوضع تجنبا لإثارة مشاعر الغضب في أوساط المحتجين بشكل إضافي.

لكنها أشارت إلى أنها على استعداد للتعاطي مع الأوضاع بمزيد من القوة.

ودعا الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين إلى التهدئة، وقال :»يجب أن نتوقف ونفكر معا كيف نتقدم من هنا».

من جهته، أقر رئيس الوزراء نتنياهو بـ «أن هناك مشاكل تحتاج إلى حل»، وناشد المتظاهرين «التوقف عن إغلاق التقاطعات». وقال: «دعونا نحل جميع المشاكل معا، مع الالتزام بالقانون».