بعد عدة خطوات إيرانية اتسمت بالتشدد وتضمنت تقليص الالتزامات المنصوص عليها بالاتفاق النووي والتهديد بانتهاكه رداً على حملة الضغوط القصوى الأميركية ضدها، أرسلت طهران أمس، أوضح رسالة على استعدادها للدخول في مفاوضات جديدة مع واشنطن لإنهاء التوتر القائم حالياً.ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء أمس، عن وزير الاستخبارات محمود علوي قوله، إن «إجراء محادثات بين طهران وواشنطن مرهون برفع العقوبات وموافقة المرشد الأعلى علي خامنئي».
وأضاف علوي خلال مشاركته في حفل لضحايا الحرب العراقية ـ الإيرانية بمدينة قائم شهر شمال البلاد مساء أمس الأول: «يمكن أن تعيد إيران النظر في إجراء محادثات مع أميركا» في إشارة إلى الحظر الذي فرضه المرشد الأعلى، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي العام الماضي، على أي مسؤول إيراني بالدخول في مفاوضات جديدة مع الأميركيين.وتابع المسؤول الإيراني: «لقد أدرك رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب الآن أن العقوبات غير مجدية، وخلافاً للخيال، حيث إن شعبنا أصبح أكثر اتحاداً».واستدرك علوي بالقول إن «إيران لا تتفاوض تحت ضغوط العقوبات». وأشار الوزير الإيراني إلى حادث إسقاط الحرس الثوري» لطائرة أميركية المسيرة «درون» فوق الخليج منذ أسبوعين.ورأى أن قوة إيران العسكرية أدخلت الرعب في نفوس الأميركيين ما جعلهم يتراجعون عن توجيه ضربة انتقامية.وشدد على أن طهران أبلغت مسؤولين من دول أوروبية أنها لن تتغاضى عن «أدنى عدوان تتعرض له وسترد بكل قوة»، لافتاً إلى أن بلاده «تمتلك جبهة زاخرة بالمقاومة وفي ذروة قوتها لمواجهة أي اعتداء».وجاء ذلك في وقت جدد المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني كيوان خسروي، التأكيد على أن إيران ستبدأ بعد غد في تنفيذ الخطوة التالية من تقليص التزاماتها النووية بالمعاهدة المبرمة مع القوى الكبرى عام 2015 «بناء على الفقرتين 26 و36 ووفقاً لما تراه الجمهورية الإسلامية».ويأتي هذا بعد إعلان الرئيس حسن روحاني أن بلاده سترفع بعد ٧ يوليو الجاري مستوى تخصيب اليورانيوم عن المستوى المسموح به وهو 3.67 وستعيد تشغيل مفاعل آراك ضمن خطواتها للضغط على الدول الأوروبية التي تريد الحفاظ على الاتفاق النووي من أجل العمل على تعويض طهران عن العقوبات الاقتصادية.
قائد الباسيج
من جهة أخرى، أكد القائد الجديد لـ «منظمة تعبئة المستضعفين» (الباسيج) غلام رضا سليماني أن قواته أصبحت قوة عسكرية إقليمية، وحققت نجاحات في عدة دول عربية.وقال سليماني، في أول تصريح له بعد تعيينه، إن «تجربة الباسيج لم تعد محدودة بجغرافيا إيران، وباتت واضحة اليوم في سورية والعراق وسواحل المتوسط، وجنوب شرق شبه جزيرة الحجاز». في سياق آخر، بعث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ببرقية تعزية لحاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي وذلك لوفاة نجله.في المقابل، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران مساء أمس الأول، قائلاً: «انتبهوا للتهديدات».وقال ترامب عبر «تويتر»: «أصدرت إيران للتو تحذيراً جديداً. يقول روحاني إنهم سيخصبون اليورانيوم بأي قدر إذا لم يكن هناك اتفاق نووي جديد».وأضاف: «انتبهوا للتهديدات. فهي يمكن أن ترتد لتلدغكم كما لم يلدغ أي شخص من قبل!»في غضون ذلك، أكد تقرير لـ»واشنطن بوست» أن الإدارة الأميركية، تبحث مختلف الخيارات المتوفرة لديها لشرعنة هجوم عسكري محتمل على الجمهورية الإسلامية. وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الأول إلى أن إدارة ترامب، لا تزال تعد أرضية قانونية واسعة لشرعنة استهداف إيران في المستقبل دون تفويض من «الكونغرس».تدابير سعودية
على صعيد آخر، أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، أن مشاورات دولية تجري بمبادرة من الولايات المتحدة بخصوص إجراءات عسكرية واقتصادية يجب اتخاذها لتأمين الملاحة في الخليج.وأوضح الجبير، في حديث أثناء وجوده في طوكيو الثلاثاء الماضي، إلى أن واشنطن تقدمت إلى عدد من «الدول متشابهة المواقف» بما فيها اليابان، بشأن الخيارات المحتمل اللجوء إليها لضمان حرية الملاحة في الخليج، وذلك على خلفية التصعيد مع إيران وحوادث استهداف السفن التجارية في خليج عمان والتي اتهمت واشنطن والرياض طهران بالوقوف وراءها.تركيا والهند
وعلى صعيد ذي صلة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده قد تتوسط لحل الخلاف بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووي للأخيرة، مؤكداً أن «التوتر ليس لمصلحة دول الخليج».وفي نيودلهي، أعلنت الحكومة الهندية أن علاقاتها مع طهران مستقلة، ولن تتأثر بعلاقات مع أي دولة ثالثة. وأكد وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشنكار: أنه «لا توجد نية لوقف التجارة مع إيران» في ظل العقوبات الأميركية.إلى ذلك، كشفت تقاير غربية أن أجهزة الأمن بأوكرانيا قبضت مطلع العام الجاري على اثنين من الإيرانيين في العاصمة كييف وعثرت في سيارة كانا يستقلانها على أجزاء لصاروخ «KH-31» المتطور المضاد للسفن. وذكر في هذا الخصوص أن سلطات الأمن الأوكرانية صادرت القطع التقنية العسكرية التي عثرت عليها، وتم ترحيل الإيرانيين، فيما كُشف أن أحدهما ويدعى عبدي بيان، كان يعمل ملحقاً عسكرياً في سفارة بلاده بكييف.وأبلغ رئيس جهاز الاستخبارات الأوكراني فاسيل هريتساك مسؤولي الحكومة الأميركية بفضح المخطط الإيراني للحصول على الصاروخ الذي يعمل بالتوجيه تبلغ سرعته 3 أضعاف سرعة الصوت، خلال زيارة قام بها أخيراً إلى واشنطن.