تولّي الفرنسية «كريستين لاغارد» زمام الأمور في البنك المركزي الأوروبي خلفاً للإيطالي «ماريو دراغي» يبشر بميلاد أسلوب جديد مختلف تماماً في قيادة مؤسسة نقدية بهذه المكانة، بحسب تقرير لـ«بلومبرغ».

ستكون لاغارد البالغة من العمر 63 عاماً التي استطاعت الفوز بثقة الاتحاد الأوروبي بعد عملية تصويت شاقة ليرشحها لتولي هذا المنصب، أول امرأة وأول شخص من خارج المصارف المركزية يقود هذه المؤسسة.

Ad

اختيار محير

- تولي لاغارد قيادة البنك المركزي الأوروبي، سيشكل ارتقاءً لنجم السياسيين، فقد برز دورها كوزيرة للمالية في فرنسا خلال الأزمة المالية العالمية قبل إدارتها لصندوق النقد الدولي في واشنطن.

- في الوقت الراهن، حيث يهزأ ويتهكم الجميع على مؤسسات الاتحاد الأوروبي ، يمكن لمهاراتها المساعدة في إصلاح صورة محافظي البنوك المركزية، وقد يعني ذلك اعتماداً أكبر مما فعل دراغي على قدرة موظفي البنك للتوصل إلى حلول مبتكرة للتحديات الاقتصادية في منطقة اليورو.

- تقول كبيرة الاستراتيجيين لدى «بنك أوف نيويورك ميلون إنفستمنت»، أليسيا ليفين: يبدو الأمر محيراً بعض الشيء لأنها غير معروفة كشخصية اقتصادية، إنها سياسية أكثر، وهي أيضاً حكيمة جداً، وأعتقد أنه سيكون لديها مجموعة من أفضل الاقتصاديين الذين يمكنهم مساعدتها.

- حتى نهاية الأسبوع الأخير من يونيو، كان المتنافسون الرئيسيون على منصب رئيس البنك المركزي الأوروبي من الذكور العاملين في المصارف المركزية، مثل رئيس «البوندسبنك»، ينس ويدمان، ونظيره الفرنسي فرانسوا فيليروي دي جالهاو، وغيرهم ممن كانوا أعضاء مجلس الإدارة الذين شاركوا في صياغة السياسات السابقة.

تاريخ حافل بالإنجاز الإداري

- على النقيض، فإن تجربة لاغارد تستمد قوتها من الدور الذي لعبته الفرنسية في قيادة منظمة عالمية تدقق في كيفية عمل الاقتصادات وتعمل كحارس للنظام المالي العالمي.

- ثماني سنوات قضتها لاغارد في إدارة صندوق النقد الدولي، إلى جانب عملها كوزيرة مالية لأحد بلدان مجموعة السبع، ما يعني أنها مؤهلة لمنح البنك المركزي الأوروبي الكثير من القوة والتأثير.

- يقول اقتصاديون، إن السياسة النقدية ليست سوى جزء واحد من مهارات محافظي البنوك المركزية، وإن الشخص الذي لديه أفضل كتابات أو آراء عن الاقتصاد النقدي، ليس بالضرورة سيكون أفضل رئيس للمصرف المركزي، وربما يكون التركيز على مهارات الإدارة أكثر أهمية.

- على عكس دراغي، الذي بدأ مشواره المهني كاقتصادي تقلد العديد من المناصب الحكومية في إيطاليا، درست لاغارد القانون وبدأت حياتها المهنية كمحامية لدى «بيكر آند ماكينزي» قبل التحول إلى عالم السياسة.

- هذه الخلفية القانونية مشابهة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ما يعني أن أكبر منطقتين للعملة في العالم سوف يديرهما الآن محامون سابقون.

الخليفة الأمثل لـدراغي

- يعاني اقتصاد أوروبا ركود قطاع التصنيع بسبب التوترات التجارية العالمية، ما قد يتطور إلى ركود واسع النطاق، ويستعد دراغي لإعادة تفعيل إجراءات التحفيز قبل مغادرته للبنك المركزي، ليترك لاغارد لمواصلة الدفع في هذا الاتجاه.

- دعمت لاغارد مبادرة دراغي للتيسير الكمي في السابق، وقد ترغب في الحفاظ على سياسة نقدية تتفق مع منهجه، لكن ذلك قد يضع العبء على المؤسسة نفسها لإنتاج الأفكار، بينما تركز الرئيسة الجديدة على التواصل.

- يقول محللو «جيه بي مورغان»، قد تكون الشخصية السياسية مفيدة في رئاسة المؤسسة للمساعدة في اكتساب «فن البيع» المتمثل في إعادة تنشيط الحوافز، ومع ذلك، فإن خليفة دراغي في البنك المركزي الأوروبي سيواجه بعض الأوقات الصعبة وسيحتاج إلى مهارات كبيرة.

- يضيف المحلل لدى المصرف «جون نورماند»: يحتاج البنك المركزي الأوروبي إلى شخص يسير على خطى دراغي، وأن يتحلى بمهارة التفكير، لخلق أساليب جديدة وصياغة السياسة النقدية، لكني سأكون قلقاً إذا كان هذا الشخص ليس لديه خبرة كبيرة في السياسة النقدية.

- مع ذلك، تقول المشرعة البريطانية والتي تولت رئاسة لجنة الشؤون الاقتصادية والنقدية في البرلمان الأوروبي سابقاً شارون بلوز، إن لاغارد لا تزال شخصاً مناسباً للقيام بالمهمة على أكمل وجه.