أكد مصدر في "الحرس الثوري" الإيراني لـ"الجريدة" أن "الحرس" خطط لإجراء عملية توقيف لعدد من السفن التي كانت تحمل بضائع بريطانية وإسبانية في بحر عمان ومضيق هرمز رداً على توقيف سلطات جبل طارق ناقلة نفط عملاقة تحمل الخام الإيراني الخميس الماضي، لكن الحكومة الإيرانية طلبت من المرشد الأعلى علي خامنئي إعطاء الأوامر بتأجيل العملية حتى تحاول الخارجية الإيرانية حل الأزمة عبر القنوات الدبلوماسية، وطلبت فرصة حتى بعد غد الثلاثاء على الأقل، كي لا تغطي عملية توقيف شحنات تابعة للندن ومدريد على خطوتها التصعيدية للضغط على الدول الأوروبية برفع نسبة تخصيب اليورانيوم الذي سوف يتم الإعلان عنها اليوم أو غداً.

وقال المصدر، إن سماح إيران للولايات المتحدة أو بريطانيا أن تقوم بتوقيف الشحنات في وسط البحار دون رد فعل يعني عملياً السماح لواشنطن بتصفير صادرات النفط الإيراني.

Ad

وأضاف المصدر أن بعض النواب الإيرانيين عرضوا مشروع قرار يلزم البحرية بتفتيش كل السفن المتجهة إلى البحرين والسعودية والإمارات بسبب حرب اليمن.

في السياق، أفاد مصدر في وزارة النفط الإيرانية لـ"الجريدة" بأن ناقلة النفط "غريس1" التي احتجزتها البحرية البريطانية أخيراً لم تكن تحمل نفطاً إلى سورية بل كانت تهرب النفط الإيراني إلى دول أوروبية.

وشدد المصدر على أن طهران استطاعت أن ترسل 4 شحنات من النفط إلى سورية عبر قناة السويس خلال الشهرين الماضيين إضافة إلى شحنتين نقلتا في الصهاريج عبر العراق، لذلك لم تكن تحتاج أن ترسل شحنة كهذه عبر مضيق جبل طارق ومن خلال هذه الناقلة العملاقة التي لا تستطيع أن ترسو في ميناء بانياس السوري المعروف بمياهه الضحلة.

وحسب المصدر، فإن الناقلات الإيرانية تقوم بتوزيع شحناتها على مهربين من مالطا وإيطاليا واليونان وكرواتيا وإسبانيا وقبرص في عرض البحر المتوسط، مضيفاً أن سبب عدم إفصاح إيران عن وجهة الناقلة هو أنها لا تريد كشف كيفية الالتفاف على العقوبات الأميركية.

وأضاف المصدر أن الشركة المالكة للباخرة هي شركة روسية كانت مسجلة في بنما وأوراق شحنتها صادرة من العراق، ما يدل أن الأميركيين والبريطانيين قاموا بعملية استخباراتية لمعرفة أن النفط الذي تحمله إيراني لذلك بدأت تحقيقات داخل وزارة النفط الايرانية حول تسريب محتمل للمعلومات.

تهديد ونفي

ويأتي ذلك في وقت تواصلت التهديدات الإيرانية العلنية باستهداف السفن البريطانية، وقال رجل الدين البارز محمد علي جزائري، عضو مجلس خبراء النظام: "أقول صراحة إن بريطانيا يجب أن تشعر بالخوف من الإجراءات التي ستتخذها إيران رداً على الاحتجاز غير المشروع لناقلة النفط الإيرانية".

وأضاف "أوضحنا أننا لن نصمت مطلقاً على التسلط. ومثلما كان ردنا قوياً على واقعة الطائرة الأميركية المسيرة التي أسقطناها بعد اختراق مجالنا الجوي، سيكون لإيران رد مناسب على الاحتجاز غير المشروع".

وهدد قائد في الحرس الثوري الإيراني، أمس الأول، باحتجاز سفينة بريطانية رداً على احتجاز مشاة البحرية الملكية البريطانية لناقلة النفط.

ولاحقاً، نفى مصدر إيراني مطلع نبأ تحدث عن احتجاز ناقلة نفط بريطانية في مياه بحر العرب قرب مضيق هرمز.

وأفادت وكالة أنباء إيران نقلاً عن المصدر بأن بعض وسائل الإعلام المحلية بادرت إلى بث نبأ نقلاً عن مصادر مزيفة حول احتجاز ناقلة نفط بريطانية في الخليج الفارسي لكن تم نفي النبأ من مصادر مطلعة في المنطقة.

وقال مسؤول في مجموعة عمليات التجارة البحرية بالمملكة المتحدة إن ناقلة عملاقة ترفع علم بريطانيا توقفت في مياه الخليج في ساعة مبكرة من صباح أمس ضمن إجراء روتيني لكنها "آمنة وبخير".

استجواب وانتقاد

وفي وقت سابق، أصدرت المحكمة العليا في جبل طارق قراراً بتمديد احتجاز ناقلة النفط الإيرانية لمدة 14 يوماً إضافياً.

وذكر متحدث باسم حكومة جبل طارق أن طاقم الناقلة خضعوا للاستجواب كشهود وليس كمجرمين في مسعى لتحديد طبيعة الشحنة ووجهتها النهائية.

واحتجز مشاة البحرية الملكية البريطانية الناقلة لمحاولتها نقل نفط خام إلى سورية في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي.

في المقابل، دانت روسيا الاتحادية احتجاز ناقلة النفط ورأت في ذلك دليلاً على سعي الاتحاد الأوروبي لتعميم العقوبات المفروضة على سورية خارج حدوده.

وقالت وزارة الخارجية الروسية: "إن احتجاز الناقلة الايرانية يهدف إلى تعقيد الوضع وزيادة الضغط على إيران وسورية".

واتهمت الدول الأوروبية بعدم بلورة آليات فعالة للتعاون مع طهران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

اجتماع ذري

وفي وقت تعقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعاً طارئاً لمجلسها الأعلى الأربعاء المقبل من أجل بحث برنامج إيران النووي، في جلسة تأتي بناء على طلب من الولايات المتحدة، أعلن رئيس لجنة الأمن في البرلمان الإيراني، مجتبى ذو النور، أن بلاده رفعت مخزون الماء الثقيل أكثر من الحد المسموح به وفق الاتفاق النووي بعد أن حظرت واشنطن مبيعات الماء الثقيل الإيراني.

وردَّت إيران على إعلان "وكالة الطاقة الذرية" بأن أنشطتها الأخيرة فيما يتعلق بالاتفاق النووي لا تتعلق باختصاصات مجلس محافظي الوكالة ورأت أنها "سخرية مرة".

وهدد خطيب جمعة طهران محمد علي مهدي كيرماني الولايات المتحدة ببحر من الدماء وتحويل مياه الخليج إلى اللون الأحمر إذا ما هاجمت واشنطن إيران.