أطلقت القوات العراقية، أمس، عملية عسكرية في صحراء الأنبار، المعقل التاريخي لتنظيم القاعدة منذ 2003 وبعده تنظيم «داعش»، والرابطة بين محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين والممتدة طوال الحدود الغربية مع سورية.

وأطلق على العملية اسم «إرادة النصر»، وهي تهدف الى «تمشيط الصحراء والقضاء على فلول وخلايا تنظيم داعش الإرهابي»، ويشارك فيها قطعات الجيش العراقي، والحشدان الشعبي، والعشائري، وبدعم من التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي نفذ ضربات نوعية تمهيدية خلال الأيام القليلة الماضية.

Ad

جاء ذلك، بينما استقبل وزير الدفاع العراقي الجديد نجاح الشمري المبعوث الأميركي الخاص للعراق وسورية جيمس جيفري امس في بغداد. وقالت وزارة الدفاع العراقية في بيان إنه «جرى خلال اللقاء التباحث حول استمرار تقديم الدعم والإسناد للقوات المسلحة، التي تنفذ عمليات مستمرة في مناطق تواجد العناصر الإرهابية».

ووفقاً للبيان، أكد الشمري أن «العراق لن يسمح باستخدام أراضيه ضد أي دولة من دول الجوار والمنطقة، ولا يسمح باستهداف البعثات الدبلوماسية والتحالف الموجودين في المنطقة».

وأضاف البيان أن «المبعوث الأميركي أكد أن الولايات المتحدة تحترم سيادة العراق وقراراته الخاصة العسكرية والسياسية في أراضيه».

من ناحيته، أكد الرئيس العراقي برهم صالح، أمس خلال استقبال جيفري أن «العراق يسعى لانتهاج سياسة متوازنة مع الجميع ترمي إلى تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة لتخفيف حدة التوتر الراهن»، مشددا على «أهمية إيجاد تسوية سياسية للاوضاع في سورية».

الى ذلك، لا يزال الجدل السياسي متواصلا حول الامر الديواني الذي اصدره رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي حول إعادة هيكلة الحشد الشعبي، وكذلك حول الاتهامات التي وجهها فصيل «كتائب حزب الله ـ العراق» لقائد عمليات الأنبار اللواء الركن محمود الفلاحي بالتخابر مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA.

واعتبر المتحدث باسم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن حكومة عبدالمهدي ستكون على المحك في حال لم يُطبق قرار عبدالمهدي، مشيراً الى أن «بعض الفصائل لم تكن مستجيبة بشكل ايجابي».

بدوره، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية عن تحالف «سائرون» بدر الزيادي أن قرار عبدالمهدي «سيطبق على الجميع».

من ناحية اخرى، اعتبر عضو مجلس النواب عادل المحلاوي أن «الفبركات المسيئة للجيش وقادته هي محاولات يائسة لاستهداف حصن العراق»، داعياً القوى السياسية إلى اتخاذ موقف رافض لتلك «الإساءات والاتهامات الباطلة».

وأشار الى أن «الإساءة للجيش إساءة للعراقيين بمختلف ألوانهم ومذاهبهم وديناتهم».

وحذر عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية محمد الكربولي، من «مخطط يهدف إلى إقصاء خبرات عسكرية».

في المقابل، رأى النائب عن «كتلة صادقون» النيابية حسن سالم، أن «تجسس قائد عمليات الانبار لـCIA كاف لإدانته بجريمة الخيانة العظمى»، وحمله مسؤولية «الدماء التي سقطت نتيجة القصف الاميركي». وكان «حزب الله العراق» نشر تسجيلا صوتيا زاعما انه للفلاحي وهو يتحدث الى عميل في CIA ويعطيه احداثيات عن مواقع الحشد الشعبي في منطقة القائم على الحدود السورية ــ العراقية.

وأعلن عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية كريم عليوي أن لجنته ستستدعي الفلاحي خلال الأسبوع الحالي للتحقيق معه على خلفية التسجيل الصوتي المنسوب له وذلك عقب اعلان وزارة الدفاع انها فتحت تحقيقاً بشأن الاتهامات.