حماية الصحة في عالم يشهد الاحتباس الحراري
حتى لو نجح العالم في منع ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية بأكثر من درجتين مئويتين عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، فإنه يتعين علينا الاستعداد لزيادة هائلة في حالات الطوارئ الصحية المرتبطة بالمناخ.
![بروجيكت سنديكيت](https://www.aljarida.com/uploads/authors/176_1682431716.jpg)
بالإضافة إلى الاستجابة الفورية للكوارث، فإن الفشل في بناء المرونة في أنظمة الرعاية الصحية يقوض تقديم التدخلات الصحية الأساسية على المدى الطويل، مما يؤدي إلى تفاقم ضعف النظام والسكان الذين يخدمهم. في العديد من الحالات، فإن أولئك الذين من المرجح أن يعانوا أشد عواقب تغير المناخ لا يحصلون إلا على أقل قدر من الرعاية الصحية الأولية الموثوقة والفعالة، بما في ذلك الخدمات الأساسية.ومع استمرار مشكلة تغير المناخ، سوف تتدهور عواقب نقاط الضعف هذه، كما ستتفاقم بسبب الاتجاهات العالمية الأخرى، بداية من التحضر. وبحلول 2050 من المتوقع أن يعيش ثلثا سكان العالم في المناطق الحضرية، أي 2.5 مليار شخص أكثر من اليوم، ومثل هذا التحضر السريع- مدفوعا جزئيا بعوامل مثل الفقر والصراع وتغير المناخ- سيزيد خطر الأوبئة والأمراض المستوطنة، وتسهل الكثافة السكانية العالية انتقال العدوى، في حين يؤدي التلوث المتزايد والضغط على المرافق الصحية العامة إلى أمراض الجهاز التنفسي (مثل الالتهاب الرئوي) وأمراض الإسهال (مثل فيروس الروتا والكوليرا).ليست البلدان الفقيرة المعرضة للخطر فقط، ففي العقود القادمة من المتوقع أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تسريع عودة ناقلات الأمراض، مثل بعوضة الزاعجة المصرية، إلى أجزاء من أوروبا وأميركا الشمالية، وقد يتسبب ذلك في انتشارها في مناطق جديدة في أقصى الشمال مثل كندا، وقد يؤدي هذا إلى عودة ظهور الحمى الصفراء، التي كانت منتشرة في الولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا، وتفشي حمى الضنك وفيروس زيكا، واستنادًا إلى بيانات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، يُتوقع أن تؤدي مجموعة التغير المناخي والنمو السكاني إلى تعريض 6 مليارات شخص إضافي لخطر الإصابة بحمى الضنك بحلول عام 2080.بدون رعاية صحية أولية فعالة ستكون الاستجابة للصدمات متفاعلة ومكلفة وغير فعالة دائما، ولحسن الحظ، هناك بالفعل نظام يمكنه توفير المستوى اللازم من الرعاية، وهذا النظام هو الذي كفل وصول التحصين إلى عدد أكبر من الأشخاص مقارنة بأي تدخل طبي آخر، فأصبح بإمكان أكثر من 80٪ من الأطفال في جميع أنحاء العالم- بما في ذلك العديد من أفقر دول العالم وأكثر البيئات صعوبة- الحصول على لقاحات روتينية تحميهم من أمراض مثل الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي.ويمكن أن يكون نظام التحصين- الذي يجب بالتأكيد توسيعه للوصول إلى جميع الأطفال- بمثابة أساس لبناء الرعاية الصحية الأولية، وبفضل العلاقات المجتمعية وسلاسل الإمداد والموظفين المدربين ومراقبة البيانات والأمراض والسجلات الصحية الموجودة بالفعل، يصبح من الأسهل بكثير تقديم التدخلات الصحية الأخرى التي يمكن أن تفيد الأفراد والمجتمع ككل، مثل المكملات الغذائية وبرامج الوقاية من الملاريا.حتى لو نجح العالم في منع ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية بأكثر من درجتين مئويتين عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، فيتعين علينا الاستعداد لزيادة هائلة في حالات الطوارئ الصحية المرتبطة بالمناخ، ويُعد توسيع وتعزيز الرعاية الصحية الأولية وسيلة فعالة من حيث التكلفة لتعزيز القدرة على مواجهة التحديات المقبلة.* الرئيس التنفيذي لمنظمة جافي، التحالف العالمي للقاحات والتحصين.«سيث بيركلي»
إذا استمر ارتفاع درجات الحرارة ومستويات سطح البحر في العالم فسيزداد عدد الكوارث الطبيعية وشدتها