ترامب يدافع عن «عسكرة الاستقلال»... واحتجاز مهاجرين

سجال حول تكلفة استعراض 4 يوليو... واتهامات بالتكسّب الانتخابي

نشر في 05-07-2019
آخر تحديث 05-07-2019 | 00:04
شرطيان على حصانهما قرب دبابة أمام نصب لينكولن في واشنطن أمس الأول (أي بي ايه)
شرطيان على حصانهما قرب دبابة أمام نصب لينكولن في واشنطن أمس الأول (أي بي ايه)
احتفلت، واشنطن بالعيد الوطني بشكل مغاير عن السنوات السابقة مع عرض عسكري شاركت فيه دبابات ومقاتلات وخطاب ألقاه الرئيس دونالد ترامب الذي كان محور الاحتفال الذي يكون عادة ذا طابع غير حزبي، ومحور الاتهامات بالتكسّب الانتخابي.
أصبح أمس، دونالد ترامب أول رئيس بالولايات المتحدة سعى بطريقة لا لبس فيها لعسكرة وتسييس «يوم الاستقلال الأميركي»، في كسر للتقاليد المتعارف عليها في هذه المناسبة الوطنية، بعدما ابتعد الرؤساء تاريخياً عن إقامة مهرجانات للاحتفال بذكرى الاستقلال السنوية، في 4 يوليو. لكن ترامب أرادها هذا العام مناسبة لاستعراض قوة بلاده تحت عنوان «تحية لأميركا»، بدءاً بعرض دبابات وسط واشنطن ومقاتلات حلّقت فوقها وصولاً الى خطاب أمام نصب لنكولن التذكاري، وأرادها أيضاً جزءاً لا يتجزأ من حملته الرئاسية.

امتعاض ديمقراطي

وهذا التغير في منحى احتفالات الاستقلال سرعان ما أثار امتعاضا وخصوصاً لدى المعارضة وعدة نواب ديمقراطيين حذروا من اتجاه ترامب لتحويلها إلى «تجمع انتخابي حزبي ومتلفز».

والسبب أن الرابع من يوليو يشكل عادة مناسبة يجتمع فيها كل الأميركيين «تحت راية العلم من دون الدخول في النقاشات السياسية» كما لفت الخبير في وسائل الإعلام ريتشارد هانلي.

لكن الحملة للانتخابات الرئاسية عام 2020 بدأت، وقد أعلن ترامب في الأونة الأخيرة ترشحه لولاية ثانية.

ويقول منتقدو الرئيس، إن تدخله في احتفالات عيد الاستقلال يرقى إلى استيلاء حزبه الجمهوري على عطلة وطنية من المفروض أن تكون للجميع.

وانتقد العديد من المشرعين الديمقراطيين خطط ترامب، قائلين إنهم لم يروا شيئاً من هذا القبيل من قبل، لاسيما فيما يتعلق بتوزيع تذاكر حضور بين مؤيدي الحزب الجمهوري فحسب.

وأعلن السناتور توم أودال، وهو عضو بارز في اللجنة الفرعية لمخصصات مجلس الشيوخ، إن «الشعب الأميركي يستحق أن يعرف مقدار ما ينفقه الرئيس لتحويل أموال احتفالاته في الرابع من يوليو إلى حدث انتخابي فعلي».

بدوره قال عضو الكونغرس والمرشح الرئاسي المحتمل تيم ريان: «ما كان من المفترض أن يكون يوماً للاحتفال ببلدنا تحول إلى تجمع سياسي لترامب. الرئيس يضيع أموال دافعي الضرائب لمجرد تضخيم ذاته».

كلفة الاحتفالات

والسؤال الاخر المثير للجدل هو كلفة هذه الاحتفالات.

فبينما قال المرشح للبيت الأبيض جوليان كاسترو، إنه «هدر للمال»، دافع ترامب عن فكرته مؤكداً أن الكلفة لن تكون باهظة، انما ضئيلة مقارنة بقيمة المناسبة. وكتب على «تويتر» أمس الأول، «انها طائراتنا، انهم طيارونا والمطار قريب جداً، نحن فقط بحاجة إلى الوقود. الدبابات وكل شيء آخر ملك لنا».

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أن إدارة المتنزهات الوطنية حوّلت نحو 2.5 مليون دولار لإقامة هذه الاحتفالات، ما يمثل جزء بسيطاً من التكلفة الإجمالية لاحتفالات هذا العام التي تتجاوز قيمتها الاحتفالات السابقة.

واذا كان نائب الرئيس مايك بنس أشاد «بدليل رائع على قدرات جيش بلادنا الرائع»، اعتبر المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية بيت بوتيجيج من جهته أن الرئيس يستخدم الجيش «لإرضاء غروره».

المهاجرون

وبينما يواجه الرئيس الأميركي انتقادات جديدة من ديمقراطيين ونشطاء لطريقة تعامله مع أزمة المهاجرين على الحدود مع المكسيك، أعلن ترامب أنه يتعين أن يُقال للمهاجرين المستائين من الأوضاع في مراكز الاحتجاز: «لا تأتوا».

وتحدث نواب ديمقراطيون ونشطاء في مجال الحقوق المدنية زاروا مراكز احتجاز المهاجرين على الحدود في الأيام القليلة الماضية عن أوضاع بالغة الصعوبة أبرزها التكدس ونقص الماء والغذاء وغيرهما من الحاجات الأساسية.

ونشر المفتش العام بوزارة الأمن الداخلي الثلاثاء، صور مراكز احتجاز في ريو غراندي فالي في تكساس وهي مكتظة بأعداد من المهاجرين تصل إلى ضعف قدرتها الاستيعابية.

وكتب ترامب على «تويتر»، أمس الأول، «إذا كان المهاجرون غير الشرعيين غير راضين عن الأوضاع في مراكز الاحتجاز التي أنشئت أو تجددت على عجل، قولوا لهم ببساطة لا تأتوا وأبقوا في بلادكم. هذا الأمر كفيل بحلّ كلّ المشكلات».

الرئيس للمستائين من مراكز الاحتجاز: ابقوا في بلادكم... لا تأتوا
back to top