عودة لإيقاظ الاهتمام بالشعر الغنائي في «إيكس أن بروفانس»

نشر في 05-07-2019
آخر تحديث 05-07-2019 | 00:00
 المدير الجديد لمهرجان إيكس أن بروفانس، أكبر مهرجانات الشعر الغنائي في العالم، اللبناني الفرنسي بيار عودة
المدير الجديد لمهرجان إيكس أن بروفانس، أكبر مهرجانات الشعر الغنائي في العالم، اللبناني الفرنسي بيار عودة
يسعى المدير الجديد لمهرجان إيكس أن بروفانس، أكبر مهرجانات الشعر الغنائي في العالم، اللبناني الفرنسي بيار عودة، إلى «إيقاظ الاهتمام» لدى الشباب بهذا الفن المصنف نخبويا، عازيا لثقافته الشرقية فضلا كبيرا في تطوير نتاجه.

ولد بيار عودة في بيروت قبل 61 عاما، وترعرع في باريس، ودرس التاريخ في أكسفورد، وأسس مسرح ألميدا في لندن، قبل تعيينه مديرا للأوبرا الوطنية الهولندية مدة 30 سنة، وهي ولاية استثنائية بطولها لمدير في هذا المنصب.

وغادر لبنان في الـ16، قبل سنتين من اندلاع الحرب اللبنانية (1975-1990)، ويقول: «هناك ما يشبه الفجوة، فطوال ثلاثين عاما لم أعد إلى البلد وكان الغضب يتملكني».

أما اليوم فقد بات يعود إلى دياره بانتظام لزيارة والده، ريمون عودة، أحد كبار المصرفيين في لبنان، والتعرف على «هذا الجيل الشاب من اللبنانيين الرائعين، وهم فنانون ولدوا بعد الحرب وتحرروا من قيود النقاش السياسي»، وهو لا ينكر فضل الثقافة الشرقية في «تغذية» نتاجه.

وبدأ شغفه بالأوبرا في الثانية عشرة، عندما حضر عرض «تريستان وإزولده» لفاغنر في ميونيخ يوليو 1969، وأضاف: «أخبرني والدي أنني لم أنم طوال العرض الذي امتد خمس ساعات وكنت منذهلا به».

وبعد انتهاء العرض، تابع مباشرة مشوار نيل أرمسترونغ إلى القمر، وهو يروي «شعرت بتآلف كوني بين موسيقى فاغنر، وهذه اللحظة التاريخية، وكان الأمر أشبه بالخيال في نظري».

وحل بيار عودة خلفا لبرنار فوكرول على رأس أكبر مهرجانات الشعر الغنائي في العالم، الذي انطلق عام 1948، وهو يقوم مقام «مختبر أوبرالي».

واستعان عودة في دورته الأولى هذه، التي تنطلق الأربعاء وتستمر حتى 22 الجاري، بأسماء كبيرة، من أمثال كريستوف أونوريه وروميو كاستيلوتشي وإيفو فان هوفه وأندريا بريت، وأشرف بدوره على مسرحية فريدة من نوعها عن أوبرا مستوحاة من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وذكر: «ينبغي لنا أن نجذب الجمهور بجديدنا، ونقربه من فنانين يقدمون أعمالا خارجة عن الدروب المطروقة ويتمايزون برؤاهم»، وهذه النظرية «تنمي الاهتمام بفن الأوبرا، وتثير نقاشات في هذا الصدد»، مشيرا إلى أن «الإنتاجات لا ترتقي بالشعر الغنائي».

ويحرص عودة، كما سلفه الذي اعتمد بطاقات بأسعار مخفضة، على استقطاب المزيد من الشباب، وتساءل: «هل ينبغي لنا تبسيط فن الأوبرا لنعرّفهم عليه؟ هي معضلة بحد ذاتها، إذ إن الأوبرا هي الصنف الفني الأكثر رقيا».

ولفت الى ان «الشباب شريحة واسعة جدا من السكان، وينبغي البحث عن هؤلاء الذين تستميلهم الموسيقى لجذبهم، هذه هي المقاربة التي ينبغي اعتمادها».

ويبدي عودة، الذي لا يزال يرأس مؤسسة «بارك أفينيو أرموري» الثقافية في نيويورك، تحفظا إزاء اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للعروض، ويقول: «كان الجمهور يتكبد عناء حضور الأوبرا في السابق، أما اليوم فهو لم يعد مهتما بها لهذه الدرجة، لأن الإنترنت طغى على هذا الفن».

ويتمنى عودة، الشغوف بالسينما أيضا، والذي دعا بازوليني وجاك تاتي في شبابه إلى ناد للسينما أسسه بلبنان، أن «يتزاوج المهرجان مع المسرح والرقص والفنون التشكيلية والموسيقى المعاصرة»، ولحل «المعضلة الشائكة جدا التي يمثلها غلاء البطاقات»، يدأب على اجتذاب الجهات المانحة الخاصة.

وقد أعد هذا المخرج المسرحي، الذي يعمل بلا كلل أو ملل، قبل فترة وجيزة، عرضا يمتد على 15 ساعة للجزء الأكبر من العروض السبعة التي تشكل دورة «ليشت» الأوبرالية للألماني كارلهاينتس شتوكهاوزن.

back to top